د. هيثم طلعت
* أحد الأصول الفكرية لتشارلز داروين أو ما بات يعرف بالداروينية أن الثدييات تطورت قبل 60 سنة إلى حيتان حيث غامرت بعض الثدييات ونزلت إلى الماء بحثاً عن الطعام، فبدأت تختفي مع الوقت الأرجل الخلفية، وتحولت الأرجل الأمامية إلى زعانف وتغير شكل الأنف واختفى الشعر وتحول إلى جلد!.[1]
* وأصل آخر من أصول الداروينية أن أصل الثدييات هو الزواحف، ففي فترة من الفترات شرعت بعض الزواحف في تطوير أسلوب للحفاظ على حرارة جسمها حيث تحولت القشور إلى فرو، وحدث بالصدفة أن بعض صغار الزواحف بدأت تلعق عرق الأم لتلطيف جسمها وبدأت بعض الغدد في إفراز عرق أكثر كثافة من هذا العرق فتحول في النهاية إلى لبن[2] “العرق يتحول إلى لبن، داخل الداروينية!!”[3].
* وترى الداروينية أن الحشرات ظهرت فجأة فالدود يظهر فجأة في اللحم المتروك[4] وهو ما يُعرف بنظرية التولد الذاتي، وإذا وضعنا حفنة من الحبوب على قطعة قماش بالٍ، وعند الانتظار قليلاً تبدأ الفئران بالظهور![5].
الخلق المباشر أم التطور؟
بالمناسبة لا يوجد مُلحد من حقه أن لا يؤمن بالتطور، لأن الكائنات الحية على وجه الأرض إما أنها جاءت فجأة عن طريق الخلق المباشر، وإما أنها تطورت من بعضها البعض، ولا يوجد بديل ثالث، فكل ملحد ملزم بالتطور، وإذا كان التطور لا ينفي أو يثبت صحة الأديان فإن الخلق المفاجئ يسقط الإلحاد تماماً.
يعتبر الداروينيون أن المادة التي هي أصلا تفتقر إلى الحياة بل ولا تعرف القوانين التي تُطبق عليها، يعتبرون هذا المادة تمتلك قوة سحرية، وذكاء يمكنها من خلق كائنات حية معقدة التركيب، راقية الإدراك.
أيضاً يوجد على ظهر الأرض ملايين الأنواع من الثدييات والبرمائيات والزواحف والطيور والأسماك والحشرات – 3 مليون نوع- ، وطبعاً كل هذه الأنواع تطورت من بعضها البعض في المائتي مليون سنة الأخيرة من عمر الأرض تقريباً، أي بمتوسط كائن حي يظهر لأول مرة كل بضعة دقائق قليلة، وطبعاً هذا لا يحدث الآن ولا ترصد منه شيئاً إلا في كتب الدراونة.
أيضاً لو استخدمنا سرعة التنوع بين الكائنات الحية بالمُعدل الزمني لظهورها لكان المفترض أن نصل اليوم لمرحلة أنه كل بضعة دقائق تتطور كائنات حية من كائنات أخرى وتظهر كائنات لأول مرة على ظهر الأرض، ولكن لم نرصد على الإطلاق تطوراً نوعياً واحدا Macro-Evolition .
إقرأ أيضا:الإلحاد بين شبهات العقل والعاطفةأيضاً كان المفترض أن تظهر طفرة جديدة كل يوم في نوع من الحيوانات، وأن تسود هذه الطفرة في جيل بأكمله، ولكن يبدو أن هذا لا يوجد إلا في كتب الدراونة، فلم يثبت العلم الرصدي طفرة واحدة نافعة على الإطلاق.
الهوامش:
[1]– مقال منشور منذ عدة سنوات في المجلة العلمية : National Geographic vol.752 p.50
[2] – والمقال لجورج جاموف George Gamow p.149
[3] – لو قرأ هذا الكلام أي طالب درس مادة الهستولوجي – علم دراسة الأنسجة – سيضحك بعمره، هل توجد أدنى علاقة بين الغدد العرقية Secretory Glands والغدد اللبنية Mamary Glands إن فكرة أن اللبن ذلك الغذاء الذي خلقه الله لنا بعناية وتركيز معين حسب عمر الجنين وضبط معين دقيق، مجرد تصور أن هذا اللبن قد تولد من الغدد التي تفرز العرق فهذا أمر لا يقبله أشد الناس حمقا، ولكن للأسف هم مضطرون لتقبل هذا الكلام حتى يجدوا مبررا لإلحادهم فهذه ردة إلى عصر الخرافة.
إقرأ أيضا:عالم ريتشارد دوكنز الأخلاقي (2-2)[4] – طبعا تبين فيما بعد أن هذه خرافة، فقد تبين أن الحشرات هي التي تنقل يرقات الدود إلى اللحم.
[5] –ظهور الفئران في مخازن الغلال والحبوب استدعى الداروينيين في القرن الماضي إلى اعتبار أن هذا نوع من التولد الذاتي وبالطبع دخلت النظرية في أدبيات التطور. ولكن بعد أن ثبتت خرافة هذه النظرية من قِبل باستور قام الداروينيون فورا بحذف هذا الجزء من أدبيات التطور.