هو الصحابي الجليل النعمان بن بشير بن سعدٍ الأنصاري، ولد في السنة الثانية بعد الهجرة، وهو أول مولود في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة النبوية بأربعة عشر شهراً، وكان ذلك في جمادى الأول سنة ثنتين من الهجرة، فأتت به أمُّه تحمله إلى النبيِّ فحنّكه وبشّرها أنه يعيش حميداً ويُقتل شهيداً ويدخل الجنة، وليَ الكوفة في عهد معاوية بن أبي سفيان، ثم وليَ حمص وقُتِل بها، وذلك سنة أربع وستين أو خمس وستين للهجرة.
عدد أحاديث النعمان بن بشير -رضي الله عنه-
كان الصحابي الجليل النعمان بن بشير من رواة الحديث، حيث بلغ عدد مروياته-رضي الله عنه- حوالي مائة وأربعة عشر حديثًا، وقد اتفق الإمام البخاري والإمام مسلم -رحمهما الله تعالى- على خمسة أحاديث، انفرد الإمام البخاري بحديث واحد، وانفرد الإمام مسلم بأربعة أحاديث، وكان -رضي الله عنه- قد روى عن النّبي -صلى الله عليه وسلم-، وعن عمر بن الخطاب، وعن عائشة -رضي الله عنهم-، وقد روى عنه ابنه محمد، ومولاه حبيب بن سالم، والشعبي، وغيرهم.
أحاديث رواها النعمان بن بشير -رضي الله عنه-
- أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه-، عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: وأَهْوَى النُّعْمانُ بإصْبَعَيْهِ إلى أُذُنَيْهِ، إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ، وإنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشْتَبِهاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهاتِ وقَعَ في الحَرامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فِيهِ، ألا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألا وإنَّ حِمَى اللهِ مَحارِمُهُ، ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ).[٤]
- أخرج الإمام البخاري في صحيحه، عن النعمان بن بشير-رضي الله عنه-، عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (مَثَلُ القائِمِ علَى حُدُودِ اللَّهِ والواقِعِ فيها، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا علَى سَفِينَةٍ، فأصابَ بَعْضُهُمْ أعْلاها وبَعْضُهُمْ أسْفَلَها، فَكانَ الَّذِينَ في أسْفَلِها إذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا علَى مَن فَوْقَهُمْ، فقالوا: لو أنَّا خَرَقْنا في نَصِيبِنا خَرْقًا ولَمْ نُؤْذِ مَن فَوْقَنا، فإنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أرادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وإنْ أخَذُوا علَى أيْدِيهِمْ نَجَوْا، ونَجَوْا جَمِيعًا).
- أخرج الإمام البخاري في صحيحه، عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى).