كيف نذكر الله

فضل الذكر

يُعتبر الذكر من أهمّ العبادات التي ركزت عليها الشريعة الإسلامية، وبينت فضلَها، وأثرها في محوِ الخطايا، ورفعِ الدرجات، فهي عبادة ليس فيها مخاطرة بالنفس، كما أنّها لا تحتاج إلى جهد بدنيّ، بل يقدر عليها الصغير والكبير، الصحيح والسقيم، وهي في فضلها تقارب فضلَ الجهاد في سبيل الله تعالى، وفي الحديث عن فضل الذكر قوله عليه الصلاة والسلام لأصحابه: (ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم؟ قالوا: بلَى. قالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى قالَ معاذُ بنُ جبلٍ: ما شَيءٌ أنجى مِن عذابِ اللَّهِ من ذِكْرِ اللَّهِ)، وقد جاء رجل إلى النبي يوما يشكو من عدم قدرته على القيام بشرائع الإسلام كلها، بسبب كبر سنه، وبيّن له رغبته في الاستزادة من الخير، فدلّه النبي الكريم إلى فضل المداومة على الذكر حينما قال له: ( لا يزالُ لسانُكَ رَطْبًا من ذكرِ اللهِ تَعالَى).

كيف نذكر الله تعالى

ينبغي للمسلم حينما يذكر ربه أن يتنبهَ إلى مسألة المحافظة على قدر معين من الذكر، بحيثُ لا يشعر بالضّجر منه، أو لا ينشغل به عما هو أولى منه، ذلك أنّ منهج الوسطية في الذكر ممّا يعين الذاكر على الاستمرار في تلك العبادة، فأحبّ العبادة إلى الله أدومها وإن قلت، كما ينبغي للذاكر أن يحرصَ على ترديد الذكر الوارد والثابت في السنة النبوية المطهرة، وأن يعلمَ الذاكر أنّ الذكر نوعان: ذكر مطلق وهو ذكر لا يقيد بوقت أو مناسبة، ومثال عليه التسبيح، والاستغفار، ونحوه، ودليله قوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ)، وهناك ذكر آخر يسمى الذكرَ المقيد الذي يُقيد بوقت معين، أو زمن معين، مثل الذكر الذي يُقال عند الدخول والخروج من المسجد، والأذكار في دُبُر الصلوات، أو أذكار الصباح والمساء.

الأسباب الداعية لذكر الله

يذكر المسلم ربه لتحصيل عدّة فوائدَ، فالذكر غِراس الجنة وسبب لدخولها، وفي الحديث: (أَكْثِرُوا مِنْ غَرْسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّهُ عَذْبٌ مَاؤُهَا طَيِّبٌ تُرَابُهَا، فَأَكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِهَا: ولَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ)، كما أنّ ذكر الله سبب لذكر الله للعبد، قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)، والذكر سبب لأن يُظلّ الله العبدَ الذاكر بظله يوم القيامة يوم لا ظلّ إلا ظله، كما أنّه سبب لطمانينة القلب، وقوة البدن.