ذكر الله
ذكر الله -تعالى- له شأنٌ عظيم في حياة العبد، قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ). فهي العبادة التي يؤديها المسلم؛ ليحصل على الأجر العظيم، وتنجلي همومه، وينشرح صدره، ويتسع رزقه، ويعتبر الذكر من شكر الله -تعالى- على نعمه ومنحه، يكون ذكر الله تعالى في كل وقت، وهناك أذكار خاصة لأوقات وأعمال خاصة، ومنها أذكار قبل النوم.
أذكار ما قبل النوم
إذا أراد المسلم النوم، واضطجع في فراشه، فهناك بعض الأذكار التي يرددها، منها:
- حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أوى أحدُكُم إلى فِراشِهِ فلينفُض فراشَهُ بداخلةِ إزارِهِ، فإنَّهُ لا يَدري ما خَلَفَهُ عليهِ، ثمَّ يقولُ: باسمِكَ ربِّي وَضعتُ جَنبي وبِكَ أرفعُهُ، إن أمسَكْتَ نفسي فارحَمها، وإن أرسلتَها فاحفَظها بما تحفَظُ بِهِ عبادَكَ الصَّالحينَ).
- قول النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه: (اللهم باسمِك أحيا وأموتُ).
- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعلي وفاطمة -رضي الله عنهما-: (إذا أويتُما إلى فراشِكما، أو أخذتما مضاجعَكما، فكبِّرا ثلاثًا وثلاثين، وسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين).
- قراءة المعوذات: سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس، ثلاث مرات، جاء عن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا أخذ مضجعَه نفثَ في يدَيه، وقرأ بالمعوِّذاتِ، ومسح بهما جسدَه).
- قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة، جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الآيتانِ مِن آخرِ سورةِ البقرةِ، مَن قرَأ بهِما مِن ليلةٍ كفَتاه).
- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أتيتَ مضجعكَ، فتوضأ وضوءَكَ للصلاةِ، ثم اضطَجِعْ على شِقِّكَ الأيمنِ، ثم قل: اللهم أسلمتُ وجهي إليك، وفوضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا مَنْجى منك إلا إليك، اللهم آمنتُ بكتابِك الذي أنزلتَ، وبنبيِّك الذي أرسلتَ، فإن مُتَّ من ليلتِك، فأنت على الفطرةِ، واجعلْهُن آخِرَ ما تتكلمُ به).
- قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهمَّ ربَّ السماوات ِوربَّ الأرضِ وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلّ شئٍ، فالقَ الحبِّ والنوى، ومنزلَ التوراةِ والإنجيلِ والفرقانِ، أعوذ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته، اللهمَّ أنت الأولُ فليس قبلك شئٌ، وأنت الآخرُ فليس بعدك شئٌ، وأنت الظاهرُ فليس فوقَك شئٌ، وأنت الباطنُ فليس دونك شئٌ، اقضِ عنا الدَّينَ وأغنِنا من الفقرِ).
- ذِكْرٌ رواه علي -رضي الله عنه- كان يقوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند مضجعه: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بوجهِكَ الكريمِ، وكلماتِكَ التامةِ من شرِّ ما أنتَ آخذٌ بناصيتِهِ، اللَّهمَّ أنتَ تكشفُ المغرمَ والمأثمَ، اللَّهمَّ لا يهزمُ جندُكَ، ولا يخلفُ وعدُكَ، ولا ينفعُ ذا الجدِّ منكَ الجدُّ، سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ).
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه: (الحمدُ لله الذي أطعمَنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافيَ له ولا مُؤويَ).
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذا أخذ مضجعه من الليل: (بسم اللهِ وضعتُ جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخْسئْ شيطاني، وفكَّ رِهاني، واجعلني في النديِّ الأعلى).
- قراءة سورة الكافرون؛ فإنها براءة من الشرك، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اقرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، ثمَّ نَمْ على خاتِمتِها، فإنَّها براءةٌ مِن الشِّركِ).
- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني، والذي منّ عليّ فأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه، وإله كل شيء أعوذ بك من النار).
- حديث رواه ابن عمر، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أنّه قال: (اللَّهمَّ أنتَ خلَقْتَ نفسي وأنتَ تتوفَّاها، لك مماتُها ومحياها، اللَّهمَّ إنْ توفَّيْتَها فاغفِرْ لها وإنْ أحيَيْتَها فاحفَظْها، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك العافيةَ).
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر الصدّيق: (قل: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، قال: قلها إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك).
- قول النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه: (اللهم أمتعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني وانصرني على عدوي وأرني منه ثأري اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين ومن الجوع فإنه بئس الضجيع)
- حديث عن حفصة بنت عمر -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبًادك ثلاث مرات).
كراهية النوم من غير ذكر الله
ويعتبر النوم على ذكر الله تعالى مستحب والنوم دون ذكر الله مكروه؛ والأصل أن يغلب النوم المسلم بعد أن يغلب ذكر الله على قلبه، لأن الذي يغلب على الشخص عند النوم هو ما كان عليه قبل نومه، فيكون بذلك المسلم مع الله بذكره في يقظته ونومه. وقد رويت أحاديث تبيّن ذلك، منها ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قعد مقعداً لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله تعالى ترة)، فينبغي على المسلم الإكثار من ذكر الله تعالى في كلِّ أحواله، والتِرة هي النقص