الأذكار المطلقة

الذكر بلفظ الله

لفظ الجلالة الله

لفظ الجلالة الله مشتقٌّ من الألوهية، وهو اللفظ الجليل الجامع والدّال على أسماء الله تعالى الحسنى وصفات الكمال المتّصف بها سبحانه وتعالى؛ لذا أضاف الله تعالى كلّ الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم، قال تعالى: (اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا هُوَ لَهُ الأَسماءُ الحُسنى)، ولفظ الجلالة اسمٌ خاصٌّ به وحده -سبحانه وتعالى- لم يُسمَّ أحدٌ سواه به، ومن العلماء من ذهب إلى القول بأنّ اسم الجلالة الله هو الاسم الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى، وهو أكثر أسمائه تعالى ذكرًا وورودًا في القرآن الكريم، وابتدأت به ثلاثٌ وثلاثون آيةً، وآتيًا حديثٌ عند الذكر بلفظ الجلالة الله.

الذكر بلفظ الله

يُقصد بالذكر بلفظ الله: أن يُقال ويُردّد اسم الله تعالى مفردًا مجرّدًا على سبيل الذكر؛ كقول: الله الله؛ وهذه الصورة والهيئة ممّا لم يرد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أو الصحابة -رضي الله عنهم- أنّهم كانوا يذكرون الله تعالى وفقها، وأشار العلماء إلى أنّ الأصل في الذكر أن يكون جملةً مفيدةً وعبارةً تامّةً، وأفضل ذكر الله تعالى ما وردت صيغه في القرآن الكريم أو السنة النبويّة، إلّا أنّه ممّا يجدر ذكره: أنّ أغلب الأذكار التي يقولها المسلم يقترن ويتّصل بها لفظ الجلالة الله؛ كقول لسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوّة إلا بالله، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، فهذه الأذكار كلّها وغيرها يتّصل بها لفظ الله.

إقرأ أيضا:اذكار التكبير والتهليل

ذكر الله بالأسماء الحسنى

لا حرج في أن يُسبّح المسلم الله تعالى باسمٍ من أسمائه الحسنى؛ كأن يقول: سبحان الله العظيم وغيرها؛ بدلالة تسبيح الله باسميه العظيم والأعلى أثناء الصلاة في الركوع والسجود، وبدلالة ما وري عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من تسبيحه بأسماء الله الحسنى، ومن ذلك ما رواه عنه أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه- أنّه: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا سلَّمَ في الوترِ قالَ سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ”، أمّا ذكر الله باسمٍ من أسمائه الحسنى مفردًا مجردًا؛ كقول: رحمن رحمن، ونحو ذلك؛ فلم يرد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- والصحابة -رضي الله عنهم- أنّه ذكروا الله تعالى على هذا النحو.

صيغٌ من الذكر وفضلها

جاءت أحاديث نبويةٌ كثيرةٌ على ذكر جملةٍ من الأذكار التي يستحبّ للمسلم قولها وبيّنت كذلك ما يترتّب على هذه الأذكار من فضلٍ، ومنها ما يلي:

  • ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: “من قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَومَهُ ذلكَ، حتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِن ذلكَ، وَمَن قالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ ولو كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ”.
  • ما رواه أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبيّ عليه السلام- أنّه قال له: “أَلَا أَدُلُّكَ علَى كَنْزٍ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ، فَقُلتُ: بَلَى، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: قُلْ: لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ”.[١٠]
  • ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: “لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ”
السابق
شرح ذكر التهليل
التالي
ما هو ذكر التوحيد؟