أصول في أسماء الله وصفاته
[1] أسماء الله كلها حُسنى وصفاته كلها عُلى:
قال تعالى: ” وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ” [الأعراف : 180].
[2] ليس فيها نقص ولا شرٌّ أبدًا:
قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي ربه : «والشرُّ ليس إليك»([1]).
[3] لا يشبهه شيء من خلقه:
قال تعالى: ” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ” [الشورى : 11].
وقال تعالى: ” أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ” [النحل : 17].
[4] لا يُعرف الله إلا بالوحي من القرآن والسنة:
قال تعالى: ” وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8)
ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ” [الحج ].
فالقول على الله تعالى بغير الحق من الكتاب والسنة الصحيحة جريمة عظيمة.
قال تعالى: ” وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ” [الإسراء : 36].
إقرأ أيضا:كلمة التوحيد : معناها ، فضلها ، شروطهاوقال تعالى: ” وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ” [الأنعام : 21].
[5] لا يحيط بالله سبحانه علمُ الخلق كيفًا وكَمًّا
قال تعالى : ” وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ” [ طه : 110]. :قال ابن كثير: وفي علم الله من ذكر صفاته تعالى المقدسة، التي لا يعلمها نبي مرسل ولا ملك مقرب، إلا أن يُعْلِمَه الله به، كما قال [تعالى] (2) { وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ } [البقرة: 255]، وقال { وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}( طه: 110 ) (ج2 –ص476 )طيبة
وقد فاق جمال الله وحسن أسمائه وعلوُ صفاته إحصاء النبي صلى الله عليه وسلم لها فلم يجد إلا أن يناجيه بقوله صلى الله عليه وسلم : «لا أحصى ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك»([2]).
[6] إحصاء الأسماء الحُسنى:
لقد تكلم عددٌ من العلماء في إحصاء الأسماء الحسنى لقوله صلى الله عليه وسلم : «من أحصاها دخل الجنة»([3])فكان خلاصة ما قاله هؤلاء العلماء ما يلي:
1-أن يتعلمها ويعرف معانيها.
2- ويراعي حقوقها بالإيمان والقول والعمل.
3- ويعدها حتى يستوفيها حفظًا ويدعو ربه بها.
إقرأ أيضا:وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة
[7] دعاء الله بأسمائه الحسنى: قال تعالى: ” وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ” [الأعراف : 180].
ودعاء الله سبحانه بأسمائه وصفاته ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: دعاء المسألة والطلب:
وهذا هو أشهر تلك الأنواع وهو طلب الحاجات من الله سبحانه وسؤاله قضاء الخيرات ودفع المضرات. كسؤاله المغفرة والرحمة والرزق…..
مثال:
1- تسأله المغفرة لأنه الغفوركقول النبي صلى الله عليه وسلم : «رب اغفر لي وتب علىَّ إنك أنت التواب الغفور»([4]).
2- وتسأله الهبة لأنه الوهاب. كقوله تعالى: ” إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ” [آل عمران : 8].
3- وتسأله العَفو لأنه العَفُوُّ كقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء ليلة القدر قال: «قولي: اللهم إنك عَفوٌّ تحب العَفوَ فاعفُ عني»([5]).
4- نسأله الشفاء لأنه الشافي؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك»([6]).
الثاني- دعاء الحمد والثناء:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أفضل الدعاء الحمد لله»([7]).
وهو الدعاء الذي يظهر العبد فيه محبته لله سبحانه ويحمده على نعمه وآلائه وحمده والثناء عليه بما هو أهله من أسمائه الحسنى وصفاته العُلى.
إقرأ أيضا:ما جاء في الرياءمثال: دعاء أهل الجنةوهم في أتم نعمة وأكمل رحمة وقد امتلأت قلوبهم بحب ربهم وهو قولهم: «الحمد لله رب العالمين» قال تعالى: ” دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ “[يونس : 10].
* مثال آخر: كقول النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء»([8]).
وكقول النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك…..»([9]).
الثالث- دعاء العبادة والإيمان:
وهو التوجه لله وحده سبحانه بالعبادة والتوكل والخشية والرجاء والحب والتذلل…
كما قال تعالى: ” قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ” [الجن : 20].
قال ابن كثير – رحمه الله- : «إنما أدعو ربي» أي: إنما أعبد ربي وحده لا شريك له واستجير به وأتوكل عليه ولا أشرك به أحدًا([10]).
——————————————————————————–
([1]) أخرجه مسلم (771) من حديث على رضي الله عنه.
([2]) رواه مسلم.
([3]) رواه البخاري ومسلم.
([4]) أخرجه الطيالسي (2050)، وأحمد (2/21)، وأبو داود (1516)، والترمذي (3434)، وابن ماجه (4814)، وانظر السلسلة الصحيحة (556).
([5]) أخرجه الترمذي (3383)، وابن ماجه (3800)، وابن حبان (846)، والحاكم (1/503) من حديث جابر رضي الله عنه ، وصححه الحاكم، وانظر صحيح جامع الترمذي (2694).
([6]) رواه البخاري ومسلم.
([7]) أخرجه الترمذي (3383)، وابن ماجه (380) وغيرهما من حديث جابر رضي الله عنه ، وصححه الحاكم، وانظر صحيح جامع الترمذي (2694).
([8]) رواه مسلم.
([9]) رواه البخاري.
([10]) تفسير ابن كثير (4/417).