حديث صيام يوم عرفة
يوم عرفة يومٌ عظيمٌ عند الله -عزّ وجل-، وصيامه من أفضل صيام التطوّع، وقد قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)، وهذا يدلّ على عِظم فضل صيامه، فهو سببٌ لتكفير ذنوب السنة الماضية والسنة المقبلة على المسلم، ويُقصد بالذّنوب هنا ما دون الكبائر؛ أي الصغائر والله أعلم.
وفسّر العلماء تكفير الله -تعالى- لذنب المسلم في السنتين فقالوا: معنى ذلك أنّ الله -تعالى- يحفظ عبده من إتيان الذنوب في تلك السّنة، ويُسارع إلى التوبة منها إن أتاها، ويُثيبه في السنة الحاضرة ثواباً يُكفّر عنه ذنوب السنة الماضية، والمراد صغائر الذنوب، أما الكبائر فتحتاج إلى توبةٍ خاصة منها، ويجدر بالذّكر أنّ صيام هذا اليوم مستحبٌّ لغير الحاج، حتى يقوى الحاج على القيام بعبادته في هذا اليوم من الدعاء والذكر والتلبية وغيرها من الأعمال.
حديث العتق من النار يوم عرفة
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟)،فلمّا كان هذا اليوم من أعظم الأيام عند الله، وكان الحجّ فيه يهدم ما قبله من ذنوب العباد؛ كان فضل الله فيه عظيماً، فهو من أكثر الأيام التي يُعتق الله فيها رِقاب العِباد من النار، فتدنو في هذا اليوم المبارك رحمات الله وفضائله على العباد، ويُفاخر بهم أمام أهل السماء.
إقرأ أيضا:حديث عن الوقتحديث إن الله يباهي بأهل عرفات
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ يباهي بأَهْلِ عرفاتٍ أَهْلَ السَّماءِ، فيقولُ لَهُم: انظُروا إلى عبادي جاءوني شُعثًا غبرًا)، ويُخبر النبيّ الكريم في هذا الحديث أن الله -عز وجل- يُباهي بالحُجّاج الواقفين بعرفة أمام ملائكة السماء؛ أي يُفاخر بهم، ويُثني عليهم، ويُري الملائكة فضلهم وحسن أعمالهم.
ثم يأمر الله -عز وجل- للملائكة أن ينظروا إلى عباده، وكيف يتحمّلون التعب والمشقّة ابتغاء مرضاته -سبحانه-، ومقدار طاعتهم وعبادتهم لله، ثم يقول للملائكة عنهم: “جاؤُوني شُعْثًا غُبْرًا”؛ أي أتوا إلي مُحرِمين، والشعث هو شعر الرأس المتفرّق، والغبر يدلّ على مَن التصقت الغبار والأتربة ببدنه وأعضائه، وهذا يُظهر شدّة فقر العباد إلى الله -عز وجل- وحاجتهم إليه.
حديث الحج عرفة
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الحجُّ عرفةَ، فمَن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جمعٍ فقد تمَّ حجُّهُ)، وهذا يدلّ على أنّ أعظم أركان الحج هو الوقوف بعرفة للحاجّ في يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجّة، وهُنا يُخبر النبيّ الكريم بأنّ ملاك الحج هو الوقوف في عرفة؛ ذلك أنّ الحجّ يفوت بفواته، ومن أدرك الوقوف به من الحجاج قبل طلوع فجر يوم النّحر فقد أدرك الحج.
إقرأ أيضا:حديث عن الحج