ما حكم دفن الأظافر؟

إنّ تقليم الأظافر من السنن الواردة عن النبيّ عليه الصلاة والسلام، ويستحبّ البدء بتقليم أظافر اليدين ثمّ القدمين، وأن يبدأ الشخص باليد والقدم اليمنى قبل اليسرى، وهو من سنن الفطرة السليمة؛ لما روي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: “الفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ-: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ”.

حكم دفن الأظافر

استحبّ بعض الفقهاء أن يقوم الشخص بعد الانتهاء من تقليم أظافره بدفنها، وذلك من باب الحيطة والحذر؛ لئلا يستخدمها السحرة في عمل السحر، قال النوويّ في كتابه المجموع عن ذلك: “يستحب دفن ما أخذ من هذه الشعور والأظفار ومواراته في الأرض، نقل ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما، واتفق عليه أصحابنا”، وقد صرح جمع من أهل العلم باستحباب دفن الشعر والأظافر، فقد سئل الإمام أحمد رحمه الله: “يأخذ الرجل من شعره وأظافره أيلقيه أم يدفنه؟ قال: يدفنه، قيل: بلغك في ذلك شيء؟ قال: كان ابن عمر يدفنه”، ومن الآداب المستحبّة، لأجل تكريم الإنسان؛ لما له من حرمةٍ عظيمةٍ في الإسلام، أن يُدفن كلّ جزءٍ انفصل عنه وهو حيٌّ سواءً من شعره أو أظفاره أو حتى من جسده؛ كقطع يدٍ أو إصبعٍ؛ فمن الآداب أن يُدفن في التراب، كما بينوا أنّه من المستحبّ أيضًا غسل رؤوس الأصابع بعد تقليم الأظافر.

أحكامٌ متعلِّقةٌ بالأظافر

حكم برد الأظافر

ويقصد ببرد الأظافر؛ تقليمها بعد القصّ؛ حتى لا تكون طويلةً، ممّا يتسبّب في اجتماع الأوساخ تحتها، وبرد الأظافر على هذا النحو جائزٌ باتفاقٍ، أمّا بردها بتحديدها على شكلٍ معيَّنٍ مع إبقائها طويلة للزينة؛ فهذا مخالف للسنة الواردة عن النبيّ عليه الصلاة والسلام، لأنّها على هذا النحو تكون حادَّةً؛ وقد تسبّب في جروحٍ لصاحبها أو غيره.

حكم تقليم الأظافر حال الجنابة والحيض

لا حرج شرعًا في قصّ الأظافر إذا كان الإنسان على جنابةٍ؛ وذلك لعدم وجود دليلٍ على المنع سواءً من القرآن الكريم أو السنّة النبويّة، فيبقى الأمر على أصل الإباحة،كما أباح الفقهاء تقليم الأظافر في فترة الحيض لعدم وجود أي رواية عن النبي تمنع ذلك أو حتى ضرر صحي.

اقرا ايضا : حكم تركيب الاظافر

تقليم الأظافر غير مختصٍّ بيوم الجمعة

جاء الأمر في الحديث بالقيام بسنن الفطرة، بما فيها قص الأظافر، وجاء الأمر مطلقًا؛ أي لم يقيّد أو يخصّ القيام بهذه السنن يوم الجمعة أو يأمر بأدائها فيه على سبيل الوجوب فهي جائزةٌ في أيّ يومٍ من أيام الأسبوع، إلّا أنّ يم الجمعة له مزيد فضلٍ؛ من باب التزيُّن لاجتماع المسلمين لصلاة الجمعة، كما أنّه لا يوجد مدَّةٌ معيَّنةٌ بين المرة والأخرى لتقليم الأظافر؛ فكل شخص يختلف عن غيره.

تقليم الأظافر ونقض الوضوء

لا ينتقض الوضوء عند تقليم الأظافر سواء كان تقليمها بمقصٍّ خاصٍّ للتقليم أو قام الشخص بإزالة بعض أظافره بفمه؛ فلا أثر لذلك على الوضوء ولا يبطله.

حكم تقليم الأظافر حال الإحرام

المشهور من أقوال أهل العلم، وهو ما عليه جمهور الفقهاء؛ أنّه لا يجوز للحاجّ أو المعتمر تقليم أظافره أثناء الإحرام؛ فيجب على من كان محرمًا أن يترك أظافر يديه ورجليه حتّى يقضي المناسك ويتحلّل من إحرامه.