حديث عن العمرة
تناولت السنّة النبوية الحديث عن العمرة في أحاديث كثيرة؛ وضّحت فيها فضل العمرة وشدّ الرحال إلى رحابها المباركة، والأجور المترتبة على هذا النّسك، كما فصّلت في أحكامها ومحظوراتها، ونحو ذلك من الأمور؛ ونذكر فيما يأتي بعض الأحاديث التي تتعلق بمسائل العمرة:
أجر العمرة
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا…).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ، كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ…).
- ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-؛ أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها في أجر عمرتها: (… ولَكِنَّهَا علَى قَدْرِ نَفَقَتِكِ أوْ نَصَبِكِ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (… عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً، أوْ حَجَّةً مَعِي)
استجابة الدعاء بالعمرة
قال -صلى الله عليه وسلم-: (الغازي في سبيلِ اللَّهِ، والحاجُّ والمعتمِرُ، وفْدُ اللَّهِ، دعاهُم، فأجابوهُ، وسألوهُ، فأعطاهُم)،[٥] والمقصود بوفد الله -تعالى-، أيّ القادمين إلى بيته الحرام، وضيوفه فيه؛ ناداهم -جلّ وعلا- فلبّوا واستجابوا؛ فكافأهم -سبحانه- بأنْ أجاب دعاءهم.
المواقيت المكانية للعمرة
ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (وَقَّتَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لأهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّامِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِ أهْلِهِنَّ لِمَن كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فمَن كانَ دُونَهُنَّ، فَمُهَلُّهُ مِن أهْلِهِ، وكَذاكَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْها).
إقرأ أيضا:حديث عن ماء زمزممحظورات الإحرام بالعمرة
- ما ثبت في الصحيح أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل أحرم بالعمرة، ثمّ وضع الطيب على ثيابه: (… اغْسِلِ الطِّيبَ الذي بكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وانْزِعْ عَنْكَ الجُبَّةَ، واصْنَعْ في عُمْرَتِكَ كما تَصْنَعُ في حَجَّتِكَ).
- ما ثبت في الصحيح أنّ رجلاً سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عمّا يلبسه المُحرم؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَلْبَسُوا القُمُصَ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا البَرَانِسَ، ولَا الخِفَافَ، إلَّا أحَدٌ لا يَجِدُ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْهُما أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، ولَا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شيئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ ولَا الوَرْسُ).
النيابة في العمرة
صحّ عن رجل من بني عامر، أنّه جاء يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لاَ يستطيعُ الحجَّ ولاَ العمرةَ ولاَ الظَّعن -الركوب على الراحلة-، قالَ: احجج عن أبيكَ واعتمر)؛[١٠] وهذا الحديث يدّل على يسر التشريعات الإسلامية، ومراعاتها لأحوال الناس، ورفع المشقة عنهم.
أجر بعض الأعمال في العمرة
- صحّ عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّه قال: (… إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقولُ: مَسحُهُما – يعني الرُّكنَ اليماني والأسوَدَ- يحطُّ الخطايا، وسَمِعْتُهُ يقولُ: من طافَ بالبيتِ لم يرفَع قدمًا، ولم يضَع إلَّا كتبَ اللَّهُ لَهُ حسنةً، وحطُّ عنهُ خطيئةً، وَكَتبَ لَهُ درجةً، وسَمِعْتُهُ يقولُ: مَن أحصى أسبوعًا -أيّ طافَ بِهذا البيتِ أُسْبُوعًا- كانَ كعِتقِ رقبةٍ، وفي رواية: ورفعت لَهُ بِها درَجةٌ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (صلاةٌ في مَسْجِدِي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ إلا المسجِدَ الحرامَ، وصلاة في المسْجِدِ الحرامِ أفضلُ من مِائةِ ألفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ).
صفة عمرة النبي عليه الصلاة والسلام
بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته كيفيّة أداء المناسك؛ وحثّهم على اتباعه في ذلك؛ حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ…)؛ وفيما يأتي أبرز ما ثبت في وصف أداء النبي الكريم لمناسك العمرة:
إقرأ أيضا:أحاديث الرسول عن اختيار الزوجة- ثبت في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (إنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ إذَا طَافَ في الحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، أَوَّلَ ما يَقْدَمُ، فإنَّه يَسْعَى ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ بالبَيْتِ، ثُمَّ يَمْشِي أَرْبَعَةً، ثُمَّ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَطُوفُ بيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ).
- ثبت في الصحيح عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنّه قال في صفة عمرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، التي كانت في حجة الوداع: (… حتَّى إذَا أَتَيْنَا البَيْتَ معهُ، اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَرَمَلَ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ نَفَذَ إلى مَقَامِ إبْرَاهِيمَ عليه السَّلَام، فَقَرَأَ: “وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى”، فَجَعَلَ المَقَامَ بيْنَهُ وبيْنَ البَيْتِ، فَكانَ أَبِي يقولُ -وَلَا أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ إلَّا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: كانَ يَقْرَأُ في الرَّكْعَتَيْنِ “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ” وَ”قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ”…).
- يقول جابر -رضي الله عنه-: (… ثُمَّ رَجَعَ إلى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إلى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ”، أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به، فَبَدَأَ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عليه، حتَّى رَأَى البَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ…).
- ويتمّ جابر -رضي الله عنه- فيقول: (… ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ، قالَ مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ، حتَّى إذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حتَّى إذَا صَعِدَتَا مَشَى، حتَّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ علَى المَرْوَةِ كما فَعَلَ علَى الصَّفَا…).