عبادات

الشــوق إلــى اللــه تعالـى

·  غاية ما يتمناه المسلم هو رضا الله سبحانه ودخول جنته.

–   وهناك غاية أعظم منها وهي رؤية اللهسبحانه في جنات النعيم.

·  يجب علينا أن نؤمن بأن الله يراه المؤمنون في الجنة.

– وأن نؤمن بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع والبصير.

– أن نؤمن بهذه الأحاديث من غير أن نسأل عن الكيفية.

– لأن الكيفية من الغيبالذي امتدح الله المؤمنين بالإيمان به في أول مدح في القرآن، قال سبحانه: ( الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ).

– قال تعالى { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

–   قال الشيخ السعدي:أي: للذين أحسنوا في عبادة الخالق، بأن عبدوه على وجه المراقبة والنصيحة في عبوديته، وقاموا بما قدروا عليه منها.

– وأحسنوا إلى عباد الله بما يقدرون عليه من الإحسان القولي والفعلي، من بذل الإحسان المالي، والإحسان البدني، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الجاهلين، ونصيحة المعرضين، وغير ذلك من وجوه البر والإحسان.

إقرأ أيضا:شروط العقيقة للولد

–  فهؤلاء الذين أحسنوا، لهم “الحسنى” وهي الجنة الكاملة في حسنها و “زيادة” وهي النظر إلى وجه الله الكريم، وسماع كلامه، والفوز برضاه والبهجة بقربه، فبهذا حصل لهم أعلى ما يتمناه المتمنون، ويسأله السائلون.

· عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }) رواه مسلم.

– فيا له من يوم ما أعظمه! وما أشد سرور المؤمنين حين ينظرون إلى ربهم عياناً كما نرى الشمس اليوم ليس دونها سحاب، وكما نرى القمر ليلة البدر! يرون ربهم فيصيبهم من النور والضياء، ويجدون من اللذة ما يصغر معه نعيم الجنة على ما فيها من أنواع النعيم، ويرجعون إلى بيوتهم قد ازدادوا نوراً وضياءً، فهل اشتقت -يا عبد الله- إلى رؤية الله تبارك وتعالى ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ).

·عوامل بعث الشوق إلى الله:

1- مطالعة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وتدبر كلامه فإن من شأن هذه المطالعة والفهم والتدبر فيها أن يشحذ من القلب همة للوصول إلى تجليات هذه الأسماء والصفات والمعاني، فتتحرك كوامن المعرفة في القلب والعقل ويأتي عندئذٍ المدد.

إقرأ أيضا:ما فائدة ذكر الله

2- مطالعة منن الله العظيمة وآلائه الجسيمةفالقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها ولذلك كثر في القرآن سوقُ آيات النعم الخلق والفضل تنبيهًا لهذا المعنى، وكلما ازددت علمًا بنعم الله عليك كلما ازددت شوقًا لشكره على نعمائه.

3-التحسر على فوت الأزمنة في غير طاعة الله، بل قضاؤها في عبادة الهوى.

4-  تذكر سبق السابقين مع تخلفك مع القاعدينيورثك هذا تحرقًا للمسابقة والمسارعة والمنافسة، وكل ذلك أمر الله به، قال تعالى:

{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }.

–  ومجالات الشوق عندك كثيرة أعظمها وألذها الشوق إلى رؤية وجه الله عز وجل، ويمكنك أن تتمرن على قراءة هذا الحديث مع تحديث نفسك بمنزلتها عند الله، وهل ستنال شرف رؤيته أم لا؟.

– قال – صلى الله عليه وسلم -: (إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيّض وجوهنا؟ ألم تُدخلنا الجنة وتنجّنا من النار؟ فيُكشفُ الحجاب، فما أُعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم). رواه مسلم.

– وفي مجالات الشوق:الشوق إلى لقاء الله وإلى جنته ورحمته ورؤية أوليائه في الجنة وخاصة الشوق للقاء النبي – صلى الله عليه وسلم – في الفردوس الأعلى.

