الأكل لغة
معروف، وقد تقدم اشتقاقه في صفة «أكل الطيبات»
الحرام لغة
الحرام: اسم لما حرم، وهو مأخوذ من مادة (ح ر م) التي تدل على المنع والتشديد، ومن ذلك:
الحرام ضد الحلال، والحريم (في الأصل) ما حول البئر، يحرم على غير صاحبها أن يحفر فيه، والحرمان:
مكة والمدينة، سميا بذلك لحرمتهما، وأنه حرم فيهما أن يحدث أو يؤوى محدث، والحريم: الذي حرم مسه فلا يدنى منه، والحريم أيضا: الثوب إذا حرم لبسه، وكانت العرب إذا حجوا ألقوا ما عليهم من ثيابهم فلم يلبسوها في الحرم، ويسمى الثوب إذا حرم لبسه الحريم. وقال الراغب: الحرام: الممنوع منه، إما بتسخير إلهي، كما في قوله تعالى: وحرمنا عليه المراضع (القصص/ 12) ، وإما بمنع قهري كما في قوله تعالى: إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة (المائدة/ 72) وإما بمنع من جهة الشرع، كما في قوله
تعالى: قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه (الأنعام/ 145) «1» ، وقوله- عز وجل- في الحديث القدسي: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي» فمعناه: تقدست عنه وتعاليت، فهو في حقه كالشيء المحرم على الناس، والحرمة: ما لا يحل انتهاكه «2» ، وكذلك المحرمة والمحرمة (بفتح الراء وضمها) ، وحرمة الرجل: حرمه وأهله، والحرم ضد الحل، كما أن الحرام ضد الحلال، والحرم قد يكون بمعنى الحرام، ونظيره: زمن وزمان، والمحرم: الحرام، يقال: هو ذو محرم منها إذا لم يحل له نكاحها، ومحارم الليل: مخاوفه التي يحرم على الجبان أن يسلكها، والتحريم ضد التحليل، يقال: حرم الشيء (بالضم) يحرم حرمة وحرما، وحرمه الشيء يحرمه حرما وحرمة وحريمة وحرمانا وأحرمه أيضا: إذا منعه إياه، وأحرم الرجل: إذا دخل في حرمة لا تهتك، وأحرم: دخل في الشهر الحرام، وأحرم بالحج والعمرة (دخل فيهما) .
إقرأ أيضا:الاهمالوقال ابن منظور: الحرم (بالكسر) ، والحرام:
نقيض الحلال، ويقال: حرم عليه الشيء حرما وحراما،وحرم الشيء حرمة، والمحرم: الحرام، والمحارم ما حرم الله، وحرم مكة معروف، وهو حرم الله وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم ويقال: بلد حرام، ومسجد حرام، وشهر حرام، والأشهر الحرم أربعة: ثلاثة سرد أي متتابعة وواحد فرد، فالسرد: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم والفرد:
رجب، وفي التنزيل العزيز منها أربعة حرم.
وجمع المحرم محارم ومحاريم ومحرمات والإحرام: مصدر أحرم الرجل يحرم إحراما إذا أهل بالحج أو العمرة وباشر أسبابهما «1»
الحرام اصطلاحا
قال الكفوي: الحرام: ما استحق الذم على فعله، وقيل: ما يثاب على تركه بنية التقرب إلى الله تعالى. وقيل: الحرام عام فيما كان ممنوعا عنه بالقهر والحكم وقيل: هو: ما ثبت المنع عنه بلا أمر معارض له «2» .
وقال المناوي: الحرام: الممنوع منه إما بتسخير إلهي أو بشري وإما بمنع من جهة العقل أو الشرع أو من جهة من يرتسم أمره «3» .
أكل الحرام اصطلاحا
هو تناول ما يثاب على تركه تقربا لله تعالى من الأطعمة ونحوها مما ثبت المنع عنه «4» .
تناول الحرام
حكم تناول الحرام العقاب بالفعل، والثواب بالترك إذا كان هذا الترك لله تعالى، لا بمجرد الترك وإلا لزم أن يكون لكل أحد في كل لحظة مثوبات كثيرة بحسب كل حرام لم يصدر عنه «5» ، وذكر الماوردي أن المحرمات التي يمنع الشرع منها، واستقر التكليف عقلا «6» أو شرعا بالنهي عنها تنقسم- بحسب الحكم- إلى قسمين:
إقرأ أيضا:الجبنالأول: ما تكون النفوس داعية إليها، والشهوات باعثة عليها كالسفاح وشرب الخمر، فقد زجر الله عنها لقوة الباعث عليها وشدة الميل إليها بنوعين من الزجر: أحدهما عاجل يرتدع به المجترىء على حدود الله، والآخر: وعيد آجل يزدجر به التقي.
الثاني: ما تكون النفوس نافرة منها، والشهوات مصروفة عنها كأكل الخبائث والمستقذرات، وشرب السموم المتلفات وهذه اقتصر المولى سبحانه في الزجرعنها بالوعيد وحده دون الحد «1» .
لفظ «الحرام» في القرآن الكريم
قال الفيروز آبادي. ورد الحرام في القرآن على عشرة أوجه:
الأول: حرام المناكحة حرمت عليكم أمهاتكم (النساء/ 23) الآية.
