العمل الصالح
كثيرًا ما قُرن الإيمانُ في القرآن الكريم بالعمل الصّالح في معرض الحديث عن عباد الله المتّقين وما أعدّ الله لهم من الثّواب والأجر العظيم، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا) [الكهف:30]؛ فالإيمان هو الاعتقاد القلبي الجازم بالله تعالى، والعمل الصّالح هو الترجمة الفعليّة لإيمان العبد، فلا عِبرة لإيمانٍ دون عمل صالح تظهر آثاره في سلوك الإنسان وتعامله مع النّاس في الحياة.
فوائد المداومة على العمل الصّالح
- هي اقتداءٌ بالنّبي عليه الصّلاة والسّلام، فقد سئلت السّيدة عائشة رضي الله عنها عن عمل النّبي الكريم فوصفته بقولها (كان عمله ديمة)، أي كان حريصًا على المداومة على العبادة والعمل الصّالح .
- هي من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى، ومن حرص على ما يحبّه الله تعالى من العبادات والأعمال واصطبر عليها نال محبّة الله سبحانه وتعالى، وفي الحديث الشّريف الصّحيح قوله عليه الصّلاة والسّلام (أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) [صحيح البخاري] .
- سببٌ لنيل القرب من الله تعالى؛ فالعبد الصّالح الذي يبتغي القرب من ربّه تراه يحرص على الأعمال الصّالحة والعبادات والتّنفل فيها، وإنّ سعيه في ذلك يتطلّب منه المداومة على تلك العبادات والأعمال الصّالحة .
- سببٌ لنيل حسن الخاتمة؛ فالعبد المسلم الذي يداوم على العمل الصّالح في الدّنيا يختم الله له حياته ختامًا حسنًا ويثبّته بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا والآخرة.
- سَببٌ لغفران الذّنوب وتحصيل الأجور، فمن دوام على العمل الصّالح كفّرت عنه خطاياه وبقي قلبه خاليًا من نكت الذّنوب وآثارها، وبالمداومة على العمل الصّالح كذلك يستزيد العبد من الحسنات والأجور .
- تبعد عن الإنسان الغفلة وتجعله دائمًا متيقظًا مدركًا لمعنى الحياة وسبب الخلق وغايات الدّين، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق النّاس عبثًا، ولم يتركهم هملًا، وإنّما وضع لهم منهجًا واضحًا يضمن لهم إذا استقاموا عليه وساروا على نهجه السّعادة في الدّنيا والآخرة.
- سببٌ لتحصيل كثيرٍ من الخيرات والنّعم في الدّنيا؛ فصلة الأرحام على سبيل المثال هي سببٌ لزيادة الرّزق وإطالة الأعمار، والصّدقة وبذل المال هي دواءٌ للقلوب وشفاء للأبدان، ومحو للذّنوب والأدران، وإطفاءٌ لغضب الواحد الديان.
- تُحقّق للمسلم المداوم عليها القبول والمحبّة في نفوس العباد. قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا) [الكهف:107].
- سببٌ لدفاع الله سبحانه وتعالى عن صاحبها المداوم عليها، وهي سببٌ لحفظ الله تعالى له من كلّ سوء. قال تعالى (إنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ) [الحج:38] .