صفات الله

سمعه وبصره سبحانه وتعالى

سمعه وبصره – سبحانه وتعالى –

وهاتان الصفتان ثابتتان لله تعالى بنصّ القرآن ( ليس كمثله شيءٌ وهو السَّميع البصير) [ الشورى : 11 ] ، ( ذلك بأنَّ الله يولج الَّليل في النَّهار ويولج النَّهار في الَّليل وأنَّ الله سميع بصيرٌ ) [ الحج : 61 ] .
وقال لموسى وهارون : ( إنَّني معكما أسمع وأرى ) [ طه : 46 ] .

عِظَم سمع الله وبصره :

 
يقول تعالى : ( قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السَّماوات والأرض أبصر به وأسمع ) [الكهف : 26] ، قال ابن جرير : ” وذلك في معنى المبالغة في المدح كأنّه قيل : ما أبصره وأسمعه ، وتأويل الكلام : ما أبصر الله لكل موجود ، وأسمعه لكل مسموع ، لا يخفى عليه من ذلك شيء ” . (1)
وهو يسمع ويرى الصالحين ، فيثيبهم ( الَّذي يراك حين تقوم – وتقلُّبك في السَّاجدين – إنَّه هو السَّميع العليم ) [ الشعراء : 218-220 ] .وهو – سبحانه – يرى الطالحين فيجزيهم ( لَّقد سمع الله قول الَّذين قالوا إنَّ الله فقيرٌ ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حقٍ ونقول ذوقوا عذاب الحريق ) [آل عمران : 181 ] .

إقرأ أيضا:القاعدة الخامسة : الألفاظ الموهمة حقاً وباطلاً

تقول عائشة – رضي الله عنها – مبينة سعة سمع الله : ” الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ” (2) ، لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه في جانب البيت ما أسمع ما تقول ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ( قد سمع الله قول الَّتي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إنَّ الله سميع بصير ) [ المجادلة : 1 ] . (3)

وفي صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فكنّا إذا علونا كبرنا ، فقال : ( أربِعُوا على أنفُسِكُمْ ، فإنّكُم لا تدْعُونَ أصمّ ولا غائِباً ، تدعون سميعاً بصيراً قريباً ) . (4)

جهل المشركين بنفاذ سمع الله :

 
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله – رضي الله عنه – قال : اجتمع عند البيت ( الكعبة ) ثقفيان وقرشي ، أو قرشيان وثقفي ، كثيرةٌ شحم بطونِهم ، قليلة فقه قلوبِهم ، فقال أحدهم : أترون أنّ الله يسمع ما نقول ؟ قال الآخر : يسمع إن جهرنا ، ولا يسمع إن أخفينا ، وقال الآخر : إن كان يسمع إذا جهرنا فإنّه يسمع إذا أخفينا ، فأنزل الله – عزّ وجلّ – ( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أنّ الله لا يعلم كثيراً مّمَّا تعملون ) [ فصلت : 22 ] . (5)

إقرأ أيضا:صفة العزة

———————

(1) تفسير ابن جرير : 15/232 .
(2) رواه البخاري في صحيحه تعليقاً : 13/372 : وقال ابن حجر في الفتح : 13/373 . ” ووصله أحمد والنسائي وابن ماجه باللفظ المذكور هنا ” .
(3) هذه التكملة رواها أحمد والنسائي وابن ماجه ، كما أفاده الحافظ في الفتح : 13/374 .
(4) رواه البخاري : 13/372 . ورقمه : 7386 .
(5) رواه البخاري : 8/562 . ورقمه : 4817 .

السابق
حياته وقيوميته سبحانه
التالي
جملة من الصفات التي جاءت بها النصوص _ لله ذات