الثاني: حرام الفسق والمعصية إنما حرم ربي الفواحش (الأعراف/ 33) أتل ما حرم ربكم عليكم (الأنعام/ 151) .
الثالث: حرام العجائب والمعجزة وحرمنا عليه المراضع من قبل (القصص/ 12) .
الرابع: حرام العذاب والعقوبة إن الله حرمهما على الكافرين (الأعراف/ 50) فقد حرم الله عليه الجنة (المائدة/ 72) .
الخامس: حرام فسخ الشريعة حرمت عليكم الميتة إلى قوله ذلكم فسق (المائدة/ 3) .
السادس: حرام الحرمان والهلكة وحرام على قرية أهلكناها (الأنبياء/ 95) .
السابع: حرام الشهوة والهوى وأنعام حرمت ظهورها ومحرم على أزواجنا (الأنعام/ 138- 139) .
إقرأ أيضا:نقض العهدالثامن: حرام النذر والمصلحة يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك (التحريم/ 1) إلا ما حرم إسرائيل على نفسه (آل عمران/ 93) .
التاسع: حرام الحظر والإباحة وحرم عليكم صيد البر (المائدة/ 96) .
العاشر: حرام التوقير والحرمة* رب هذه البلدة الذي حرمها (النمل/ 91) «2» .
[للاستزادة: انظر صفات: انتهاك الحرمات- التطفيف- الربا- السرقة- الغش- الغلول- الخداع- التناجش. وفي ضد ذلك: انظر صفات: أكل الطيبات- العصيان- الأمانة- التقوى- العمل- العفة- النزاهة] .
الآيات الواردة في «أكل الحرام»
المحرم من الأموال
1- ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون (188) «1»
2- وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا (2) «2»
3- وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا (6) «3»
4- إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا (10) «4»
5- يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما (29) «5»
6- يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم (41) سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاؤك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين (42) «6»
7- قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل (60) وإذا جاؤكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون (61) وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون (62) لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون (63) «1»
المحرم من الأطعمة
8- إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم (173) إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (174) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار (175) «2»
9- فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا (160) وأخذهم الربوا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما (161) «3»
10- حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم (3) «4»
11- ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون (121) «5»
12- قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله بهفمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم (145) «1»
13- الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون (157) «2»
14- إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم (115) ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون (116) متاع قليل ولهم عذاب أليم (117) وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (118) «3»
الأحاديث الواردة في النهي عن (أكل الحرام)
1-* (عن المقدام بن معد يكرب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السبع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه «1» فإن لم يقروه فله أن يعقبهم «2» بمثل قراه) * «3» .
2-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو بمكة عام الفتح: «إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة «4» والخنزير والأصنام، فقيل: يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنه يطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح «5» بها الناس، فقال: لا، هو، حرام. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: قاتل الله اليهود، إن الله لما حرم شحومها جملوه «6» ثم باعوه فأكلوا ثمنه» ) * «7» .
3-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن الحلال أم من حرام) * «8» .
4-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا أيها الناس! إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين.
فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم (المؤمنون/ 51) وقال: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم (البقرة/ 172) ثم ذكر الرجل يطيل السفر. أشعث أغبر. يمد يديه إلى السماء. يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟» ) * «9» .
لأحاديث الواردة في النهي عن (أكل الحرام) معنى
5-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا السبع الموبقات» «10» . قالوا:
يا رسول الله وما هن؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا،وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات «1» المؤمنات الغافلات» ) * «2» .
6-* (عن أبي حميد الساعدي- رضي الله عنه- قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له «ابن اللتبية» (قال عمر وابن أبي عمر: على الصدقة) فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا لي أهدي لي، قال:
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وقال: «ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم وهذا أهدي لي أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا؟ والذي نفس محمد بيده! لا ينال أحد منكم فيها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء «3» أو بقرة لها خوار «4» أو شاة تيعر «5» ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه «6» ثم قال: «اللهم هل بلغت» مرتين) * «7» .
7-* (عن أبي مسعود الأنصاري- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي «8» ، وحلوان الكاهن «9» ) * «10» .
8-* (عن خولة الأنصارية- رضي الله عنها- قالت: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة» ) * «11» .
9-* (عن أم سلمة- رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار» ) * «12» .
10-* (عن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه-، قال: إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق، ولا نزني ولا نقتل النفس التي حرم الله، ولا ننهب، ولا نعصي، بالجنة إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله» ) * «13» .
11-* (عن كعب بن عجرة- رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم «أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون (من) بعدي، فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض، ومن غشيأبوابهم أولم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد علي الحوض.
يا كعب بن عجرة! الصلاة برهان، والصوم جنة «1» حصينة. والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار، يا كعب بن عجرة! إنه لا يربو لحم نبت من سحت «2» إلا كانت النار أولى به» ) * «3» .
