الله والمخلوق

قدرة الله في خلقه

خلق الله سبحانه وتعالى هذا الكون وفق نظام دقيق ومنظم للغاية فتشكل من هذا النظام البديع أجمل صور الإبداع التي تقود المتأمل في بديع صنعه إلى قدرة الله في خلقه والأعتراف بواحدانيته وعظمته والتفكر في روعة صنعه وبديع إتقانه في خلق السموات والأرض والجبال والبحار والملائكة والجن والإنس وغيرها من المخلوقات التي تتجلى فيها قدرة الله تبارك وتعالى في الخلق، قال تعالى :” إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب(190) الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار”(آل عمران:190-191).

الأرض التي جعلها صالحة للحياة والعيش وما فيها من جبال وأنهار وأنواع متنوعة من الحيوانات والنباتات والطيور هي دليل علي قدرة الله تبارك وتعالى، فكل شئ علي وجه الأرض يدل علي وجود الله ووحدانيته وتدعو الإنسان إلى التدبر والتفكر ومعرفة الله عز وجل وهي من العبادات التى حثنا عليها وأمرنا بها الله ،فالتفكر في خلق الله وقدرته يهذب النفس ويجعنا نستشعر عظمة الله ويزيد  من إيمان المسلم وتسليمه لله عز وجل.

قدرة الله في الخلايا الدماغية
من عجائب قدرة الله تعالي في خلقه خلق الإنسان هي الخلية  بأنواعها المتعددة، هذا البناء الصغير للغاية والذي لا يمكن أن نراه بالعين المجردة حيث تقوم كل خلية بدورها المحدد دون حدوث خلل بين تلك الخلايا التي تعمل كل منها بصورة منفصلة عن باقية الخلايا التي تختلف في عددها ووظيفتها وشكلها، فعلي سبيل المثال خلايا المخ أو الخلايا الدماغية والتي توجد في الدماغ ويبلغ عددها أكثر كم مائة وأربعون مليار خلية لا تتوقف عن العمل فهي دائما تتفاعل مع بعضها البعض ويقول العلماء أن الخلية الدماغية الواحدة يمكنها حفظ المعلومات قصيرة الأجل والتي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية وتشبه إلى حد بعيد الذاكرة العشوائية في الكمبيوتر.

إقرأ أيضا:هل سيعامل الجميع بعدل؟

تلك الخلايا تعمل كذاكرة للإنسان وهي نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل ودليل علي قدرته في خلقه ولولها ما استطاع القيام بأي عمل فهي تكريما للإنسان عن سائر المخلوقات قال تعالى:” (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)(الإسراء: 70).

 قدرة الله في الجهاز العصبي
من معجزات قدرة الله تعالي في الخلق الخلايا التي تستقبل الآلم في جسم الإنسان والتي يبلغ عددها ما يزيد عن الأربعة مليون خلية والتي توجد في كل أعضاء الجسم كاليد والأنف واللسان والأذن وتسمى بالعصبونات و يعمل الجهاز العصبي علي تنقية الأشارات القادمة من الأعضاء الحسية ثم يقوم بنقلها إلى المخ ، ايضا تعمل الخلايا العصبية عن طريق تلك المستقبلات علي تنظيم ضربات القلب وحركة الغذاء وعملية الهضم والتنفس وغيرها من العمليات الحيوية التي لا تعد ولا تحصي وكذلك يعمل علي تكييف جسم الأنسان مع البيئة المحيطة فسبحان الله الذي أحسن كل شيء : (ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم * الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون) [السجدة: 6-9].

إقرأ أيضا:قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
السابق
قدرة الله في خلق الإنسان
التالي
نعم الله على عباده