علاقة المسلم بربّه
إنّ المسلم يجدُ في تواصله مع ربّه عزَّ وجلَّ لذةً كبيرةً؛ فهو يتّصلُ مع خالقه عزَّ وجلّ في اليوم والليلة خمسَ مراتٍ، يعبدُ ربّه ويناجيه ويتقرّب إليه فيجد راحةً نّفسيةُ وبدنيّةُ لا يجدها إلا بالرّجوع إلى منهاجِ الله عزَّ وجلّ وأداء الصّلوات المفروضة عليه، فالصّلاة ركنٌ أساسيٌ من أركان الإسلام يمتازُ بها المسلم عن غيره ، فمن تركها منكراً لها كفر بإجماع العلماء.
إنّ الصّلاة من أحبّ الأعمالِ إلى الله ، بل إنّ من صفاتِ المتّقين إقامةُ الصّلاة في وقتها والمُحافظة عليها، وقد أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بتعليم الأولادِ الصّلاة على سبع سنينَ وضَربهم عليها على عشر سنين تأكيداً منه على أهميّة هذا الرّكن العظيم كما أنَّ الصّلاة إلى الصّلاة مكفراتٌ لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر، فكان لزاماً على كلّ مسلم ومسلمة معرفة شروط صحةِ الصَّلاة وأركانها وضرورةِ معرفة الذي يُبطل صلاتهم ليجتنبوه وليؤدوا الصلاة كما أمرهم الله عزَّ وجلَّ.
الصَّلاة
الصلاة في اللغة: الدعاء، وقيل: التعظيم، وفي الاصطلاح هي أقوالٌ وأفعالٌ مفتتحةٌ بالتكبير مختتمةٌ بالتسليم مع النيّة بشرائطَ مخصوصة. وعرَّفها الحنفية بأنها الْأَفْعَالُ الْمَخْصُوصَةُ مِنْ الْقِيَامِ وَالْقِرَاءَةِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ.
شروط صحة الصَّلاة
ذكر الفُقَهاءُ عدداً من شُروطٍ صِحَّةِ الصَّلاة، متّفقين على بَعْضِها ومختلفين في بَعضِها، ومن تلك الشّروط: الإسلامُ، والعَقْل، والتَّمْييزُ، ورَفْعُ الحَدَثْ، وإزالَةُ النَّجاسَة، وسَتْرُ العَوْرَةِ، ودُخولُ الوَقْتِ، واستقبالُ القِبْلَة، والنِّيَة، ويعودُ سبب خِلافِهم إلى اختِلافِهِم في مَفْهومِ الشَّرْطِ والرُّكْن، وفيما يأتي بيانٌ لِبَعْضِ الشُّروط التي اتفق عليها الفقهاء:
إقرأ أيضا:كيف نتوضأالطَّهَارة: الطَّهارةُ ُهي أربعةُ أنواع،ٍ وهِيَ:
-
- طَّهارةُ الجِسْمِ من الحَدَثْ، والحَدَثِ هو الخارِجُ من أحدِ السَّبيلينِ ورُبّما يكون الحدث أكبراً في الجنابة والحيض والنفاس أو أصغراً بما ينقض الوضوء، لقول رسول الله – عليه الصَّلاة والسّلام – في الحديث الصّحيح: “(لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بِغَيرِ طَهْور)“
- طهارَةُ الجسم من أيِّ نَجاسة رُبّما تعلق فيه.
- طهارة الثّيابِ من النَّجَاسَةِ؛ حيث يجب أن تكون الملابس نظيفةً، وأنْ تكون طاهرةً، فإن النَّجاساتُ التي تَعْلَق في الملابس كثيرة يجب التحرّز منها أو تطهيرها إن علقت بالثياب.
- طهارَةُ المكان الذي سَوفَ يُصلِّي فيه، ويدخل في المكان ما بين وقوف قَدَمِه إلى مكان سُجودِه، ويدخل فيه أيضاً ما يلامس بدنه أثناء الصَّلاة.
- العلمُ بدخول الوَقت: من المَعْلوم لكلّ مُسلم ومسلمة أنَّ للصَّلوات المَفروضة وقْتاً مُعَيَّناً يجب أن تؤدّى فيه، غيرَ أنَّه لا يَكْفي أن تؤدى الصّلاةُ في وقتها، بلْ لا بُدَّ أنْ يَعلمَ المُصَلّي بوقت الصلاة قبل المباشَرَةِ بها، فَلا تَصِحُّ صَلاةُ الشخص الذي لم يعلم بدخول وقت الصلاة وإن تبيّن له بعد ذلك أنّه أدّاها في وقتها المشروع.
- سَتْرُ العَوْرَة: يُقْصَدُ بِكَلِمَة العَوْرَةِ في الشرع: كُلُّ ما يَجِبُ سَتْرُه أو يَحْرُم النَّظَرُ إلَيْه، وتكون حُدودُ العَوْرَةِ في الصَّلاةِ بالنِّسبَة للرَجُل ما بَيْنَ السُّرَّةِ والرُّكْبَة، فيجب ألّا يظهر شَيءٌ مِنْه في الصَّلاة، أمّا بالنِّسبَة للمَرْأَة فحدود العورة كُلُّ جسمها ما عَدا الوجه والكَفَّين، فيجب ألا يَبدو شَيءٌ ممّا عدا ذلك في الصّلاة.
- استقبالُ القِبلة: يَجِب أن تكون الصَّلاة باتجاه القِبلةِ، وهي الجهة المتعارفُ عليها في كلِ دولة، وتكون القبِلة جهة مكّة َالمُكرّمة؛ حَيْثُ إنَّ الناَّس قديماً كانت قِبلتهم المسجدَ الأقصى، ولكنْ فيما بعد أصبحت مكّة المُكرّمة، ويُستدَلُّ على القبلة بطريقين: فَإما أنْ يَكونَ المُصَلّي قَريباً من الكَعْبَةِ بِحيْث يُمْكِنُه رُؤيتها مباشرة، أو أن يكون بَعيداً عنها بحيث لا يُمكِنه رُؤيتها، أمّا القَريب منها فَيَجِبُ أن يَسْتَقْبِلَ عَيْنَ الكَعْبَةِ يَقْيِناً، وأمّا البَعيدُ عنها فَيَجِبُ عَليه أنْ يَسْتَقبِل عَيْنَ الكَعْبَة مُعْتَمِداً على الأدِلَّة الظَّنية إن لَمْ يُمْكِنه الدَّليلُ القَطْعِيّ