أسئلة دينيه

كيف أحزن وأنت ربي

كيف أحزن وأنت ربي

خلق الله تعالي البشر وقَدّر لهم أقدارهم، وكتب نصيبهم في الحياة قبل ولادتهم، وهو سبحانه وتعالى الأرحم بالإنسان من أبيه وأمه، فمهما اشتدت الظروف وكثرت المصائب وضاقت الدنيا بهمومها ومشاكلها فيجب على المسلم ألا يلجأ إلا لله سبحانه وتعالى وحده، وألا يطلب العون إلا منه تبارك اسمه؛ فهو الذي يُعين عباده في وقت المصائب والشدائد، كما أنه وعد الصابر المحتسب أن يُبدله خيراً منها، وإن البلاء هو سُنَّة الله في خلقه، فلا بدَّ أن يمر به كل الناس، ولكن العاقل المؤمن هو من يحتسب أمره عند ربه، ويدع الحزن جانباً، وهو بذلك يثق برحمة الله وكرمه، وأنه سيُثيبه بصبره ويعوّضه عما أصابه من مصائب الدنيا.

معنى الحزن

  • الحزن لغةً: مصدر حزَنَ يَحزُن ، وحَزِن حُزْنًا، فهو مُحزِن ومَحْزون وحَزين، وحزَنه الأمرُ أي: غمَّه وكدَّره، همَّه وكربه، وأحزنه عكس سرَّه، يقال: حزَّنه: أي أحزنه، غمَّه، بعث في نفسه الحُزْنُ، وحَزِن: (اسم) والجمع منها: حِزان، وكان حَزِناً أي : مَهْمُوماً، حَزِيناً.[١]
  • الحزن اصطلاحاً: هو ما يحصل للإنسان بسبب وقوع مكروهٍ ما له أو لمن يُحب، أو فوات محبوبٍ ما في الماضي عنه أو عمن يحب. وقال المناوي: الحُزن هو الغمُّ الحاصل لوقوع مكروهٍ أو فوات محبوب، وعسكه الفرح. وقال الكفوي: الحُزن: غمٌّ يلحق من فوات نافعٍ أو حصول ضار، وقال بعضهم: الخوف هو علَّة المتوقع، أما الحزن فهو علَّة الواقع.[٢]

اليقين بالله يُناقض الحزن

اليقين هو نقض الحزن في العقيدة الإسلاميّة؛ فكما أنّ الحزن يوصل إلى الوهن والضعف فإن اليقين يوصل إلى القوة والثقة بالله وبالتالي الثقة بالنفس، وينبغي على العبد المؤمن أن يكون في كل أوقاته مُقبلاً على الآخِرة مُدبراً عن الدنيا؛ وعليه أن يتيقن بأنّ الله سيجزيه لقاء صبره على ما أصابه في دنياه من هموم ومصائب، أما الذي يحزن ويجزع فيظن بالله ظنّ السُّوء والعياذ بالله لعدم صبره على ما أتاه في حياته من المصائب، أما الطرق المؤدية لحسن الظنّ بالله والبعد عن الحزن إذا ما أُصيب المسلم بمصيبة فبيانها فيما يلي:[٣]

إقرأ أيضا:كيف أتوب لربي
  • فَهم معاني أسماء الله الحُسنى، والإلمام بكلّ تفاصيلها وجزئياتها، فإن الذي يفهم معاني أسماء الله الحسنى يُدرك أن الله هو المدبّر المتصرّف في الأمور، وهو المُعزّ وهو المُذلّ فلا شيء من مصائب الدنيا وهمومها يجب أن يؤدي بالمسلم إلى التذلل للناس حيث لا يملكون ذلك، ولا يملك ذلك إلا الله، وغير ذلك من أسماء الله وصفاته الكثير الذي يدعو إلى نبذ الحزن والقرب من الله.
  • اجتناب المُنكَرات والمعاصي، وأن يلجأ العبد إلى التّوبة إذا أذنب ذنباً أو معصيةً، فإن ذلك أدعى للثقة بالله وحسن التوكل عليه والبعد عن الحزن والجزع، فإن المعاصي والذنوب لا تأتي إلا بالهموم والمصائب والأحزان.
  • يجب على المؤمن إذا لقي ما يُحزنه أن يُقبل على الله بالعمل الصالح، خاصةً إذا شعر أنّه ابتعد عن الله، فإن أصاب المسلم همُّ أو مصيبةٌ فظنَّ بالله ظنّ السُّوء فإنه يكون قد أثم ويُحبط بذلك عمله، حتى وإن كان مُحسناً لأن إساءة الظن بالله معصية.
  • يجب أن يُدرِك المسلم أنّ خزائن السّماوات والأرض بيد الله وحده، وأن ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه، وذلك من تمام الإيمان وكماله، فلا يركن للحزن والغم إذا ما وقع بمصيبةٍ أو ضائقة.
  • ينبغي على العبد أن يصبر على ما يُصيبه من الهموم والمصائب والمحن، ويحتسب بذلك الأجر من الله سبحانه وتعالى وحده؛ وألا يركن للحزن ويقنط من رحمة الله،[٤] وذلك لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (عجباً لأمرِ المؤمنِ! إنّ أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلّا للمؤمنِ؛ إنْ أصابَته سرّاءُ شكرَ، فكان خيراً له، وإنْ أصابته ضرّاءُ صبر، فكان خيراً له
السابق
كيف تكون نار جهنم
التالي
القانتين