شروق الشمس من مغربها
ليس بخفي أنَّ الكون من معجزات الله العظام، والشمس جزء من هذا الإعجاز فهي تسير في مدارها الخاص وضمن نظام كامل الدقة لا تخرج منه، فهي بقدرة خالقها تطلع من الشرق يومياً فإذا ما اقترب قيام الساعة ودنت نهاية الحياة أمرها الله جل وعلا أن تخرج من الغرب وعندها يُدرك الناس أن يوم القيامة حق بيد أنه هنا لن ينفع الندم قال تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ)،[١][٢]فخروج الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى وعندها تبرز التغييرات في نظام الكون وتظهر أمور غير مألوفة،[٣]فعندما يأتي هذا التغيّر العظيم فستتغير الكثير من الأمور ومنها حركة الأرض حيث سيتباطأ دورانها حول نفسها تدريجياً حتى تتوقف ثم يبدأ دورانها ولكن بشكل عكسي فعندها تطلع الشمس من الغرب بحيث يكون دوران الأرض حول نفسها بشكل بطيء ثم تبدأ بالتسارع تدريجياً إلى أن تعود لسرعتها الطبيعية وهذا ما يعتمد عليه بعض العلماء في قولهم بأن الحياة ستستمر بعد ظهور الدجال وقتله من قبل سيدنا عيسى عليه السلام، ومن الجدير بالذكر أن تباطؤ دوران الأرض حول نفسها سيؤدي بالضرورة إلى تباطؤ بالليل والنهار حيث سيكونان أطول من المُعتاد بالتدريج أيضاً لأن توقف الأرض عن الدوران بشكل مفاجئ سيكون سبب في دمارها ومن عليها.[٤]
إقرأ أيضا:مواضيع ثقافية دينيةطلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة
لا شك أن طلوع الشمس من الغرب إحدى آيات الله العظيمة التي سيراها كل من سيكون في زمانها ويدرك وعد الله الحق، وعند ذلك لن يقبل الخالق إيمان من لم يكن مؤمن، ولا توبة من كان له من العُصاة، وسيظهر من الأهوال ما يلوي الأعناق فإن بأس الله شديد وسنّته مُحققة قال جل وعلا: (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ* فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ)،[٥][٦]فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (ولا تزالُ التَّوبةُ مقبولةً حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ منَ المغرِبِ ، فإذا طلعَت طُبِعَ على كلِّ قَلبٍ بما فيهِ ، وَكُفيَ النَّاسُ العَملَ)[٧]فطلوع الشمس من مغربها هي أولى العلامات التي يتبعها تغيّير بأحوال العالم العلوي ويصل بذلك إلى قيام الساعة.[٨]
ما ذُكر في السنّة في طلوع الشمس من مغربها
كما ذُكر سالفاً فإنَّ شروق الشمس من مغربها واحدة من عدة علامات للساعة الكبرى، ومن العلامات الأخرى ظهور الدابة وتُسمّى الجساسة وكذلك علامة الدخان الواضح، بالإضافة لأعظم الفتن على المؤمنين ألا وهي المسيح الدجال، فنزول سيدنا عيسى عليه السلام وأخيراً خروج أقوام يأجوج ومأجوج،[٩]أمّا ما ذُكر في طلوع الشمس من الغرب في الأحاديث النبوية الشريفة فهو كثير منها:[١٠][١١]
إقرأ أيضا:كيف نبني بيتاً في الجنة- قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ من مغربِها ، فإذا طلعت فرآها النَّاسُ آمنوا أجمعون، فذلك حين: لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا).[١٢]
- قول الرسول: (بادروا بالأعمالِ سِتًّا الدجالُ والدُّخانُ ودابةُ الأرضِ وطلوعُ الشمسِ من مغربِها وأمرُ العامةِ وخُوَيْصَةُ أحدِكم).[١٣]
- قال النبي الكريم: (إنَّ أوَّلَ الآياتِ خروجًا طلوعُ الشمسِ من مغربِها وخروجُ الدابَّةِ على الناسِ ضُحًى وأيُّهما ما كانت قبل صاحبتِها فالأخرى على أثرِها قريبًا).[١٤]
- قال رسول الله: (أتدرونَ أينَ تذهبُ هذهِ الشَّمسُ ؟ قالوا اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ قالَ إنَّ هذهِ الشَّمسَ تجري حتَّى تنتَهيَ تحتَ العرشِ فتخرُّ ساجدةً فلا تزالُ كذلِكَ حتَّى يقالَ لَها ارتفِعي ارجِعي من حيثُ جئتِ فتُصبحُ طالعةً من مطلعِها ثمَّ تجري حتَّى تنتَهيَ إلى مستقرِّها ذاك تحتَ العرشِ فتخرُّ ساجدةً ولا تزالُ كذلِكَ حتَّى يقالَ لَها ارتفِعي ارجِعي من حيثُ جئتِ فترجعُ فتصبحُ طالعةً من مطلعِها ثمَّ تجري لا يستنكرُ النَّاسَ منها شيئًا حتَّى تنتَهيَ إلى مستقرِّها ذاكَ تحتَ العرشِ فيقالُ لَها ارتفِعي أصبِحي طالعةً من مغربِكِ فتصبحُ طالعةً من مغربِها فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أتدرونَ متى ذاكُم ؟ ذاكَ حينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا).