الغلو: مصدر قولهم: غلا في الأمر يغلو غلوا، أي جاوز فيه الحد، يقول ابن فارس الغين واللام والحرف المعتل أصل صحيح في الأمر يدل على ارتفاع ومجاوزة قدر.
يقال: غلا السعر يغلو غلاء، وذلك ارتفاعه، وغلا الرجل في الأمر غلوا إذا جاوز حده، وقيل: مجاوزة الحد إذا كانت في السعر فهي غلاء، وإذا كانت في القدر والمنزلة فهي غلو، وفي السهم غلو، وأفعالها جميعا غلا يغلو، قال تعالى: لا تغلوا في دينكم (النساء/ 171) قال القرطبي: المراد غلو اليهود في عيسى حتي قذفوا مريم، وغلو النصارى فيه حتى جعلوه إلها «1» .
وفي الحديث: «إياكم والغلو في الدين» أي التشدد فيه ومجاوزة الحد، ومنه الحديث: «وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه» ، إنما قال ذلك لأن من آدابه وأخلاقه التي أمر بها القصد في الأمور، وخير الأمور، أوساطها.
والغلواء بالضم وفتح اللام، ويسكن: الغلو، وهو التجاوز، يقال: خفف من غلوائك. وغلا في الدين غلوا من باب قعد، تصلب وشدد حتى جاوز الحد … وغالى في أمره مغالاة، بالغ «2» .
وقال ابن منظور: يقال غلا يغلو غلوا وغلواء وغلانية وغلانيا. والغلاء: الارتفاع ومجاوزة القدر في كل شيء والإفراط فيه. فيقال للشيء إذا ارتفع قد غلا.
إقرأ أيضا:الجحودقال ذو الرمة:
فما زال يغلو حب مية عندنا … ويزداد حتى لم نجد ما نزيدها ويقال: غلا النبت: إذا ارتفع وعظم والتف «3» .
واصطلاحا
قال المناوي: الغلو: مجاوزة الحد، والغلو في الدين التصلب والتشدد فيه حتى مجاوزة الحد «4» .
وقال القرطبي: الغلو في الدين: الإفراط فيه كما أفرطت اليهود والنصارى في عيسى، غلو اليهود في عيسى قولهم: ليس ولد رشدة، وغلو النصارى قولهم:
إنه إله «5» .
أنواع الغلو
من يتأمل الآيات والأحاديث الواردة في الغلو يجد أن الغلو علي ثلاثة أنواع:
الأول: الغلو في الدين وذلك بالاعتقادات الباطلة كما فعل بعض أهل الكتاب الذين قالوا على الله غير الحق كقولهم: إن الله ثالث ثلاثة، وكقول اليهود والنصارى في عيسى: إنه ابن الله أو إنه إله، وقول اليهود: إنه ليس ابن رشدة.
وعند المسلمين نجد كثيرا من الفرق الضالة التي غلت في دينها كالرافضة والمرجئة. الثاني: الغلو في القرآن الكريم، وذلك بمجاوزة الحد في قراءته بالتطويل والتطريح والتشدق، والخروج والتأويل المبالغ فيه.
الثالث: الغلو في العلم، وذلك الذي يؤدي إلى تحريف الكلم عن مواضعه، كما فعل أهل الكتاب قديما، وكما يفعل كثير من الجهال في هذه الأيام.
إقرأ أيضا:الجبنالإيغال في الدين برفق
قال ابن المنير- رحمه الله-: رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع. وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال، أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، أو إلى أن خرج الوقت المختار. أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة «1» .
قال ابن القيم- رحمه الله تعالى- مبينا أن الغلو سبب لتشديد الله على العبد وعلى الأمة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشديد في الدين بالزيادة على المشروع، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن تشديد العبد، على نفسه هو السبب لتشديد الله عليه إما بالقدر وإما بالشرع.
فبالقدر كفعل أهل الوسواس فإنهم شددوا على أنفسهم فشدد عليهم حتى استحكم وصار صفة لازمة لهم.
وأما التشديد بالشرع: كمن شدد على نفسه بالنذر، فشدد الله عليه فألزمه الوفاء به «2» .
