خلق الله الإنسان وجعله خليفته في الأرض وكرمه عن سائر المخلوقات بالعقل وتتجلي قدرة الله تبارك وتعالي في العديد من المعجزات والعجائب في خلق الله للإنسان التي لا يمكن حصرها وهي من الدلائل علي قدرة وعظمة خالقه تبارك وتعالي، ولقد أمر الله الإنسان بالتفكر والتدبر في خلقه له لكي يدرك أنه هو الخالق وحده لا شريك له، قال تعالى: ” وفي أنفسكم أفلا تبصرون ” (الذاريات: 21).
وتتجلى قدرة الله تبارك وتعالى في خلق الإنسان في خلق آدم عليه السلام أبو البشر من طين ثم خلق حواء من ضلعه الأيسر ، قال تعالى:” ولقد خلقنا الإنسان من سُلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقةً فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين”(المؤمنون:12-17). ويتضح لنا من الآية الكريمة أن المرحلة الأولي لنمو الإنسان هي مرحلة تلقيح البويضة عن طريق الحيوان المنوي للرجل ثم تستمر عملية النمو تدريجيا حتى تكون الجنين في رحم أمه تم الولادة .
ومن الآيات الدالة على قدرة الله عز وجل في خلق الإنسان هذا العدد الهائل من الأجهزة التي يحتويها جسم الإنسان والتي لكل منها دوره الحيوي ووظيفته المحددة في الحفاظ علي حياة الإنسان والتي تعمل وفق نظام دقيق ومحكم حدده الله تبارك وتعالى ويقف العلماء عاجزين أمام دقة هذا التكوين وتماسك هذا البناء الضخم والمترابط والذي يكمل بعضة البعض والذي يدل علي قدرة الله المطلقة في خلق الإنسان ومن تلك الأجهزة الكثيرة:
إقرأ أيضا:الضغط النفسي والصبرالقلب
من يتأمل قلب الإنسان تلك العضلة الصغيرة التي تؤدي وظيفتها بشكل تعجز عنه كل الأجهزة الضخمة والمعقدة يدرك عظمة الله الخالق وقدرته ونعمه التي لا تحصى، ومن دلائل قدرة الله أن القلب يعمل علي ضخ الدم إلي جميع أجهزة الجسد بلا توقف حيث يربط بين أكثر من مائة ترليون خلية في جسم الإنسان ويقوم بضخ ما يقرب من 43000 لتر من الدم خلال اليوم ويصل عدد دقات القلب إلي مائة ألف نبضة يومياً وفق نظام عجيب قدره الله عز وجل دون خطأ أو خلل، ومن بديع صنع الخالق سبحانه وتعالى أن هناك دورتين دمويتين احدهما تعرف بالدورة الدموية الصغرى والأخرى هي الدورة الدموية الكبرى ولا يمكن أن تختلط أحدهما بالأخرى فسبحان من قدّر هذا وأحكمه وأتقن صنعه.
العين البشرية
العين هي النافذة التي يري بها الإنسان كل ما حوله وهي من عجائب صنع الله وقدرته في خلق الإنسان حيث تستطيع التميز والتفرقة بين أكثر من مليار لون مختلف وذلك لوجود ملايين الخلايا التي تعمل بدقة وتناسق وتبلغ دقتها 576 ميجا بكسل وتحتوي شبكية العين علي مائة مليون مستقبل ضوئي في كل مليمتر مربع، ومن دلائل قدرة الله في خلق عين الإنسان أن جميع خلايا الجسم المختلفة تتغذى عن طريق الدم الذي يجري في الأوعية الدموية فيما عدا قرنية العين التي تتغذي سائل العين لأن الأوعية الدموية من شأنها أن تحجب الرؤية والضوء، ونعمة البصر هي إحدى النعم التي وهبها الله لنا وهي من الآيات والدلائل على قدرته وصدق الله العظيم القائل: ” قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ” (الملك: 23).