أمر الله -سبحانه وتعالى- المرأة بالستر والتزام الحجاب الشرعيّ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الأحزاب: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)، وقد جاء الشرع على بيان صفات الحجاب الشرعيّ وشروطه، وفيما يلي بيانٌ لحكم الحجاب وبيانٌ للمواصفات والشروط التي حدّدها الشرع حتّى يكون الحجاب شرعيًّا.
ما حكم حجاب المرأة؟
إنّ مسألة الحجاب من المسائل ذات الحكم الواضح شرعًا؛ فإذا وصلت الفتاة سنّ البلوغ، وجب عليها ارتداء الحجاب، كما يجب عليها القيام بفرائض الإسلام وواجبات الدين الأخرى؛ فالحجاب من أوامر الشرع، ومن بلغت سنّ التكليف أصبح من الواجب فيس حقّها التزام المأمور واجتناب المنهيّ، وتُثاب على فعل الأوامر، وتُعاقب على فعل ما نهى الله -سبحانه وتعالى- عنه أو مخالفة أمره تعالى، والحجاب شعار المسلمات، وهو تجسيدٌ لحياء المرأة، وأمارة على عفافها وحشمتها.
اقرأ ايضا : الحجاب في الاسلام
شروط الحجاب الشرعي للحكم بصحّته
جاء الشرع على وضع شروطٍ ومواصفاتٍ لا بُدّ من توافرها حتّى يكون الحجاب صحيحًا وشرعيًّا، وآتيًا بيانٌ لهذه الشروط والمواصفات:
- استيعاب جميع البدن إلّا ما استثني؛ وهما الوجه والكفّان عند من لا يعدّهما من العلماء عورةً.
- ألّا يكون الحجاب زينة في نفسه؛ وذلك لقول الله سبحانه وتعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ).
- أن يكون صفيقًا لا يشفّ؛ فقد حذر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من النساء اللواتي وصفهنّ بالكاسيات العاريات في قوله: “صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا”.
- أن يكون فضفاضًا غير ضيِّقٍ؛ إذ إنّ الغرض من الحجاب ستر الجسد، حتى لا يكون سببًا للفتنة، وإذا كان اللباس ضيِّقًا يحدّد الجسم ويبرز مفاتنه، كان سببًا في الفتنة.
- ألّا يكون مبخّرًا مطيَّبًا بطيبٍ تفوح رائحته للرجال من غير المحارم؛ وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيّما امرأةٍ استعطرتْ فمرتْ على قومٍ ليجدوا من ريحِها فهي زانيةٌ”.
- ألّا يكون فيه تشبُّهٌ بلباس الرجال؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن رسولُ اللهِ الرجلَ يلبس لبسةَ المرأةِ، والمرأةَ تلبس لبسةَ الرجُلِ”.
- ألّا يكون فيه تشبُّهٌ بلباس الفاسقات، وهي قاعدة عظيمة في الإسلام؛ فلا يجوز الخروج عنها، والتشبّه بالفسقة في أيّ أمرٍ فيه معارضةٌ لأحكام الشريعة الإسلاميّة.
- ألّا يكون لباس شهرةٍ؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن لبسَ ثوبَ شُهرةٍ في الدُّنيا ألبَسَه اللَّهُ ثَوبَ مذلَّةٍ يومَ القِيامةِ ثمَّ ألهبَ فيهِ نارًا”.