[للاستزادة: انظر صفات: الابتداع- التكلف- التعسير- التنفير- الطغيان- الكفر- التفريط والإفراط- اتباع الهوى.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: التوسط- الاتباع- التيسير- الرفق- العبادة- الطاعة] .
إقرأ أيضا:الغضبالآيات الواردة في «الغلو»
1- يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا (171) «1»
2- قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل (77) «2»
الآيات الواردة في «الغلو» معنى
3- لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار (72) لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم (73) «3»
4- وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون (30) «4»
5- واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا (28) «5»
الأحاديث الواردة في ذم (الغلو)
1-* (عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على راحلته:
«هات القط لي فلقطت له حصيات هن حصى الخذف فلما وضعتهن في يده، قال: «بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» ) * «1» .
2-* (عن أبي هريرة؛ وعبد الله بن عمر- رضي الله عنهم- قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» ) * «2» .
3-* (عن معقل بن يسار- رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي: سلطان ظلوم غشوم، وغال في الدين، يشهد عليهم، ويتبرأ منهم» ) * «3» .
الأحاديث الواردة في ذم (الغلو) معنى
4-* (عن أبي جحيفة السوائي وهب بن عبد الله- رضي الله عنه- أنه قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت:
أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء، فصنع له طعاما. فقال له: كل. قال: فإني صائم، قال:
ما أنا بآكل حتى تأكل. قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام. ثم ذهب يقوم.
فقال: نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا. فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه.
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقالله النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق سلمان» * «1» .
5-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما- أنه قال: أقبل رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة، فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعطي الناس، قال: يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجل، فكيف رأيت؟» قال: لم أرك عدلت، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «ويحك إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟» .
فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ألا نقتله؟ قال: «لا. دعوه، فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين، حتى يخرجوا منه، كما يخرج السهم من الرمية «2» ، ينظر في النصل فلا يوجد شيء، ثم في القدح فلا يوجد شيء، ثم في الفوق «3» فلا يوجد شيء سبق الفرث «4» والدم» ) * «5» .
6-* (عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما، من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين، فحرم عليهم من أجل مسألته» ) * «6» .
7-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم «7» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أولئك، إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات، بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور. أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة» ) * «8» .
8-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه.
فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة» ) * «9» . 9-* (عن أبي ثعلبة الخشني- رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تقربوها، وترك أشياء عن غير نسيان فلا تبحثوا عنها» ) * «10» .
10-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أنهاقالت: «إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة.
قال: «من هذه؟» قالت: فلانة، تذكر من صلاتها، قال: «مه، عليكم بما تطيقون، فو الله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه» ) * «1» .
11-* (عن أنس- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيخا يهادى بين ابنيه قال: «ما بال هذا؟» قالوا: نذر أن يمشي. قال: «إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني. وأمره أن يركب» ) * «2» .
12-* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- أنه قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجال يجتهدون في العبادة اجتهادا شديدا.
فقال: تلك ضراوة «3» الإسلام وشرته، ولكل ضراوة شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى اقتصاد وسنة فلأم «4» ما هو، ومن كانت فترته إلى المعاصي فذلك الهالك» ) * «5» .
13-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم: لا أتزوج النساء.
وقال بعضهم: لا آكل اللحم. وقال بعضهم: لا أنام على فراش. فحمد لله وأثنى عليه، فقال: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا. ولكني أصلي وأنام. وأصوم وأفطر. وأتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني» ) * «6» . 14-* (عن عبد الله بن مغفل- رضي الله عنه- أنه سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بني، سل الله الجنة، وتعوذ به من النار؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء» ) * «7» .
15-* (عن جابر بن عبد الله الأنصاري- رضي الله عنهما- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله. فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى» ) * «8» .
16-* (عن جندب بن جنادة- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبابكر خليلا.
ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد. ألا فلا تتخذوا القبور مساجد. إني أنهاكم عن ذلك» ) * «1» .
17-* (عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مره فليتكلم، وليستظل، وليقعد، وليتم صومه» ) * «2» .
18-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أيها الناس قد فرض عليكم الله الحج فحجوا» ، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟! فسكت. حتى قالها ثلاثا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو قلت: نعم. لوجبت.
