مولد الرسول ونشأته

عقد حلف الفضول

عقد حلف الفضول

إن التعاون في المجتمعات أمر ضروري، وذلك لأن الإنسان لا يستطيع أن يلبي احتياجاته جميعها وحده، بل إن الإنسان لا يستطيع أيضًا أن يدافع عن نفسه وحده في بعض المواقف التي قد يتعرض لها خلال رحلته في هذه الحياة التي منحها الله سبحانه وتعالى لنا، إلا أنه منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقبل بعثته ظهر نوع من أنواع التعاون في المجتمع الجاهلي، وهو التعاون في الدفاع عن حقوق الآخرين، وعرف هذا التعاون في ذلك الوقت بحلف الفضول، وفي مقالنا هذا سنتعرف على أسباب التي أدت إلى عقد هذا الحلف.

ما هو سبب عقد حلف الفضول؟

إن السبب الذي أدى إلى عقد حلف الفضول في ذاك الزمن هو سلب حق رجل يمني كان قد قدم إلى مكة من أجل التجارة والبيع والشراء، ولم يستطع هذا الرجل إرجاع حقه، أما عن تفاصيل ذلك فقد قدم هذا الرجل من مكان اسمه زبيد في اليمن، ووصل إلى مكة المكرمة، وكانت لديه بضاعة فعرضها للبيع، وأخذها منه رجل من أشراف قريش اسمه العاص بن وائل دون أن يدفع ثمنها، وعندها طلب الرجل المساعدة من أهل قريش لاسترداد حقه من العاص بن وائل، لكن أهل قريش لم يستجيبوا لذلك، فما كان من الرجل إلا أن وقف أمام الكعبة وصاح بأعلى صوته مستعينًا بالناس وشارحًا قصته، فسمعه الزبير بن عبد المطلب، وغضب من هذا الأمر، وقرر عقد اجتماع مع مجموعة من القبائل، من ضمنهم قبيلة بني هاشم وزهرة وتيم، فاجتمعوا في بيت عبد الله بن جدعان الذي أحسن ضيافتهم وأعد لهم الطعام، ولقد شهد محمد صلى الله عليه وسلم هذا الحلف قبل بعثته، إذ وقع هذا الحلف في شهر ذي القعدة بعد حرب الفجار بعدة أشهر، ونتج عن هذا الحلف الاتفاق على التعاون والتكاتف لإنصاف المظلومين ونصرتهم.

إقرأ أيضا:اول من دعا إلى حلف الفضول

فوائد يمكننا استخلاصها من حلف الفضول

يمكن تلخيص فوائد حلف الفضول بالنقاط التالية:

1. عدم خلو النفس من معاني النبل

إن الحياة مهما كانت مليئة بالشر، إلا أنها لن تخلو من معاني النبل، وعلى الرغم من أن حلف الفضول حدث في مجتمع قبل الإسلام، وعلى الرغم من أن العصر كان عصر الجاهلية، إلا أن فطرة الإنسان التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها تظهر في النفوس النقية، وهذا ما جعلهم يهبون لإحقاق الحق وإقرار العدل ورفع الظلم عن المظلومين، وهذا كله من صفات النُبل.

2. “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى”

إن حلف الفضول هو مظهر من مظاهر التعاون على البر والتقوى الذي حث الله سبحانه وتعالى عليه في كتابه الكريم، فالأسباب التي دعت هذه الأقوام إلى عقد حلف الفضول هي رفع الظلم وإقامة العدل أي إنها من أوجه البر، وعندها تحقق شكل التعاون المرغوب والمطلوب واتفق المتحالفون على تحقيق الهدف.

إقرأ أيضا:كفالة عبد المطلب للنبي
السابق
ولادة الرسول
التالي
اول من دعا إلى حلف الفضول