الصلاة
للإسلام أركان رئيسيّة لا يقومُ الدين إلاّ بها، ولا يصحّ إسلام المُسلم إلا بتأديتها والعمل بمُقتضاها، ومِن هذهِ الأركان الرئيسيّة رُكنُ الصلاة، وهيَ زيادة على كونها ركن فهي عمود الدين الذي يرتفع بهِ بناء الإسلام الشامخ، ومن عظيم الأدلّة على أهميّة الصلاة عدّة أُمور، منها أنّها فُرضت في السماء ليلة الإسراء والمعراج، وهي العِبادة الوحيدة التي أُنزلت فريضتها في مثل هذا القدر، ومن دلائل أهميّة الصلاة أنّها أوّل ما يُسأل عنهُ العبد يومَ القيامة، فإنْ صلُحت صلاته فقد صلُحَ سائرُ عمله، وإن فسدت فقد فسدَ سائر عمله، لذلك فمن الواجب المُحافظة على الصلاة دونَ تركها في حالٍ من الأحوال، ويدخُل في باب المُحافظة على الصلاة أيضاً المُحافظة على أدائها على وقتها دونَ تأخيرٍ لها فهيَ كُتابٌ موقوت وعبادةٌ مخصوصةٌ بزمانٍ مُعيّن دونَ غيره.
المُحافظة على الصلاة
كما ذكرنا سابقاً فإنَّ الصلاةَ مخصوصةٌ بزمانٍ مُعيّن، وليست متروكةً لهوانا نُصلّي كيف نشاء ووقتما نشاء، فهُناك خمسُ صلواتٍ تؤدّى في اليوم والليلة هُنَّ صلاةُ الفجر، الظُهر، العصر، المغرب والعشاء، وما نحن بصدده في هذا المقال هوَ بحث الطُرُق والأمور التي تُساعدنا على المُحافظة على الصلاة وعدم تركها، ونذكر من هذهِ الأمور ما يلي:
- مُجاهدة النفس من خِلال القيام بكُلّ صلاة وفي وقتها، فلا نتبّع ما تُمليه علينا نفسُنا من حُبّ الدعة والاسترخاء على تأديةِ الصلاة، فإذا تمكنّا من ضبط النفس ومُجاهدتها فإنّا تدريجيّاً ستتعوّد على وجود الصلاة بشكلٍ أساسيّ لا يقبل التفريط.
- مُصاحبة الصالحين والأخيار، لأنَّ الصُحبةَ الصالحة تُشجّع على الاستمرار في الطاعة وعدم التراخي في أدائها وخُصوصاً الصلاة، كما أنَّ الصاحب الصالح يُذكّرنا إذا نسينا ويقف في وجه المعصية إذا أرادت طرقَ أبوابنا ليعصمنا منها بإذنِ الله، ويجب على المُسلم أن يُحافظ على هذهِ الصُحبة وألا يُفرّط فيها فهيَ باب من أبواب الخير لا يُقدّر بثمن.
- تأدية الصلاة جماعةً في المسجد، وذلك لأنّ الصلاة مع جماعة المُسلمين لها أثرٌ كبير في تقوية الإيمان وتجعلنا أكثر ارتباطاً بالصلاة من خِلال حُضورها في بيوت الله التي تمتلئ سكينةً وطمأنينة.
- تعلُّم فضائل الصلاة وكيفَ أنَّ للصلاة أجراً عظيماً، وكيف أنَّ للمُصلين درجة عالية عند ربّهم، وبالمُقابل الإحاطة بعواقب ترك الصلاة والتفريط في أدائها، خُصوصاً وأنَّ بعضَ أهل العِلم أفتوا بكُفر تارك الصلاة وبالأخصّ المُنكر لها أمّا التارك لها تكاسُلاً فقالَ بعضهُم هوَ فاسق تجب عليهِ التوبة، فكيفَ يرضى المُسلم أن يتأرجح حُكمهُ بينَ الكُفر أو الفُسوق وكلاهما مُصيبة