الجن والشيطان
يتحدّث النّاس كثيراً عن عالم الجنّ والشّياطين كعالمٍ يكتنف الغموض كثيراً من جوانبه ويحيك عددٌ من النّاس الأساطير التي تتضمّن قليلاً من الحقائق، وكثيراً من المبالغات التي لا تستند إلى دليل، حول هذا العالم وقد ذكر القرآن الكريم الجنّ كمخلوقات أمرها بالإيمان بالرّسالة، كما تحدّثت الآيات الكريمة عن الشّياطين كذلك محذّرةً من كيدها ووساوسها للنّفس الإنسانيّة، فما هو الفرق بين الجنّ والشّيطان.
معنى لفظ الجنّ
تشتق كلمة الجنّ من جنّ بمعنى خفي عن الأعين وغاب، ومن هذا جاءت صفة الجنون من غياب العقل عن صاحبه واختفائه، وفي القرآن الكريم قوله تعالى عن سيّدنا إبراهيم عليه: (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ)[الأنعام:77] وجنّ هنا تعني غشي الليل ضوء النّهار وستره، أمّا في الاصطلاح فالجنّ هم جنس المخلوقات التي خلقها الله تعالى من مادّة النّار، وهي تختلف بذلك عن البشر والملائكة، كما أنّ لها خصائصها وصفاتها التي تميّزت بها عن غيرها.
معنى لفظ الشّيطان
أمّا معنى كلمة الشّيطان فأصلها من شطن أي بعد من رحمة الله تعالى، والشّيطان هو جنيّ فسق عن طاعة الله تعالى، واتبع نهج إبليس الملعون في الوسوسة والإفساد والوقيعة بين النّاس.
إقرأ أيضا:سبب خلق الانسانالفرق بين الجنّ والشّيطان
أمّا الفرق بين الجنّ والشّيطان فيكمن فيما يلي:
- أنّ الجنّ اسم لجنس ما خلقت منه تلك المخلوقات حينما خلقها الله تعالى من نار، بينما الشّيطان هي صفة لهذا الجنس، فيصح أن يقال أنّ كلّ شيطانٍ هو جنيّ في أصل خلقته ومادته، بينما ليس كلّ جنيّ شيطان.
- أنّ الجنّ قد يكون منه المؤمن الذي يؤمن برسالات الله تعالى وأنبيائه ورسله، ومثال عليهم جنّ نصيبين الذين أتوا الرّسول عليه الصّلاة والسّلام مؤمنين بالدّعوة والرّسالة، وقد يكون من الجنّ من هو كافر، بينما الشّيطان لا يكون إلا كافراً آبقاً من طاعة الله تعالى ورحمته.
- أنّ الشّيطان له مهامه الشّريرة الخبيثة، ومن هذه المهام الوسوسة حينما يأتي إلى البشر ليرغّبهم في الباطل وإتيان المنكرات، كما أنّ من أجل مهامه أن يبعث سراياه ليوقعوا الخلافات بين البشر بوسوستهم ومكرهم وخصوصاً الأزواج، أمّا مؤمن الجنّ فلا مهام شريرة أو مؤذية للبشر له.
- أنّ الله سبحانه وتعالى قد أكرم الجنّ بأن جعل طعامهم وزادهم العظام التي يذكر اسم الله عليها حيث تعود أوفر ما تكون لحماً، أمّا شياطين الجنّ فليس لها ذلك