ولما استطعتم» ، ثم قال: «ذروني ما تركتكم. فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم. فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم. وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه» ) * «3» .
19-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا حبل ممدود بين الساريتين. فقال: ما هذا الحبل؟» قالوا: هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «حلوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد» ) «4» .
20-* (قالت عائشة- رضي الله عنها- صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ترخص فيه وتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد لله وأثنى عليه ثم قال: «ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ فو الله إني أعلمهم بالله وأشدهم له خشية» ) * «5» .
21-* (عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيك مثل من عيسى، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به» ) * «6» .
22-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، في سفر، فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه. وقد ظلل عليه، فقال: «ما له؟» قالوا: رجل صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ليس من البر أن تصوموا في السفر» ) * «7» .
23-* (عن عائشة وابن عباس- رضي اللهعنهم- قالا: لما نزل «1» برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة «2» له على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى.
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذر ما صنعوا) * «3» .
24-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنه جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن: إني أقوى على الصيام في السفر. فقال ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة» ) * «4» .
25-* (عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- أنه قال: نذرت أختي أن تمشي إلى بيت الله، وأمرتني أن أستفتي لها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: «لتمش ولتركب» ) * «5» .
26-* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون «6» قالها ثلاثا» ) * «7» . 27-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:
واصل النبي صلى الله عليه وسلم آخر الشهر وواصل أناس من الناس فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
«لو مد بي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم. إني لست مثلكم، إني أظل يطعمني ربي ويسقيني» ) * «8» .
28-* (عن ابن عباس- رضي الله عنهما- سمع عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يقول على المنبر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تطروني «9» كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا:
عبد الله ورسوله» ) * «10» .
29-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟» فقلت: بلى يا رسول الله. قال: «فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك «11» عليك حقا، وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإذن «12» ذلك صيامالدهر كله، فشددت فشدد علي، قلت: يا رسول الله إني أجد قوة. قال: «فصم صيام نبي الله داود عليه السلام ولا تزد عليه» قلت: وما كان صيام نبي الله داود عليه السلام، قال: «نصف الدهر» ) * «1» .
30-* (عن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه- أنه قال: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ومعاذ ابن جبل قال لهما: «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا» .
قال أبو موسى: يا رسول الله، إنا بأرض يصنع فيها شراب من العسل يقال له البتع «2» وشراب من الشعير يقال له المزر «3» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مسكر حرام» ) * «4» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذم (الغلو)
1-* (قال عمر- رضي الله عنه-: «لن تزالوا بخير ما عجلتم الفطر، ولم تتنطعوا تنطع أهل العراق» ) * «5» . 2-* (وقال- رضي الله عنه- لرجل سأله عن معنى الأب لما قرأ وفاكهة وأبا قال: نهينا عن التعمق والتكلف) * «6» .
3-* (وقال أيضا- رضي الله عنه- في خطبة له: «ألا لا تغالوا بصدق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند لله، لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية» ) * «7» .
4-* (قال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-: «لا تغال لي في كفن» ) * «8» .
5-* (وقال- رضي الله عنه-: «يهلك في رجلان: محب مفرط يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني» ) * «9» .
6-* (عن أبي وائل قال: كان أبو موسى يشدد في البول، ويبول في قارورة ويقول: إن بنيإسرائيل كانوا إذا أصاب جلد أحدهم بول قرضه بالمقاريض. فقال حذيفة لهم: «لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد» ) * «1» . 7-* (قال ابن عمر- رضي الله عنهما- في دعاء طويل: «اللهم يسرنا لليسرى، وجنبنا العسرى» ) * «2» .
8-* (قال ابن عباس- رضي الله عنهما- في وصف بني إسرائيل لما طلب منهم موسى- عليه السلام- أن يذبحوا بقرة: «لو أخذوا أدنى بقرة لاكتفوا بها، ولكنهم شددوا فشدد عليهم» ) * «3» .
9-* (وقال أيضا- رضي الله عنه- في معنى قوله تعالى فذبحوها وما كادوا يفعلون (البقرة/ 71) : كادوا أن لا يفعلوا، ولم يكن ذلك الذي أرادوا، لأنهم أرادوا أن لا يذبحوها، يعني أنهم مع هذا البيان وهذه الأسئلة والأجوبة والإيضاح ما ذبحوها إلا بعد الجهد، وفي هذا ذم لهم، وذلك أنه لم يكن غرضهم إلا التعنت» ) * «4» .
