كم عدد أحاديث مسند البزار؟
بلغ عدد نصوص مسند البزّار المسمى بالبحر الزاخر ثلاثة آلافٍ وأربعمئةٍ واثنَين وأربعين، رتّبها الإمام البزّار وفقَ أسماء الصحابة دون مراعاة الترتيب الأبجدي، بل بدأ بذكر الخلفاء الأربعة، ثمّ باقي العشرة المبشّرين بالجنة، ثمّ ذكر تراجم العبّاس فالحسن والحسين وهكذا، ثمّ رتّب الأحاديث تحت اسم كلّ صحابي على أسماء الرواة الذي رووا الحديث عن كلّ صحابي.[١]
منهج الإمام البزار في مسنده
صنّف الإمام البزّار مسنده وفق منهج معين محدد، ومن أهمّ ما اتّصف به منهجه:
- بدأ بذكر سند الحديث ثمّ متنه إلّا إن ورد الحديث أثناء الكلام عليه؛ فيؤخّر السند.
- اختصر في بعض الأحيان متن الحديث إن كان طويلاً، ويُكمله بذكر القصة.
- يُتبع في بعض الأحيان سند الحديث بسندٍ آخرٍ ويقول: مثله أو نحوه.
- يستخدم الألفاظ اللطيفة في الحكم على الرواة ولا يستخدم الغليظة منها؛ فلا يقول عن راوٍ معين كذّاب بل يقول: ليس بالقوي.
- يذكر أحياناً بعض قواعد المصطلح الحديثية ويوضّح رأيه فيها.
الاحتجاج بالأحاديث الواردة في مسُند الإمام البزار وصحتها
يعدّ مُسند الإمام البزّار من أشهر المؤلفات التي ألفّها أصحابها وفق مسانيد الصحابة، دون مراعاةٍ أو التزامٍ لصحة الحديث المذكور، وقد تكلّم الإمام الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد على كثيرٍ من أحاديث الإمام البزّار وخاصّةً التي تفرّد بها عن الكُتب الستة، فيعتبرُ مسند الإمام البزّار كتابٌ جيدٌ إلّا أنّه لا بدّ من التمحيص والنظر في أسانيده لمعرفة الصحيح من السقيم.
إقرأ أيضا:عدد الأحاديث عن أبي هريرةقول العلماء في الإمام البزار ومسنده
وردت عدّة أقوالٍ لعددٍ من العلماء فيما يتعلّق بالحكم على أحاديث مسند الإمام البزّار، ومن الأقوال الواردة فيه قول الإمام الدارقطني: “يخطئ في الإسناد والمتن، حدّث بالمسند بمصر حفظاً، ينظر في كتب الناس ويحدّث من حفظه، ولم تكن معه كتب، فأخطأ في أحاديث كثيرةٍ، يتكلمون فيه، جرّحه أبو عبد الرحمن النسائي”، وقول أبو أحمد الحاكم: “يخطئ في الإسناد والمتن”، وقول الحافظ ابن حجر: “صدوقٌ مشهورٌ”، فلا شكّ في صدق الإمام البزّار، إلّا أنّ الإشكال والخلل في حفظه للحديث.
الإمام البزار
هو الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصريّ المعروف بالإمام البزّار، اجتهد في علوم الحديث وقد صنّف الكثير فيه، ومن أهمّ آثاره: المسند الكبير المسمّى البحر الزاخر، وقد بيّن فيه علل الأحاديث، وتتلمذ على عددٍ من الشيوخ والمحدّثين، فمن أهمّ شيوخه الذين عاصرهم وروى عنهم: هدبة بن خالد، وعبد الأعلى بن حمّاد، وعبد الله بن معاوية الجمحي، ومحمد بن يحيى بن فياض الزماني، ومحمد بن معمر القيسي، وبشر بن معاذ العقدي، وعيسى بن هارون القرشي، وقد ارتحل كثيراً لنشر الحديث النبوي، ومن البلاد التي زارها: أصبهان، وبغداد، ومصر، ومكة، والرملة التي توفي فيها سنة تسعمئةٍ وخمسةٍ للميلاد.
إقرأ أيضا:شروط الاستدلال بالحديث الضعيف