ليلة القَدر
تُعدّ ليلة القدر أفضل اللّيالي في كلّ شهور السّنَة على الإطلاق؛ فقد فضّلها الله سبحانه وتعالى على غيرها وجعل فيها من البَرَكة والخير الكثير الذي يستطيع المسلم اغتنامه، والاغتراف من بحره، والفوز بالحسنات. سُمّيت ليلة القدر بهذا الاسم لشَرَفها، وعِظَم قدرها ومنزلتها؛ ففيها يقدّر الله عزّ وجلّ ما يكون في السّنَة في حياة كلّ فردٍ؛ من رزقٍ، أو حياةٍ، أو موتٍ، أو جدبٍ، أو مَطرٍ، أو سعادةٍ، أو حجٍّ، أو غيره، والأجر فيها مُضاعَف بأضعافٍ كثيرةٍ؛ حيث قال الله تعالى: (ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر)[القدر:٣].
فضل ليلة القدر
تأتي ليلة القدر في العَشرالأواخِر من شَهر رمضان المُبارَك، ويمنح الله سبحانه وتعالى من يُحيِيها العطاءَ الجَزيل، وقد قضت حكمته تعالى أن لا تكون هذه اللّيلة محدّدةً ومعروفةً لدى النّاس؛ وذلك ليُكثِر العبادُ من حِرصِهم على موافقتها، وقيامِها، والاستزادة من الأجروالثّواب، قال صلّى الله عليه وسلّم: (أُريتُ ليلَةَ القدْرِ، ثُمَّ أيقظَنِي بعضُ أهلِي فنُسِّيتُها؛ فالْتَمِسوها في العَشرِ الغَوابِرِ) [صحيح مسلم]
حثّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم على تحرّي ليلة القدر والاستعداد لها واغتنام كلّ لحظةٍ فيها؛ ففيها تتنزّل الملائكة، وتكون سَلامًا حتّى طلوع الفجر. قال صلّى الله عليه وسلّم: (من قام ليلة القدرإيمانًا واحتسابًا،غُفِرله ما تقدّم من ذنبه) [صحيح البخاري]. العبادة فيها تعادل عبادة ألف شهرٍ، ويجدر بالمسلم أن يَعلم أنّ ليلها كنهارها؛ فلا يُضيّعهما ويغفل عنهما، وهي فرصةٌ ذهبيّةٌ يجدّد فيها المُسلم حُبّه وإيمانه و ولاءَه لله سبحانه وتعالى.
إقرأ أيضا:شروط الإمام في الإسلامأعمال ليلة القدر
- الصّلاة: هي صِلَةٌ بين العبد وربّه، وأقرب ما يكون العبد إلى ربّه وهو ساجدٌ؛ فيَغتَنم المسلم وقته في هذه اللّيلة بالصّلاة النّافِلة -قيام اللّيل-؛ مخلِصًا لله سبحانه وتَعالى، طالِبًا منه الرّحمة، والمَغفرة، والرّضوان. يوقِظ أهلَه وأحبّاءَه في آخر ليلها، ويحثّهم على قيامِها وإحيائها؛ رجاءَ العتق من النّيران.
- الدُّعاء: هو من أعظم العبادات وأيسرها؛ فالله سبحانه وتعالى يُحبّ سؤالَ عبدِه ولجوءَه إليه، وخير الدّعاء في ليلةِ القَدر طلبُ العفوِ بقول: (اللّهم إنّك عفوٌّ تُحبّ العفو؛ فاعفُ عنَي)؛ ففي العَفوِ تطهيرٌ للعَبد من ذنوبه ومعاصيه، وقد أوصى النّبي صلّى الله عليه وسلّم زوجه عائشة أمّ المُؤمنين رضي الله عنها في ليلة القدر.
- قراءة القرآن : أُنزِل القرآن في شهر رمضان، وقراءة الحرف منه بعشرِ حسناتٍ والله يُضاعف لمن يشاء؛ لهذا يحرص المسلم على تلاوته، وتدبرّه، وفَهم معانيه، والتقرّب إلى الله عزّ وجلّ به.
- الذّكر الكثير: هو قُوتُ القُلوب وزيتها، فالواجب ألّا يغفل عنه المسلم، ويحافظ عليه في كلّ أحواله؛ خاصّةً في هذه اللّيلة المباركة.