10-* (قال ابن عباس- رضي الله عنهما-:
«صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد: أما ود. فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع.
فكانت لهذيل، وأما يغوث. فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع أسماء رجال صالحين من قوم نوح. فلما هلكوا.
أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت «5» » ) * «6» .
11-* (قال عبادة بن نسي- رضي الله عنه لجماعة «أدركت أقواما ما كانوا يشددون تشديدكم، ولا يسألون مسائلكم» ) * «7» .
12-* (عن أبي الصلت قال: كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر، فكتب: أما بعد؛ أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته، وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السنة؛ فإنها لك بإذن الله عصمة، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة، إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها، أو عبرة فيها؛ فإن السنة إنما سنها من قد علم ما في خلافها من الخطأ، والزلل، والحمق، والتعمق، فارض لنفسكما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم على علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى، وبفضل ما كانوا فيه أولى، فإن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه.
ولئن قلتم: «إنما حدث بعدهم» . ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم؛ فإنهم هم السابقون، فقد تكلموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم من مقصر، وما فوقهم من محسر، وقد قصر قوم دونهم فجفوا، وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم.
كتبت تسأل عن الإقرار بالقدر فعلى الخبير- بإذن الله- وقعت، ما أعلم ما أحدث الناس من محدثة، ولا ابتدعوا من بدعة، هي أبين أثرا، ولا أثبت أمرا، من الإقرار بالقدر، لقد كان ذكره في الجاهلية الجهلاء، يتكلمون به في كلامهم، وفي شعرهم، يعزون به أنفسهم على ما فاتهم، ثم لم يزده الإسلام بعد إلا شدة، ولقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير حديث ولا حديثين، وقد سمعه منه المسلمون، فتكلموا به في حياته وبعد وفاته، يقينا وتسليما لربهم، وتضعيفا لأنفسهم، أن يكون شيء لم يحط به علمه، ولم يحصه كتابه، ولم يمض فيه قدره، وأنه مع ذلك لفي محكم كتابه: منه اقتبسوه، ومنه تعلموه.
ولئن قلتم: لم أنزل الله آية كذا؟ ولم قال: كذا؟ لقد قرأوا منه ما قرأتم وعلموا من تأويله ما جهلتم، وقالوا بعد ذلك: كله بكتاب وقدر، وكتبت الشقاوة وما يقدر يكن، وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا، ثم رغبوا بعد ذلك ورهبوا» ) * «1» .
13-* (قال عباد بن عباد الخواص الشامي رحمه الله تعالى-: «اعقلوا، فالعقل نعمة، فرب ذي عقل قد شغل قلبه بالتعمق فيما هو عليه ضرر عن الانتفاع بما يحتاج إليه حتى صار عن ذلك ساهيا، ومن فضل عقل المرء، ترك النظر فيما لا نظر فيه.
