صلاة الاستخارة
حجب الله تعالى عن جميع خلقه علم الغيب، ومعرفة ما سيأتي في المستقبل، ولعلّ الحكمة في ذلك أن يستمر العبد بالعمل والطاعة، والدعاء إلى الله؛ ولأنّ الله لطيفٌ بعباده، ترك لنا باباً نلجأ إليه إذا استعصى علينا الاختيار بين أمرين اثنين، وهو صلاة الاستخارة: أي طلب الخيرة من الله في الموضوع الذي يحتار العبد فيه، وفي هذه المقالة سنتعرّف أكثر على صلاة الاستخارة.
حكم صلاة الاستخارة
حكم صلاة الاستخارة هو سنة، وليس واجباً، فإذا احتار الفرد في أمرين، وتعسّر عليه معرفة الخير فيهما، لجأ إلى صلاة الاستخارة، لكي يختار أحد الأمرين، بعد الدعاء إلى الله والتوكّل عليه.
كيفية صلاة الاستخارة
إذا أراد المسلم أن يستخير، فعليه أن يصلّي ركعتين غير الصلاة المفروضة، سواءاً أكان ذلك ليلاً أم نهاراً، أمّا كيفيّة أداء صلاة الاستخارة فهي:
- استحضار النيّة، حيث ينوي المسلم أنّه سيصلي صلاة الاستخارة؛ لأنّه في حيرة من أمره، ويريد التوفيق من الله.
- الوضوء كما يتوضأ لأيّ صلاة.
- يقرأ المسلم في الركعة الأولى سورة الفاتحة، ثمّ سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية يقرأ الفاتحة، وسورة الإخلاص.
- التسليم في آخر الصلاة، ثم حمد الله تعالى، والصلاة على رسوله الكريم، وقراءة الصلاة الإبراهيمية.
- قراءة دعاء الاستخارة، وهو: “اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، و تعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (يسمي المسلم حاجته) في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني فيه”.
- ختم الدعاء بالصلاة على الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، ثم الصلاة الإبراهيمية، كما فعل في بداية الدعاء.
كيف نعرف نتيجة صلاة الاستخارة
استحضار النية، والتجرد إلى الله، وإظهار الحاجة الملحة لطلب الخيرة من الله، قبل أداء صلاة الاستخارة، يساعدان في معرفة نتيجة صلاة الإستخارة،ومع أنه لم يرد إلينا وجود طريقة لمعرفة نتيجة صلاة الإستخارة من السلف، إلا إن هناك آراءٌ حول معرفة نتيجيتها، ومن هذه الآراء:
إقرأ أيضا:ما فضل صلاة الوتر- يمكن للمسلم معرفة نتيجة صلاة الاستخارة إذا رأى رؤيةً في منامه بعد أن استخار، وأن هذه الرؤية تلهمه بما أراده الله تعالى له، فإذا كانت تدل على الخير، عندها يعزم أمره ويُقدم على ما كان يحيره، أما إذا كانت رؤية تدل على الشر، والخوف، والقلق، فإن صاحبها يبتعد عن الأمر لأنه رأى شراً فيه، ومع ذلك لم يرد حديث أو دليل يبين أن الرؤيا من علامات قبول الاستخارة، أو معرفة نتيجتها.
- الحالة النفسية والمزاجية للمستخير هي الرأي الثاني لمعرفة نتيجة صلاة الاستخارة، فإذا كان مرتاحاً، منشرح الصدر، مستيقظاً من نومه هادئاً مطمئناً، عندها يقولون أن الأمر خيرٌ له، أمّا إذا كان عكس ذلك، فإن الأمر الذي استخار فيه هو شرٌ له، ويجب الابتعاد عنه. وفي ذلك يقول الإمام النووي: “يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح به صدره