عبادات

التوبة والرجوع إلى الله

التوبة إلى الله تعني الإقلاع عن الذنوب والمعاصي والعودة إلى الله تعالى الذي يبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار وهو أفرح بتوبة عبده حين يتوب من رجل فقد رحلته في صحراء عليها طعامه وشرابه ثم وجدها، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتي شجرة فاضطجع في ظلها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح”.رواه مسلم، فالله يغفر الذنوب والمعاصي ويحولها إلى حسنات لمن صدقت توبته مع الله وتاب إليه توبة نصوح قال تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70].

فتح الله تعالى باب التوبة أمام العصاة من عباده وهي من رحمته سبحانه وتعالى بهم، فمهما بلغت ذنوبك فباب التوبة مفتوح لكي ترجع إلى الله تبارك وتعالى وتتوب إليه ،قال تعالى : “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]. فسارع إلى التوبة إلي الله والدخول في رحمته سبحانه وأحذر تأخير التوبة فلا أحد يعرف متى ينتهي به العمر وتوجه إلي ربك ليتوب عليك فهو التواب الذي يقبل التوبة من عباده ويغفر السيئات.

إقرأ أيضا:الفرق بين الرجاء والتمني

شروط التوبة
التوبة الصادقة إلى الله تعالي يجب أن تتوفر شروط بينها العلماء كما يلي:

 إخلاص النية  بأن يتوب إلى الله توبة صادقة.
 الندم على الذنب ورد الحقوق إلى أصحابها.
الإقلاع عن الذنوب والمعاصي.
 النية وجهاد النفس والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.
خطوات للتوبة والرجوع إلى الله 
 الرجوع إلى الله تعالي والاعتراف بالذنوب والشعور بالندم على ما فات من المعاصي والذنوب ويستغفر الله تبارك وتعالي علي ما كان ويعزم على عدم العود إلي الذنوب مرة أخرى.
مراقبة الله عز وجل في السر والعلانية واستشعار عظمته وأنه مطلع عليك في جميع الأوقات،قال تعالى:” : وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد:4].
 معرفة آثار المعاصي والذنوب تجعل الإنسان يبتعد عن الذنوب، وللذنوب العديد من الآثار السلبية والخطيرة ذكر منها بن القيم في كتابة الداء والدواء حرمان الطاعة، والوحشة في القلب وضيق الصدر، وتعسير الأمور وقلة التوفيق، ووهن البدن واعتياد الذنوب و قلة البركة وغيرها من الأضرار التي تجعلنا نبادر بالتوبة إلى الله من كل الذنوب والرجوع إليه تبارك وتعالى.
البعد عن أماكن المعاصي والتي تذكرك بها، البعد عن رفقاء السوء وصحبة الصالحين الذين يساعدونك ويشجعونك على الثبات على التوبة والتأسي بهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” : المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”. رواه أبو داود والترمذي.
 الإكثار من ذكر الموت والآخرة فمهما بلغ الإنسان من العمر فمصيره إلى الموت ثم القبر و إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، فالدنيا دار ممر وليست دار مقر، وعلي المسلم أن يغتنم حياته ويتوب إلي الله توبة صادقة  فالله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر أو تشرق الشمس من مغربها. 

إقرأ أيضا:الأسباب الجالبة لمحبة الله
السابق
التوبة إلى الله من المعاصي
التالي
وجوب الاستعداد ليوم القيامة