حتى يكون فضل عقله وبالا عليه في ترك مناقشة من هو دونه في الأعمال الصالحة، أو رجل شغل قلبه ببدعة قلد فيها دينه رجالا دون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اكتفى برأيه فيما لا يرى الهدى إلا فيها، ولا يرى الضلالة إلا تركها بزعم أنه أخذها من القرآن، وهو يدعو إلى فراق القرآن، أفما كان للقرآن حملة قبله وقبل أصحابه يعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه؟ وكانوا منه على منار أوضح الطريق وكان القرآن إمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إماما لأصحابه، وكان أصحابه أئمة لمن بعدهم، رجال معروفون، منسوبون في البلدان، متفقون في الرد على أصحاب الأهواء مع ما كان بينهم من الاختلاف، وتسكع أصحاب الأهواء برأيهم في سبل مختلفة، جائرة عن القصد، مفارقة للصراط المستقيم، فتوهت بهم أدلاؤهم في مهامه مضلة، فأمعنوا فيها متعسفين في هيآتهم، كلما أحدث لهم الشيطان بدعة في ضلالتهم انتقلوا منها إلى غيرها، لأنهم لم يطلبوا أثر السالفين، ولم يقتدوابالمهاجرين، وقد ذكر عن عمر أنه قال لزياد: هل تدري ما يهدم الإسلام؟ زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون، اتقوا الله وما حدث في قرائكم وأهل مساجدكم من الغيبة والنميمة والمشي بين الناس بوجهين ولسانين، وقد ذكر أن من كان ذا وجهين في الدنيا كان ذا وجهين في النار، يلقاك صاحب الغيبة فيغتاب عندك من يرى أنك تحب غيبته، ويخالفك إلى صاحبك فيأتيه عنك بمثله، فإذا هو قد أصاب عند كل واحد منكما حاجته، وخفي على كل واحد منكما ما يأتي عند صاحبه. حضوره عند من حضره حضور الإخوان، وغيبته عن من غاب عنه غيبة الأعداء، من حضر منهم كانت له الأثرة، ومن غاب منهم لم تكن له حرمة، يغبن من حضره بالتزكية، ويغتاب من غاب عنه بالغيبة، فيالعباد الله أما في القوم من رشيد ولا مصلح؟ به يقمع هذا عن مكيدته، ويرده عن عرض أخيه المسلم، بل عرف هواهم فيما مشى به إليهم، فاستمكن منهم وأمكنوه من حاجته، فأكل بدينه مع أديانهم، فالله الله، ذبوا عن حرم أعيانكم، وكفوا ألسنتكم عنهم إلا من خير، وناصحوا الله في أمتكم إذ كنتم حملة الكتاب والسنة، فإن الكتاب لا ينطق حتى ينطق به، وإن السنة لا تعمل حتى يعمل بها، فمتى يتعلم الجاهل إذا سكت العالم؟ فلم ينكر ما ظهر، ولم يأمر بما ترك، وقد أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه، اتقوا الله فإنكم في زمان رق فيه الورع، وقل فيه الخشوع، وحمل العلم مفسدوه، فأحبوا أن يعرفوا بحمله، وكرهوا أن يعرفوا بإضاعته، فنطقوا فيه بالهوى لما أدخلوا فيه من الخطأ، وحرفوا الكلم عما تركوا من الحق إلى ما عملوا به من باطل، فذنوبهم ذنوب لا يستغفر منها، وتقصيرهم تقصير لا يعترف به، كيف يهتدي المستدل المسترشد إذا كان الدليل حائرا، أحبوا الدنيا وكرهوا منزلة أهلها فشاركوهم في العيش وزايلوهم بالقول، ودافعوا بالقول عن أنفسهم أن ينسبوا إلى عملهم، فلم يتبرؤوا مما انتفوا منه، ولم يدخلوا فيما نسبوا إليه أنفسهم، لأن العامل بالحق متكلم وإن سكت، وقد ذكر أن الله تعالى يقول: إني لست كل كلام الحكيم أتقبل، ولكني أنظر إلى همه وهواه.
فإن كان همه وهواه لي جعلت صمته حمدا ووقارا، وإن لم يتكلم. وقال الله تعالى: مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها (الجمعة/ 5) لم يعملوا بها كمثل الحمار يحمل أسفارا كتبا.
وقال خذوا ما آتيناكم بقوة (البقرة/ 63) قال: العمل بما فيه، ولا تكتفوا من السنة بانتحالها بالقول دون العمل بها فإن انتحال السنة دون العمل بها كذب بالقول مع إضاعة العلم، ولا تعيبوا بالبدع تزينا بعيبها، فإن فساد أهل البدع ليس بزائد في صلاحكم، ولا تعيبوها بغيا على أهلها، فإن البغي من فساد أنفسكم، وليس ينبغي للمطبب أن يداوي المرضى بما يبرئهم ويمرضه، فإنه إذا مرض اشتغل بمرضه عن مداواتهم، ولكن ينبغي أن يلتمس لنفسه الصحة ليقوى بها على علاج المرضى، فليكن أمركم فيما تنكرون على إخوانكم نظرا منكم لأنفسكم، ونصيحة منكم لربكم، وشفقةمنكم على إخوانكم، وأن تكونوا مع ذلك بعيوب أنفسكم أعنى منكم بعيوب غيركم، وأن يستفطم بعضكم بعضا النصيحة، وأن يحظى عندكم من بذلها لكم وقبلها منكم، وقد قال عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه-: رحم الله من أهدى إلي عيوبي، تحبون أن تقولوا فيحتمل لكم، وإن قيل لكم مثل الذي قلتم غضبتم، تجدون على الناس فيما تنكرون من أمورهم وتأتون مثل ذلك، أفلا تحبون أن يؤخذ عليكم؟ اتهموا رأيكم ورأي أهل زمانكم، وتثبتوا قبل أن تكلموا، وتعلموا قبل أن تعملوا، فإنه يأتي زمان يشتبه فيه الحق والباطل، ويكون المعروف فيه منكرا، والمنكر فيه معروفا، فكم من متقرب إلى الله بما يباعده، ومتحبب إليه بما يبغضه عليه، قال الله تعالى أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا (فاطر/ 8) الآية.