إقرأ أيضا:ما هي فدية الصيام

·اللـذة الكـبـرى:

–  إذا تجلّى الرب لعباده المؤمنين في الجنة نسوا كلّ ما هم فيه من ألوان النعيم من أجل ما ظفرت به أعينهم من اللذة الكبرى بالنظر إلى وجه الله عز وجل.

– فإذا ما احتجَب عنهم عادوا إلى ما كانوا فيه من ألوان السرور والنعيم.

-فلهم نعيمان في الجنة:نعيم عند رؤيته سبحانه، وهو أجلها وأشرفها.

– ونعيم عند ما يرجعون إلى ماكانوا فيه من ظلال وفواكه وحور وولدان إلى آخره، فيا حبذا هذان النعيمان.                        

الخسـارة الكـبـرى:

– والخسارة الكبرى ، والحرمان الأعظم ، أن يُحرم العبد من لذَّة النظر إلى وجه الله الكريم في الجنَّة يوم المزيد والنظر إلى وجه العزيز الحميد .

· مـن أعـلى أهل الجـنة منـزلة:

–  قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر إلى وجه الله في كل يوم مرتين.

– قال سعيد بن جبير:أن اشرف أهل الجنة لمن ينظر إلى الله تبارك و تعالى غدوة و عشية.

· الناس يتـفـاوتـون في  رؤيـة الله:

–  فأقواهم رؤية له سبحانه أشدهم حباً له، وأشدهم تعلقاً به ومعرفةً له، فيتفاوت الناس في رؤية الله على حسب خشوعهم في الصلاة ومحبتهم لله وتعلقهم به.

·  و قال هشام بن حسان: إن الله سبحانه و تعالى يتجلى لأهل الجنة فإذا رآه أهل الجنة نسوا نعيم الجنة.

·قال الشيخ السعدي في قوله تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ }.

–  أي: حسنة بهية، لها رونق ونور، مما هم فيه من نعيم القلوب، وبهجة النفوس، ولذة الأرواح.

– { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } أي: تنظر إلى ربها  على حسب مراتبهم:

–   منهم من ينظره كل يوم بكرة وعشيا.

– ومنهم من ينظره كل جمعة مرة واحدة.

– فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وجماله الباهر، الذي ليس كمثله شيء.

–  فإذا رأوه نسوا ما هم فيه من النعيم وحصل لهم من اللذة والسرور ما لا يمكن التعبير عنه، ونضرت وجوههم فازدادوا جمالا إلى جمالهم، فنسأل الله الكريم أن يجعلنا معهم.

· تـخـيـل وتصـور هذا المشهـد العـظيـم ! :

– وبينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور، فرفعوا رؤوسهم، فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة، وذلك قول الله: (سلام قولا من رب رحيم).

-تريدون شيئا أزيدكم؟فيقولون: ربَّنا، وأي خير لم تفعله بنا؟ ألست أعنتنا على سكرات الموت، وآنستَ منا الوحشة في ظلمات القبور، وآمنتَ روعتنا عند النفخة في الصور، ألستَ أقلتَ عثراتنا، وسترتَ علينا القبيح من فعلنا، وثبَّتَ على جسر جهنم أقدامنا، ألستَ الذي أدنيتنا من جوارك، وأسمعتنا لذاذة منطقك، وتجليتَ لنا بنورك، فأي خير لم تفعله بنا! ألم تُبيِّض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار.

– فيكشف الحجاب، فينظر إليهم وينظرون إليه، فما أُعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ولا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه، حتى يحتجب عنهم، ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم، قال تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة).

– وتخيل كم هي الخسارة والحسرة،وكم هو الحرمان والندم والألم والعناء والشقاء عندما تُحرم من هذه اللحظات العظيمة الجليلة الجميلة الرائعة التي لا تعدلها لذة في الدنيا ولا في الآخرة، والتي لا يستطيع أن يصفها الواصفون ولا أن يتخيلها المتخيلون من شدة النعيم والسرور والأنس والبهجة، فلا حول ولا قوة إلا بالله والله المستعان وعليه التكلان.

السابق
إن اللـه يحب المتقين – خالد الحسينان
التالي
التعرف على الله في الرخاء