الصلاة
جعل الله -عزّ وجلّ- الصّلاة أعظم شرائع الدّين العظيم، فهي قرينة الشّهادتين، والركن الثاني من أركان الإسلام، وقد فرض الله -تعالى- على كلّ مسلم خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، فمن أدّاها كما أمره الله -سبحانه- ملتزماً بشروطها، ومُطبقّاً لأركانها كانت له نوراً وبرهاناً، ومن تهاون بها فقد ضيّع نفسه، وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، وهي عمود الدين فمَن أقامها أقام الدين، ومن تركها خسر دينه، وممّا يدلّ على أهميتها أنّ الله -تعالى- فرضها فوق سبع سموات، وذلك عندما عرج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السّماء، ولم تُفرض كباقي العبادات عن طريق الوحي، ومات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وكانت آخر وصاياه؛ الصّلاة الصّلاة، كما أنّها الحدّ الفاصل بين الكفر والإيمان كما قال الله تعالى: (فَإِن تابوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخوانُكُم فِي الدّينِ وَنُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمونَ)، كما أنّ الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا لا يرون شيئاً من الأعمال بتركه كفراً إلّا الصّلاة، ومن فضائل الصّلاة أنّها نور لصاحبها في الدنيا والآخرة، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلَمِ إلى المساجِدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القِيامَةِ)، ومن الجدير بالذّكر أنّ أداءها في وقتها من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى، والصلاة كفّارة للذّنوب والمعاصي، فكيف تستمرّ على الصلاة وتثبت عليها؟
إقرأ أيضا:تعريف الصلاة لغة واصطلاحاًالثبات على الصلاة
هناك أمور عديدة تساعد على الثبات على الصلاة، منها ما يأتي:
- المحافظة على الصلاة في وقتها جماعةً، إذ إنّ صلاة الجماعة واجبة على المسلم في أصحّ أقوال العلماء، وذلك استناداً لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من سمع النداءَ فلم يأْتِه، فلا صلاةَ له إلّا من عُذرٍ).
- الشعور بخطورة تأخير الصّلاة حتى يفوت وقتها، إذ إنّ ذلك كبيرة من الكبائر، كما قال الله تعالى: (فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا)، وقد جاء في تفسير الغيّ أنّه وادٍ في جهنّم، خبيث الطعم، وبعيد القعر.
- الإيمان بأنّ الصّلاة فرض وركن من أركان الإسلام، وعدم أدائها تفريط بحقّ من حقوق الله تعالى، وخروج من الملّة في أصحّ أقوال العلماء كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (العَهْدُ الَّذي بينَنا وبينَهُمُ الصَّلاةُ، فمن ترَكَها فقَد كفرَ).
- البعد عن الذنوب والمعاصي، والالتزام بالأحكام الشرعية في العلاقات عامةً، وخاصّة العلاقة مع النساء، فالذنوب والمعاصي هي السبب الأساسي لتسلّط الشيطان على المسلم، وثنيه عن طاعة الله تعالى، ومن صور ذلك: تكاسله عن الصلاة المفروضة.
- استشعار الأجر العظيم المترتّب على أدائها، وخاصةً في المسجد، فبذلك تُرفع الدرجات وتُغفر الذنوب، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن تَوضَّأ للصَّلاةِ، فأسبغَ الوضوءَ ثمَّ مشَى إلى الصَّلاةِ المكتوبةِ، فصلَّاها معَ النَّاسِ، أو معَ الجماعةِ أو في المسجدِ، غفرَ اللَّهُ لَه ذنوبَهُ).
- الرغبة في أن يكون الإنسان أحد الذين يُظلّهم الله يوم القيامة بفضل المحافظة على الصلاة في المسجد وتعلّق القلب فيها، حيث أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ هذا من السبعة الذين يُظلّهم الله بظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه.
- القراءة عن فضل الصلاة وحُكمها وعقاب من ضيّعها وفوّتها.
- الحرص على الصحبة الصالحة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، والبعد عن أصدقاء السوء الذين يستهينون بأداء الفرائض؛ لأنّ لهم أثراً كبيراً على الإنسان، فالمرء على دين خليله.
المحافظة على صلاة الفجر والثبات عليها
إنّ المحافظة على صلاة الفجر في وقتها أمر هام جداً في استقامة حياة الإنسان، وفي ما يأتي بعض الأمور التي تساعد على المحافظة عليها:
إقرأ أيضا:كيف ألتزم بصلاتي- معرفة فضل المحافظة على صلاة الفجر، ومن ذلك أنّ صلاة الفجر تُوجب حفظ الله -تعالى- ومعيّته، كما أنّها سبب لدخول الجنّة، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ)، والبردان هما: صلاة العصر والفجر.
- الأخذ بأسباب الاستيقاظ، كطلب المساعدة من أهل البيت للاستيقاظ عند الفجر، كما فعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ذات يوم عندما نام وهو مُتعب، فطلب من بلال بن رباح -رضي الله عنه- أن يُراقب الفجر ويوقظه والمسلمين عند طلوع الفجر.
- مُجاهدة الشيطان وحزبه، حيث إنّ الشيطان يبذل جهده لتثبيط المسلم عن صلاته، ويُحبّب إليه النوم عند وقتها، فيجب على المسلم معرفة عدوّه، والحذر منه، ومجاهدته، ويكون ذلك بذكر الله -تعالى- عند الاستيقاظ؛ لتُحلّ أول عقدة من عقد الشيطان، ثمّ الوضوء؛ لحلّ العقدة الثانية، وأخيراً الصلاة؛ لتُحلّ العقدة الثالثة، ويصبح الإنسان نشيطاً قد أخزى الشّيطان وأطاع الرحمن.
- الإيمان بالغيب وما أعدّ الله -تعالى- للمحافظين على الصلاة من جناتٍ ونعيمٍ مقيمٍ، فلا بُدّ للإنسان من دافع يُحرّكه ويدفعه للقيام بالأعمال، كما يُحرّك دافع حبّ المال والذهب الناس ويُسهّل عليهم الاستيقاظ للعمل، فكذلك يجب على المسلم جعل الإيمان بالغيب دافعاً للاستيقاظ لصلاة الفجر.
- استخدام بعض الوسائل للتنبيه وقت الصلاة، مثل: ساعات التنبيه، أو أجهزة الهاتف، أو توصية أحد الإخوه بالاتصال به عند الاستيقاظ، أو شرب كمية من الماء حتى يستيقظ لقضاء حاجته وقت الفجر.
- تنظيم الوقت والنوم في ساعة مبكّرة، فلا يسهر بعد العشاء إلّا إذا كان في طلب علم، أو مسامرة أهل، أو محادثة ضيف، مع علمه بإمكانية استيقاظه لصلاة الفجر أو وجود من يوقظه على الفجر، وكذلك يجدر التنبيه إلى عدم تفضيل النافلة على الفريضة، فإن كان السهر في قيام الليل قد يضيّع الاستيقاظ لصلاة لفجر فتركه والنوم مبكراً أولى.
- المحافظة على أذكار النّوم، ومنها: المعوّذات، وآية الكرسي