ما صحة حديث: النظافة من الإيمان؟
يتداول قول النظافة من الإيمان على أنه حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكنه بالأصل حديث ضعيف لا يصح أن يُنسب للرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن سنده ضعيف، أما معناه فصحيح، لأن النظافة من الأمور المحمودة في الإسلام، والتي حثت عليها السنة النبوية الشريفة بألفاظ أخرى، وهذا قد جاء على لسان كبار علماء المسلمين وهو ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله، وخلال هذا المقال سوف نستعرض أبرز الأحاديث الصحيحة التي تحث على النظافة.
أحاديث عن النظافة
ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تدل على أهمية وجوب النظافة، وإن لم يرد فيها لفظ النظافة بشكل صريح، وفيما يلي ذكر لأبرز هذه الأحاديث:
- (الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ، أوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها.) جاء في بداية الحديث ذكر الطُّهور، ويقصد به الوضوء، ولكن أصل الطهارة النظافة، فلا طهارة دون نظافة، وأما قول شطر، فيقصد به النصف وذلك دلالة على عظم أجر الطهارة.
- (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ.) ذكر من خلال الحديث صفة الجمال لله -عز وجل- وأنه يحبها، ويمكن استخلاص استحباب النظافة من هذا الحديث لكونها شرطاً للجمال، ويذكر أن هذا الحديث يحث على التواضع وعدم المغالاة في التزيّن.
اقرأ ايضا : ايه قرانية عن النظافة
إقرأ أيضا:أحاديث عن عشر ذي الحجة- (نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَومَ القِيامَةِ، أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبْلِنا وأُوتِيناهُ مِن بَعْدِهِمْ، فَهذا اليَوْمُ الذي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدانا اللَّهُ فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصارَى فَسَكَتَ. ثُمَّ قالَ: حَقٌّ علَى كُلِّ مُسْلِمٍ، أنْ يَغْتَسِلَ في كُلِّ سَبْعَةِ أيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فيه رَأْسَهُ وجَسَدَهُ.)يتحدث هذا الحديث عن فضل أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على باقي الأمم، وتمت الإشارة فيه إلى يوم الجمعة الذي اختلف فيه أهل الكتاب وتخيروا أياماً غيره، وهي السبت والأحد، وأن المسلمين عظموه كما أُمروا.
- وفي نهاية الحديث يذكر صلى الله عليه وسلم، وجوب اغتسال كل مسلم مكلف مرة في كل سبعة أيام، ولعل المقصود به هو اغتسال يوم الجمعة، وبما لا شك فيه أن الاغتسال هو طلب للنظافة وللطهارة.
- (عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وإعْفاءُ اللِّحْيَةِ، والسِّواكُ، واسْتِنْشاقُ الماءِ، وقَصُّ الأظْفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبِطِ، وحَلْقُ العانَةِ، وانْتِقاصُ الماءِ. قالَ زَكَرِيّا: قالَ مُصْعَبٌ: ونَسِيتُ العاشِرَةَ إلَّا أنْ تَكُونَ المَضْمَضَةَ. زادَ قُتَيْبَةُ، قالَ وكِيعٌ: انْتِقاصُ الماءِ: يَعْنِي الاسْتِنْجاءَ.)يبين هذا الحديث الإنسان فُطِرَ على الطهارة من كل خبث، وعليه أن يحافظ على هذه الفطرة باتباع سننها، ويذكر أن كل ما ورد في الحديث يحث على النظافة.