سورة الفاتحة
سورة الفاتحة من السور المدنية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، ويبلغ عدد آياتها سبع آيات، بينما يرى آخرون أنّها تسعة إذا ما أضيفت لها “بسم الله الرحمن الرحيم “، وقد أودع الله هذه السورة من الأسرار واللطائف ما هو به عليم، أهّلها ذلك لتكون فاتحة الكتاب التي افتتح الله بها كتابه العزيز.
أسباب نزول الفاتحة
أما سبب نزولها ما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسَلَّمَ كانَ إذا برَزَ سَمِعَ منادِيًا ينادي يا مُحمَّدُ فإذا سَمعَ الصَّوتَ انطلَق هارِبًا فقال له ورَقَةُ بنُ نَوفَلٍ: إذا سَمِعتَ النِّداءَ فاثبُتْ حتَّى تَسمَعَ ما يقولُ لكَ فلمَّا برزَ سمِعَ النِّداءَ فقالَ: لبَّيكَ قال: قُلْ أَشهَدُ أَن لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللَّهِ ثُمَّ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حتَّى فرغَ مِن فاتِحَةِ الكِتابِ.
أسماء الفاتحة
سميت سورة الفاتحة بأسماء كثيرة لما لها من فضل ومكانة عند الله عز وجل:
- سميت بالفاتحة: لأن المولى جل في علاه افتتح كتابه العزيز بها، وما فيها من أسرار سماوية مكنونة، وما تتضمنه من حقائق بينة ولطائف جعلتها من أوائل السور وطليعتها في تيسير الأمور وتقريب البعيد.
- كذلك سميت بأم الكتاب: لأنّ الله جمع فيها أسرار ما سبق من كتب سماوية جليلة، وما في القرآن من أصول وقواعد جاءت مجملة في سورة الفاتحة.
- سميت أيضاً بالشافية و الوافية: لأنّها شفاء من كل داء كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي كافية ووافية تكفي صاحبها كل شيء.
- سورة الحمد: لأنها افتتحت بالحمد لله رب العالمين، التي قال فيها العلماء بأنّها أفضل صيغ الحمد على الإطلاق.
- السبع المثاني: لأنها تقرأ في الصلاة وتكرر كل آية فيها مرتين مرتين.
محاور سورة الفاتحة
سورة الفاتحة سورة مدنية أي أنّ الجوانب التي تناولتها السورة دائرة حول الجانب العقدي من الإسلام وما فيه من أصول وفروع، وما تضمنته من تشريعات وعبادات، والتضرّع لله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته الهدى والاستعانة به في كل حال وأمر، ثمّ ما تضمنته من ابتهال إليه في السداد والرشاد والثبات على صراطه المستقيم الذي ثبت عليه قوم أنعم الله عليهم من الأنبياء والصديقين والشهداء، وضل عنه قوم آخرون وهم النصارى، وزاغ عنه قوم هالكون وهم اليهود الذين غضب الله عليهم ولعنهم لكفرهم وجحودهم وقتلهم الأنبياء والمرسلين بغير وجه حق.
إقرأ أيضا:تعريف سورة آل عمرانفضائل سورة الفاتحة
لسورة الفاتحة فضائل كثيرة أُجمل بعضاً منها وهي:
- عن ابنِ عباسٍ ؛ قال: بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، سمع نقيضًا من فوقِه، فرفع رأسَه، فقال : هذا بابٌ من السماءِ فُتِحَ اليومَ، لم يفتح قط إلا اليومَ، فنزل منهُ ملكٌ، فقال: هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ، لم ينزل قط إلا اليومَ، فسلَّم وقال: أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك، فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ، لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه” كذلك ما لقرائتها من أجر عظيم عميم.
- تعد سورة الفاتحة شفاء من الأمراض العضوية والروحية والقلبية بأنواعها، وما فيها شفاء من السحر، والمس، والعارض، والشيطان، والعين، وما لها من بركة وفضل في تذليل الصعاب وقضاء الحاجات ودفع الملمات