الدولة الإسلامية كما جاء بها الإسلام ، وكما عرفها تاريخ المسلمين دولة مدنية، تقوم السلطة فيها على البيعة والاختيار والشورى، والحاكم فيها وكيل عن الأمة أو أجير لها…
د. يوسف القرضاوي
يقول بوش: إن ربي أمرني أن أضرب بن لادن فضربته، وأمرني أن أضرب صدام حسين فضربته، يقول ذلك حاكم أكبر دولة علمانية على وجه الأرض، هل هو نبي يوحى إليه؟ هل نحن أمام حكومة علمانية أم دينية؟ لماذا لا يطالب الحكام العلمانيون والحكام الإسرائيليون بمراجعة خطابهم؟.
يقول مصطفى صادق الرافعي ردا على هؤلاء الذين يصفون القديم بالرجعية يقول: إنهم يريدون أن يجددوا كل شيء حتى الدين واللغة والشمس والقمر!.
ويقول أحمد شوقي أمير الشعراء:
دع عنك قول عصابةٍ مفتونةٍ يجدون كل قديم أمرا منكرا
ولو استطاعوا في المجامع أنكروا من مات من آبائهم أو عمَّرا
وقد استهزأ بهم (محمد إقبال) حين قال: إن الكعبة لا تتجدد بجلب الحجارة لها من أوروبا. وليس في الإسلام كما قال محمد عبده: سلطة دينية سوى سلطة الموعظة، يقرع بها أدنى المسلمين أعلاهم.
إقرأ أيضا:القرآن الكريم والإلحاد (1)العلم في عصور الإسلام الزاهية
في عصور الإسلام الزاهية كانت العواصم الكبرى والمدن الكبرى الإسلامية مثل بغداد والكوفة والبصرة ودمشق وقرطبة والقيروان والقاهرة، مفتوحة لكل الأجناس والأديان، وكانت المناظرات تعقد ليل نهار، وكان الناس يأتون من الدنيا كلها يتلقون العلم، وكان العلم تجارة رائجة.
إن العلمانيين في بلادنا لا يزدهرون إلا في ظل الدكتاتوريات، ويعلمون علم اليقين أنهم أقليات مكروهة لا تريدهم الشعوب ولا أحد يثق فيهم.
الدولة الإسلامية كما جاء بها الإسلام، وكما عرفها تاريخ المسلمين دولة مدنية، تقوم السلطة فيها على البيعة والاختيار والشورى، والحاكم فيها وكيل عن الأمة أو أجير لها، ومن حق الأمة، ممثلة في أهل الحِلِّ والعقد فيها، أن تحاسبه وتراقبه، وتأمره وتنهاه، وتقومه إن اعوج، وإلا عزلته، ومن حق كل مسلم، بل كل مواطن، أن ينكر على رئيس الدولة نفسه إذا رآه اقترف منكرا، أو ضيع معروف.
يقول جوستاف لوبون: العرب هم الذين علموا العالم كيف تتحقق حرية الفكر مع استقامة الدين.
ويذكر دوهرنج: أن روجر بيكون استمد دراسته العلمية من الجامعة الإسلامية في الأندلس.
إقرأ أيضا:الإلحاد.. تاريخ ودوافع وأسباب!وأكد إيتان دينيه أن الدين الوحيد الذي وازن بين العلم وأعظم العبادات هو الإسلام. وهذه شهادات قاطعة على أن الإسلام استطاع أن يكون دينا ودولة.