نزول الوحي
اتّفق أهل العلم في كتب السّير والتاريخ على نزول الوحي على النبي محمد عليه الصلاة والسلام في عمر أربعين سنة قمرية وستة أشهر واثني عشر يومًا، أي ما يقارب تسعاً وثلاثين سنة وثلاثة أشهر بالنسبة للسنة الملادية، والحكمة من نزول الوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا السنّ من عمره الشريف؛ لاكتمال مرحلة النضج والكمال والمرور بتجارب حياتية كمعاملة الناس، وكما هو معلوم عن الناس أنّ سنّ الأربعين سنّ الاعتزال عن الدنيا والانقطاع للعبادة واستقبال الموت والآخرة.
كيفية نزول الوحي
كان يأتي الوحي للنبي محمد عليه الصلاة والسلام بعدة طرق منها:
- تكليم الله مباشرة من وراء حجاب: هذا التكليم يقظة كما حصل في حادثة الإسراء والمعراج.
- النفث في الروع: هو ما يقذفه الله تعالى في قلب نبيه على الصلاة والسلام، وهو من أنواع الوحي لقوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ).
- الرؤيا الصادقة: التي كان عليه الصلاة والسلام يراها في منامه، فقد كانت الرؤيا تتحقق في صباح اليوم التالي.
نزول جبريل على النبي عليه السلام
لنزول الوحي على النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن طريق جبريل عليه السلام عدّة كيفيات وهي:
إقرأ أيضا:كيف ارضي الله- صلصلة الجرس: كان يأتي الوحي عليه الصلاة والسلام كصلصلة الجرس كصوت الطنين وهو أشدّ ما يكون عليه، إنّ الحارثَ بنَ هشامٍ، سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحيُ؟ قال: (يأتي الملكُ أحيانًا في مثلِ صلْصَلَةِ الجرسِ).
- صورة رجل: فقد كان يأتيه الوحي بصورة رجل يُلقي عليه كلام الوحي، ففي حديث جبريل عندما تمثّل بصورة رجل غير معروف وسأل عن الإيمان والاحسان والإسلام، سُئل الرسول عليه الصلاة والسلام عن كيفية نزول الوحي عليه قال: (وأحيانًا يتمثَّل لي الملَكُ رجلًا، فيكلِّمُني فأعِي ما يقولُ).