تميز الشرائع السماوية بأنها شرائع وضعها المشرّع الحكيم لخيري الدنيا والآخرة، فالعبادة قد تساعد على حل مشكلة كبيرة إن أديت على شكلها الصحيح، إضافة إلى نيل الأجر العظيم من الله تعالى على هذه الطاعة العظيمة، وهذا واضح جلي في عبادة الزكاة، والتي تعدت مفهوم العبادة لتجمع ما بين العبادة وحل المشاكل الدنيوية والتي تتمثل في الفقر الشديد. فالفقر قد روعي حله في التشريعات السماوية بشكل كبير جداً، وذلك لدور الفقر الكبير في بث الفوضى والجرائم في المجتمع فالجائع والذي لم يجد قوته وقوت أولاده لن يدخر أي سبيل لإبقاء أفراد أسرته على قيد الحياة، حتى ولو كان ذلك على حساب المجتمع، وهو معذور، وعذره واضح من مسيرة التشريعات السماوية، فقد نزل حد السرقة بعد تطوير نظام اقتصادي مالي تقوم عليه الدولة يقلل من نسبة الفقر بشكل كبير ويعتمد على أمرين أولهما تحريم الربح الفاحش والربا وفرض الزكاة على كل من هو قادر على أدائها ودفعها، وبعدها جاء الحد، ومن هنا نرى أن القوانين تفقد فاعليتها في ظل وجود مشكلة حقيقية تشكل السبب الأول والرئيس لمشاكل أخرى مجتمعية كالجرائم بشتى أنواعها وصنوفها والعنف الأسري وحالات الاعتداء الجنسي وإلى غير ذلك من الأمور حتى ولو كان القانون هو قطع يد السارق أو التنكيل به، فكما قلنا من يرى فلذة كبده يتضور جوعاً لن يستطيع ان يفكر لا بيده التي ستقطع ولا بجسمه الذي سيذبح.
إقرأ أيضا:كم زكاة الفطرطريقة حساب الزكاة
تجب الزكاة على المال عند تحقق شرطين رئيسيين، وحي تحقيق المال لقيمة النصاب ونصاب الزكاة هو القيمة الدنيا من المال التي يتوجب على الفرد اقتنائها حتى تجب الزكاة عليه، والشرط الثاني أن يكون مر على هذا المال سنة كاملة. مقدار نصاب زكاة الأموال هو قيمة 85 غراماً من الذهب، حيث يضرب سعر غرام الذهب الواحد في 85 جراماً من الذهب فقيمة المبلغ الناتج هو نصاب الزكاة. أما قيمة مبلغ الزكاة الواجب دفعه فهو بمقدار النسبة المئوية 2.5 % من المبلغ الإجمالي.
تنفق اموال الزكاة لثمان جهات: الفقراء والمساكين والذي يعملون على أموال الزكاة والمؤلفة قلوبهم وفي فك الرقاب والغارمين وفي سبيل الله تعالى وابن السبيل، والفقراء هم المحتاجون من الناس، أما المساكين فحسبما شاع وانتشر أنهم المحتاجون الذين لهم مصدر رزق ثابت لا يكفيهم، والعاملون عليها هم من يؤدون أي عمل تجاه أموال الزكاة، أما المؤلفة قلوبهم فهم من يعطون الأموال لترغيبهم في الدخول في الإسلام، وفي الرقاب أي نفاق الأموال لإعتاق الناس، والغارمين هم من كان عليهم أيّة إلتزامات مادية تكبلهم كالديون مثلاً، وفي سبيل الله تعني في الجهاد، وأخيراً ابن السبيل هو من تغرب عن بلده ووطنه ولا يملك مالاً.
إقرأ أيضا:متى فرضت الزكاة