أحاديث عن حفظ حياة الإنسان
صان الإسلام حقّ الإنسان في الحياة، وحذّر من الاعتداء على النفس أو قتلها بغير حق، بل وجعل إحياء النفس وحمايتها كإحياء جميع البشرية، وقتلها كإفناء جميع النّاس، فقال الله -تعالى-: ﴿مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً).
ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي يُبيّن فيها النبيّ الكريم أهمّية حفظ حياة الإنسان ما يأتي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجّة الوداع: (إنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، إلى يَومِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ).[٢]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَزَوالُ الدُّنيا أهْوَنُ علَى اللَّهِ مِن قتلِ رجلٍ مسلمٍ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَتَلَ نَفْسَهُ بحَدِيدَةٍ عُذِّبَ به في نَارِ جَهَنَّمَ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن حَمَلَ عليْنا السِّلاحَ فليسَ مِنَّا).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَتَلَ مُعاهَدًا لَمْ يَرِحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ، وإنَّ رِيحَها تُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ أرْبَعِينَ عامًا).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن تَرَدَّى مِن جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهو في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فيه خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَجَأُ بِهَا في بَطْنِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا).
أحاديث عن الحياة الدنيا
الإسلام دين الوسطية والاعتدال، ويأمر الإنسان أن لا ينسى نصيبه في الدنيا ممّا أباحه الله -تعالى- له فيها من المأكل والمشرب والمأوى وغيرها من النّعم، وأن لا يُضيّق على نفسه في الدنيا، ولأن يستعمل ما وهبه الله إياه من النِّعم في طاعته، وفي ذات الوقت لا يركن إلى الدنيا وزينتها، ويعلّق قلبه بها على حساب الآخرة.
إقرأ أيضا:حديث الرسول عن الخيلوقد قال الله -سبحانه-: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)، ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي يحذّر فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- من الرّكون إلى الدنيا وزينتها ما يأتي:
- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ بالسُّوقِ، دَاخِلًا مِن بَعْضِ العَالِيَةِ، وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ، فَمَرَّ بجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ فأخَذَ بأُذُنِهِ، ثُمَّ قالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أنَّ هذا له بدِرْهَمٍ؟ فَقالوا: ما نُحِبُّ أنَّهُ لَنَا بشَيءٍ، وَما نَصْنَعُ بهِ؟! قالَ: أَتُحِبُّونَ أنَّهُ لَكُمْ؟ قالوا: وَاللَّهِ لو كانَ حَيًّا كانَ عَيْبًا فِيهِ؛ لأنَّهُ أَسَكُّ، فَكيفَ وَهو مَيِّتٌ؟! فَقالَ: فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ علَى اللهِ مِن هذا علَيْكُم)، والأسَك هو مقطوع الأذن.
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لو كانتِ الدُّنيا تعدلُ عندَ اللهِ جناحَ بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربةَ ماءٍ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (الدُّنْيا سِجْنُ المُؤْمِنِ، وجَنَّةُ الكافِرِ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (… أبْشِرُوا وأَمِّلُوا ما يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ ما الفَقْرَ أخْشَى علَيْكُم، ولَكِنِّي أخْشَى أنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كما بُسِطَتْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا، وتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وإنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كيفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ؛ فإنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ في النِّسَاءِ. وفي روايةٍ: لِيَنْظُرَ كيفَ تَعْمَلُونَ).
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (نام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حَصِيرٍ، فقام وقد أَثَّرَ في جَنْبِهِ، فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ، لو اتَّخَذْنا لك وِطَاءً؟ فقال: ما لِي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكِبٍ استَظَلَّ تحتَ شجرةٍ، ثم راح وتَرَكَها).
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (أخَذَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمَنْكِبِي، فَقَالَ: كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ)، وكانَ ابنُ عُمَرَ يقولُ: “إذَا أمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وإذَا أصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، ومِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ”.
أحاديث عن الحياة الآخرة
إنّ الحياة الحقيقة والخالدة هي الدار الآخرة، وهنيئاً لمن كانت عاقبته الفلاح والفوز فيها، وقد كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يُكثر تذكير أصحابه بها، ومن الأحاديث النبوية عن الحياة الآخرة ما يأتي:
إقرأ أيضا:حديث الرسول عن الخمر- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو ويقول: (اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (من خافَ أدلَجَ، ومن أدلَجَ بلغَ المنزلَ، ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ غاليةٌ، ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ الجنَّةُ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (يُؤْتَى بأَنْعَمِ أهْلِ الدُّنْيا مِن أهْلِ النَّارِ يَومَ القِيامَةِ، فيُصْبَغُ في النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقالُ: يا ابْنَ آدَمَ، هلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ، ويُؤْتَى بأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا في الدُّنْيا مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجَنَّةِ، فيُقالُ له: يا ابْنَ آدَمَ، هلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ، ما مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطُّ، ولا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ).