السنة النبويّة
السنة النبويّة المعروفة عند أهل السنّة والجماعة هي كل ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلّم من فعل أو قول أو عمل أو الصفات الخلقيّة التي كان يتحلّى بها الرسول ، ويعتبر أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم الصحيحة هي المصدر الثاني للتشريعات بعد القرآن الكريم ، وقد قام العلماء على مر العصور دراسة أحاديث الرسول وتدوينها وتدريسها وكان الهدف الأساسي من تدريس وتدوين الأحاديث لحفظها ودفع الكذب عن الأحاديث مثل الأحاديث الغير مقبولة والمردودة .
كيفيّة تدارس السنّة وفهمها
هناك بعض الأمور التي يجب أن تأخذ بعين الإعتبار عند دراسة السنّة وفهمها والعملِ بها ، فالكثير من العلماء درسوا السنّة وطبّقوا هذه المفاهيم المتعلّقة بالسنّة وهي :
- العمل بها وتطبيقها (تطبيق ما ورد في الأحاديث) وتربية الناس عليها : فليس هناك فائدة من علم من دون عمل أو تطبيق للعلم ، فالرسول صلى الله عليه وسلّم قد تركَ لنا منهجيّة حياة للطريق الصحيح لكي نسلكها حتّى ندخل الجنّة ، فليس من المعقول شخص دارس الأحاديث والسنّة وقد قال الرسول أنّ أحب الأعمال إلى الله هي مثلاً الصلاة وهو لا يصلّي فلن يصدّقهُ الناس ، فيجب العمل بها وتطبيق كلّ أمر ذكرهُ الرسول لنا صلى الله عليه وسلّم .
- لا يجوز عدم تطبيق بعض الأحاديث أو نكران بعضها لمجرّد غرض لا يرتكز على مقاصد شرعيّة : بمعنى أنّهُ لا يجب على العالم أن ينكر أو لا يذكر بعض الأحاديث لمجرّد أنّها لا تواكب العصر الحالي لإرضاء فئة معيّنة أو للمصلحة الشخصيّة أو لعدم تطابق الأحاديث مع متطلّبات الناس ، فهذا الشيء من الأمور التي تضعف الدين وتضعف المغزى من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم للرسالة التي يريد أن يوصلها لنا .
- يجب تطبيق جميع النصوص والأحاديث التي قالها الرسول : فالكثير من العلماء والجهلة الذين أخذوا بعض النصوص من أحاديث الرسول وطبّقوها وتركوا بعض الأحاديث فهذا يدل على النقص والنفاق ، فالذي يميّز أهل السنّة عن غيرهم من العلماء والذين يتّبعون الرسول في كلّ أمر أمرهم بهِ هو أنّهم أخذوا جميع النصوص والأحاديث التي قالها الرسول وطبّقوها .
- النظر في المقاصد الشرعيّة في السنّة : هناك الكثير من الأحاديث التي ذكرها الرسول في الزمن الذي كانوا يعيشون فيهِ ، فهناك بعض الأمور مثل كم من السنّة التي يجب تركها لتحقيق مصلحة كبرى وعظمى وهذا الأمر فقط متروك لأهل العلم وأهل السنّة الذين يدرسون جميع أحكامهِ .
- دراسة الأحاديث الصحيحة وترك الباقي : فهناك الإمام الشافعي ومسلم ، فهما الكتابان الصحيحان عن أقوال الرسول صلى الله عليهِ وسلّم وهم أصدق كتابان بعد القرآن الكريم ، فإن أراد الشخص أن يتعلّم من أحاديث الرسول يجب أن يقرأ هذان الكتابان وحفظ وتطبيق الأحاديث التي ذكرت فيها لأنّ الكتابان بني على قواعد وأسس علميّة بالنسبة لمن ورد الحديث ومصداقيّة الراوي وتاريخهُ ومثل هذه الأمور