المجتمع في الإسلام

الحق و الباطل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحق و الباطل :

التَّذَلُّل بالحق أقرب إلى العزّ من التَّعزّز بالباطل، لأنّ الباطل زاهق، وإذا كان الباطل زاهقاً سيَزْهق معه من اعْتزَّ به، ومن كان مُبْطلاً، ومن أحب أهل الباطل، ومن عاون أهل الباطل، ومن كان معهم، ومن كان منهم، ومن كان فيهم، قال تعالى:

(إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)

[سورة الإسراء : 81]

فإذا الإنسان خضع للحقّ وما استعلى فهو في طريق العِزّ، وإذا اعْتزّ بالباطل فهو في طريق الذلّ، وهذا من المفارقات، إذا تذلَّل لأهل الحق صار في طريق العزّ، وإذا استعلى عليهم، واعْتزَّ بأهل الباطل صار في طريق الذلّ، ولا ينفعُهُ عملهُ شيئًا، فهذا العقل الكبير، أنت تكون متواضعًا لله، ولرسوله، ولعباده المؤمنين، وتكون عزيز النفس على عباده غير المؤمنين، فإذا اعْتززْت بغير المؤمنين واسْتعليْتَ على المؤمنين فأنت في طريق الذلّ، لأنَّ الدعاء النبويّ الشريف يقول :

سبحانه إنّه لا يذلّ إلا من عاديت، ولا يعز إلا من واليْت

قال تعالى :

(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ)

[سورة فاطر : 10]

لا يوجد إنسان يكره العزَّة قال تعالى :

إقرأ أيضا:فضل طلب العلم

(وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً)

[سورة الفتح : 3]

النَّصر العزيز الذي لا ذُلَّ معه، وكلّ مؤمن له من الآية نصيب، إذا أنت كنت مع الله عز وجل بدائرتك، وبعملك، وبوظيفتك، وبتجارتك، ولك مكانة وشأن، لا أحد ينال جانبك لأنَّك معه، وإذا أنت اعْتززْت بأهل الباطل الله عز وجل يلهمهم أن يتخلَّوا عنك بأحرَج وقت، من أعان ظالمًا سلَّطَه الله عليه، تقع بخَيبَة أمل فظيعة، وأنت الذي بذلْت كلّ هذه الجهود لِتُعين أهل الباطل، إذا هم ينقلبون ضدَّك، ويجعلونك عِبرةً للناس، الإنسان يكون مع الحق، فعبد الحق حرّ ولا يكون عبدًا للباطل، فكلّ من كان مع الباطل كان زاهقًا معه.

إقرأ أيضا:السفر و أنواعه

والحمد الله رب العالمين

السابق
الحسد و الغبطة
التالي
آداب الكسب و المعاش