العبودية لله
إنّ أهم ركائز العقيدة الاسلامية تقوم على مفهوم العبودية التامة لله جل وعلا وحده لا شريك له، والعبودية تعني الخضوع التام والإلتزام بأوامره واجتناب نواهيه، والرضا بالقضاء والقدر خيره وشره لأنّه من عند الله، لنيل محبته ورضاه وجنته، ومن منا لا يرغب في تحقيق ذلك، بل إنّ العبادة هي سبب وجودنا على هذه الأرض، فمن أراد الجنة كان مع الله في حياته، بل سخر حياته كلها لله، فكيف نكون مع الله، سنجيب عن هذا التساؤل في هذا المقال.
كيف تكون مع الله
الإيمان بالله
يعد الإيمان بالله جل وعلا مفتاح كلّ خير، ومغلاق كل شر، وهو الطريق المؤدي إلى الله، ويتطلب الالتزام بالفرائض كأداء الصلوات الخمس في مواعيدها، والحفاظ على ورد يومي من القرآن مهما طال أو قصر، وصوم رمضان، وإيتاء الزكاة، وبر الوالدين، وصلة الرحم، والاقتداء بسنة الرسول وصحابته والتابعين، ومما يعين على ذلك الصحبة الصالحة.
قيام الليل
قيام الليل يعني قضاء الليل أو جزء منه في طاعة الله، وتكمن لذته في أنّ الناس نيام، والعمل خالص لله جل وعلا بعيد عن المراءاة المباهاة، وهذا يوجد في النفش خشوعاً وراحةً واطمئناناً.
إقرأ أيضا:كيف نذكر اللهالذكر
على المسلم أن يكثر من ذكر الله جل وعلا على سبيل العادة التي سرعان ما تتحول إلى عبادة، فهو من أعظم العبادات وأرفعها في الدرجات، به يتجدد الإيمان ويزداد، ويجلو القلب وبصفى، والذكر يكون بالحمد، والتسبيح، والتهليل، والاستغفار، وقراءة أذكار الصباح والمساء، بالاضافة إلى ذكر الله في جميع أمور الحياة العادية فإذا أهمّ امرىء على فعل أمر ما يقول: إن شاء الله، وبإذن الله، وإذا أصابته مصيبة يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا أصابه خير يحمد الله ويشكره، حيث قال جل وعلا في الحديث القدسي: (أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ) [صحيح]، وقال تعالى في القرآن الكريم: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) [البقرة: 152].
الدعاء
يعتبر الدعاء همزة وصل لا تنقطع بين العبد وربه، فهو متاح في جميع الأوقات ولا يشترط لصحته وقبوله الطهارة، أو استقبال القبلة، أو الكلام الفصيح الموزون، بل للعبد أن يرفع يديه أنى شاء ويطلب الفرج والرزق والتوفيق وكل ما يتمنى، والله عنده سر الاجابة فإما أن يحقق له مراده كما هو، أو يصرف عنه بلاءً ما، أو يدخره له يوم القيامة، وقد حث الله عباده على دعائه فقال في كتابه العزيز: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر: 60]، ومن لم يسأل الله فإنّه يغضب عليه لأنه استغنى، والمسلم يستغني عن كل شيء لا خالقه لأنه هو الغني وهو المغني.
إقرأ أيضا:كيف تكون من الصالحيننشر الدعوة الاسلامية
يعتبر نشر الدعوة الاسلامية فرضاً على كل مسلم كلٌ من منطلق عمله ووظيفته، وذلك بأخلاقه الحميدة، ومعاملته السمحة، وكرمه، فما إن يرى الناس كمال هذا الانسان فيرغبون في التعرف إليه وإلى الأسباب التي تدفعه إلى ذلك، وهكذا يكون قد أدى الأمانة، قال تعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162].
إقرأ أيضا:كيفية الصبر على البلاء