وفاة معاذ بن جبل
توفي الصحابي الجليل معاذ بن جبل السنة الثامنة عشر للهجرة مصاباً بالطاعون في الشام بناحية الأردن، وكان عمره رضي الله عنه ثماني وثلاثين سنة ومنهم من قال ثلاث وثلاثين أو أربع وثلاثين، وهذا هو الشاب معاذ بن جبل إمام الفقهاء وكبير العلماء الذي قال فيه الرسول: (نعمَ الرجلُ معاذُ بنُ جبلٍ).[١][٢]
معاذ بن جبل وطاعون عمواس
انتشر طاعون عمواس في الشام وتوفي في عامه ما يقارب من خمس وعشرين ألفاً من المسلمين، وقيل ثلاثين ألفاً، فتمنّى معاذ أن يُصاب به، حيث كان يقول المسلمون عن المرض هذا رجز فكان يقول: إنّها رحمة ربكم ودعوة نبيكم وقبض الصالحين قبلكم، اللّهم اجعل على آل معاذ نصيبهم من هذه الرحمة، فقد كان رضي الله عنه يرى في الطاعون الرحمة والشهادة حيث روى عن النبي أنّه قال: (ستُهاجِرونَ إلى الشَّامِ، فيفتحُ لَكم، ويَكونُ فيكم داءٌ كالدُّمَّلِ أو كالحزَّةِ يأخذُ بمرَاقِّ الرَّجُلِ، يَستشهِدُ اللَّهُ بِه أنفسَهم، ويزَكي بِه أعمالَهم).[٣][٤]
علم معاذ بن جبل
تعددت الميزات بالصحابي معاذ بن جبل، لكن من أعظم ميزاته علمه وفقهه فقد وصل فيهما رضي الله عنه مكاناً جعل الرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول فيه: (وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ)[٥]، فلم يمنع نفسه من التفكير حيث كان شجاعاً في الاجتهاد وإعمال العقل فوصل في علمه ما تجاوز به غيره من الصحابة، فأجمعت الروايات التاريخية على أنه إذا اختلف الناس في رأي أعادوه إليه رضي الله عنه، حتى قال فيه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: لو استخلفت معاذ بن جبل، فسألني ربي: لماذا استخلفته؟ لقلت: سمعت نبيك يقول: (إن العلماءَ إذا حضروا ربهم عز وجلَ، كانَ معاذُ بين أيديهِم رتوةٌ بحجرٍ).[٦][٧]
إقرأ أيضا:إنفاق عبد الرحمن بن عوف وبذله