فعليكم بالوقوف عند الشبهات حتى يبرز لكم واضح الحق بالبينة، فإن الداخل فيما لا يعلم بغير علم آثم، ومن نظر لله نظر الله له، عليكم بالقرآن فأتموا به وأموا به، وعليكم بطلب أثر الماضين فيه، ولو أن الأحبار والرهبان لم يتقوا زوال مراتبهم، وفساد منزلتهم بإقامة الكتاب وتبيانه، ما حرفوه ولا كتموه، ولكنهم لما خالفوا الكتاب بأعمالهم التمسوا أن يخدعوا قومهم عما صنعوا مخافة أن تفسد منازلهم، وأن يتبين للناس فسادهم، فحرفوا الكتاب بالتفسير، وما لم يستطيعوا تحريفه كتموه، فسكتوا عن صنيع أنفسهم إبقاء على منازلهم، وسكتوا عما صنع قومهم مصانعة لهم، وقد أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه، بل مالوا عليه ورفقوا لهم فيه» ) * «1» .
14-* (قال قتادة- رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح (الملك/ 5) «خلق هذه النجوم لثلاث:
جعلها زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف مالا علم له به» ) * «2» .
15-* (قال أبو جعفر الطحاوي- رحمه الله تعالى- في الطحاوية: «ودين الله في الأرض والسماء واحد، وهو دين الإسلام، وهو بين الغلو والتقصير، وبين التشبيه والتعطيل، وبين الجبر والقدر، وبين الأمن واليأس» ) * «3» .
16-* (قال ابن عقيل- رحمه الله-: قال لي رجل: أنغمس في الماء مرارا كثيرة وأشك: هل صح لي الغسل أم لا؟ فما ترى في ذلك؟ فقلت له: يا شيخ اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة. قال: وكيف؟ قال:
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ» ، ومن ينغمس في الماء مرارا ويشك هل أصابه الماء أم لا فهو مجنون) * «4» .
17-* (قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى-: «نهى الشارع عن الغلو والتشديد نهيا عاما في الاعتقادات والأعمال» ) * «1» .
18-* (قال ابن القيم- رحمه الله-: «من كيد الشيطان العجيب أنه يشام النفس، حتى يعلم أي القوتين تغلب عليها: قوة الإقدام والشجاعة، أم قوة الانكفاف والإحجام والمهانة؟ وقد اقتطع أكثر الناس إلا أقل القليل في هذين الواديين، وادي التقصير، ووادى المجاوزة والتعدي، والقليل منهم جدا الثابت على الصراط الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو الوسط) » ) * «2» .
19-* (قال ابن حجر- رحمه الله تعالى-:
«لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب» ) * «3» .
20-* (وقال أيضا- رحمه الله تعالى- «الأخذ بالعزيمة في موضع الرخصة تنطع، كمن يترك التيمم عند العجز عن استعمال الماء فيفضى به استعماله إلى حصول الضرر» ) * «4» .
من مضار (الغلو)
(1) مبعد عن الله، وموجب للنار.
(2) الانقطاع عن العمل، وعدم المداومة عليه.
(3) دليل ضعف العقل، ومدخل لتسلط الشيطان.
(4) دليل الجهل، وقلة الفهم.
(5) يورث الوسواس.
(6) ضيق النفس ودوام الحزن.