العَرَب
العرب أُمّةٌ من الناس نشأت في شبه الجزيرة العربيّة، وهي ساميّة الأصل، والعَرَب جمع عربيّ، ومن جموعها: أعرُب، وعُرُب، وعُروب، ويُقال: (عَرَبٌ عرباء: أي صُرَحاء خُلّص)،[١] أمّا أصل معنى كلمة العرب فيعني الماء الصّافي شديد الجَرَيان.[٢] وقد اشتُهِر العرب بأنّهم أهل الفصاحة والبيان؛ ولذا سموا بهذا الاسم؛ حيث يعني أيضاً الإبانة، فيُقال: أعرَبَ الرّجل عمّا في داخله؛ إذا كشَفَه وأبانَ عنه.[٣] و(عرّب الرجل كلامه؛ أي هذّبه من اللحن)، وجعله واضحاً بيِّناً لا لبس فيه كالماء العرِب لشِدّة صفائه.[٢]
نمط عيش العَرَب
اعتاد العرب الأوائل على اتّخاذ الترحال الدائم نمَطاً للعيش؛ حيث سكنوا الخِيام، ورعَوا الإبل، وركبوا الخيل، واقتاتوا على القنص وألبان الأنعام، وانتشروا بشكلٍ أساسيّ في الأقاليم الواقعة بين المحيط الأطلسي إلى أقصى اليمن وأطراف الهند من الشرق؛ فسكنوا اليمن، والحجاز، وتهامة، ونجداً، ومصر، وصحاري برقة وأفريقيا، والمغرب الأقصى، وغيرها من المناطق.[٣]
أصل العَرَب
اتّفق الرُّواة والنسّابون على أنّ آدم عليه السلام أبو البشر وأوّلهم، وقد تكاثر أبناؤه وعمّروا الأرض من بعده حتّى خرج سيدنا نوحٌ من نسله، وبعد حادثة الطوفان المشهورة هلك أغلب البشر، أمّا من تبقّى منهم فلم يُعقّبوا نسلاً، وبذلك أصبح سيدنا نوح أباً ثانياً للبشر، كما اتّفق النسّابون على أنّ أُمَم العالم قد تفرَّعوا من نسل نوح بعد ذلك؛ حيث أنجب ثلاثة أبناءٍ، وهم: حام، وسام، ويافِث، وقد كان سام -الابن الثاني- أبا العرب، وقد نسب ابن إسحاق خمسة أبناء إلى سام بن نوح، هم: أرفخشذ، ولاوِذ، وإرَم، وأشوذ، وغليم.[٤]
إقرأ أيضا:كيف سقطت الدولة الأمويةأقسام العَرَب
اتّفق أغلب الرُّواة والمؤرّخون على تقسيم أصل العرب من حيث القِدَم إلى ثلاث طبقاتٍ؛ وهي: العرب البائدة، والعرب المستعربة، والعرب العاربة، وقد اختلف الرُّواة في تسميتهم إلا أنّهم اتفقوا في المُجمَل على وجود هذا التصنيف في الأساس، كما اتّفق أكثر المؤرّخين ورواة الأخبار على تقسيم العرب تبعاً لأنسابهم إلى قسمين، وهم: القحطانيّون؛ ويعود أصلهم إلى اليمن، والعدنانيّون؛ ويعود أصلهم إلى الحجاز، وكلا القسمَين كُتِب لنسلِهما النّجاة والبقاء بعد هلاك العرب البائِدة،[٥] وقد اتّفقوا كذلك بنسبة كبيرة على أنّ القحطانيّين هم عربيّو الأصل؛ أي أنّهم تكلّموا العربيّة منذ نشأتهم، أمّا العدنانيّون فهم فرعٌ من القحطانيين؛ حيث أخذوا منهم العربيّة وتعلّموها.[٦]
من الجدير بالذّكر أنّ هذا التقسيم قد ورد إلينا ممّا تناقله ودوّنه المؤرّخون في عصر الإسلام من الأخبار المنقولة بالتّواتر؛ إذ لم يهتم العرب بتدوين التاريخ قبل انتشار الإسلام في ديارهم، كما لم يرِد تقسيم العرب إلى هذه الطبقات في التوراة أو أيّ مصادر يهوديّة أخرى، ولا في المصادر اليونانية، أو اللاتينية، أو السريانية، وعليه فإنّ هذا التقسيم قد وضعه العرب أنفسهم
إقرأ أيضا:جهاد سعد بن معاذ