12-* (عن وائل بن حجر- رضي الله عنه- أنه قال: جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن هذا قد غلبني على أرض كانت لأبي. فقال الكندي: هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحضرمي «ألك بينة؟» قال: لا. قال:
«فلك يمينه» . قال: يا رسول الله إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه، وليس يتورع من شيء.
فقال «ليس لك منه إلا ذلك» فانطلق ليحلف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أدبر: «أما لئن حلف على ماله ليأكله ظلما، ليلقين الله وهو عنه معرض» ) * «4» .
13-* (عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطب الناس فقال:
«لا والله! ما أخشى عليكم، أيها الناس إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا» فقال رجل: يا رسول الله! أيأتي الخير بالشر؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ساعة.
ثم قال «كيف قلت؟» قال: قلت: يا رسول الله! أيأتي الخير بالشر؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الخير لا يأتي إلا بخير، أو خير هو؟ إن كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا «5» أو يلم. إلا آكلة الخضر.
أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس.
ثلطت «6» أو بالت. ثم اجترت، فعادت فأكلت. فمن يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه. ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع» ) * «7» .
14-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول» ) * «8» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في النهي عن (أكل الحرام)
1-* (عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله تعالى ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام (البقرة/ 188) قال: هذا في الرجل يكون عليه مال وليس عليه فيه بينة فيجحد المال ويخاصمهم إلى الحكام، وهو يعرف أن الحق عليه، وقد علم أنه آثم، آكل حرام) * «1» .
2-* (عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: لا يقبل الله صلاة امرىء في جوفه حرام) * «2» .
3-* (قال ابن رجب- رحمه الله-: «أكل الحرام وشربه ولبسه والتغذي به سبب موجب لعدم إجابة الدعاء» «3» .
4-* (قال قتادة عند قوله تعالى ولا تأكلوا أموالكم.. اعلم يا بن آدم أن قضاء القاضي لا يحل لك حراما، ولا يحق لك باطلا، وإنما يقضي القاضي بنحو ما يرى وتشهد به الشهود، والقاضي بشر يخطىء ويصيب، واعلموا أن من قضي له بباطل أن خصومته لم تنقض حتى يجمع الله بينهما يوم القيامة فيقضي على المبطل للمحق بأجود مما قضى به للمبطل على المحق في الدنيا» ) * «4» .
5-* (قال ابن كثير عند قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم (البقرة/ 172) يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين بالأكل من طيبات ما رزقهم تعالى، وأن يشكروه تعالى على ذلك إن كانوا عبيده، والأكل من الحلال سبب لتقبل الدعاء والعبادة، كما أن الأكل من الحرام يمنع قبول الدعاء والعبادة» ) * «5» .
6-* (وقال عند قوله تعالى: يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا. (البقرة/ 168) يبين أنه الرازق لجميع خلقه، فذكر في مقام الامتنان أنه أباح لهم أن يأكلوا مما في الأرض في حال كونه حلالا من الله طيبا أي مستطابا في نفسه غير ضار للأبدان ولا للعقول، ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان، وهي طرائقه ومسالكه فيما أضل أتباعه فيه من تحريم البحائر والسوائب والوصائل ونحوها» ) * «6» .
7- سئل أحمد عن معنى المتقين في قوله تعالى إنما يتقبل الله من المتقين (المائدة/ 27) فقال:
يتقي الأشياء فلا يقع فيما لا يحل» ) * «7» .
8-* (قال أبو عبد الله الناجي الزاهد- رحمه الله-: خمس خصال بها تمام العمل: الإيمان بمعرفة الله- عز وجل- ومعرفة الحق، وإخلاصالعمل لله، والعمل على السنة، وأكل الحلال، فإن فقدت واحدة لم يرتفع العمل، وذلك إذا عرفت الله- عز وجل- ولم تعرف الحق لم تنتفع، وإذا عرفت الحق ولم تعرف الله لم تنتفع. وإن عرفت الله وعرفت الحق ولم تخلص العمل لم تنتفع، وإن عرفت الله وعرفت الحق وأخلصت العمل ولم يكن على السنة لم تنتفع، وإن تمت الأربع ولم يكن الأكل من حلال لم تنتفع) * «1» .
9-* (قال وهب بن الورد: «لو قمت مقام هذه السارية لم ينفعك شيء تنظر ما يدخل في بطنك حلال أو حرام» ) * «2» .
10-* (قال ابن رجب عند قوله تعالى يا أيها الرسل كلوا من الطيبات.. (الأنبياء/ 51) المراد بهذا أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي الحلال وبالعمل الصالح، فمتى كان الأكل حلالا فالعمل الصالح مقبول، فإذا كان الأكل غير حلال فكيف يكون العمل مقبولا؟» ) * «3» .
من مضار (أكل الحرام)
1- حرمان إجابة الدعاء.
2- دليل على خسة النفس ودناءتها.
3- طريق مؤد إلى النار وغضب الجبار.
4- يورث البعد عن الله، والمقت من الناس.
5- أكل الحرام يحبط ثواب العمل الصالح والكلم الطيب.
6- دليل على ضعف الدين وعدم اليقين.
7- ضياع الحقوق بين الناس.
8- أكل الحرام ضار بالأبدان والعقول.