علم التجويد
علم التجويد هو علم مختص بتعليم الكيفية الصحيحة للنطق بآيات القران الكريم، كما كان ينطق بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويتم تعلمها من قبل شيوخ أو أساتذة مختصين بذلك، ولديهم الصلاحية لتعليم هذه الأحكام، وكانت البدايات الأولى لعلم التجويد في القرن الثالث للهجرة، وخاصّة عند اتساع رقعة الدولة الإسلامية، ويذكر أنّ الإمام أبو عبيدة القاسم بن سلام هو أول من قام بجمع وتصنيف أحكام التجويد، ومن الأحكام التي تصنف في أحكام النون الساكنة والتنوين: الإظهار، والإخفاء، والإدغام، والإقلاب، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن حكم الإخفاء.
تعريف الإخفاء
الإخفاء في اللغة هو الستر لكل شيء، أي إخفائه وعدم إظهاره. الإخفاء في الاصطلاح هو النطق بالأحرف بحالة وسطية ما بين الإظهار والإدغام، ويخلو من التشديد مع مراعاة بقاء الغنة في الحرف الأول، ويكون الإخفاء في كلمة واحدة أو في كلمتين.
يعرف الإخفاء الحقيقي على أنه إخفاء النون الساكنة أو التنوين مع أحد حروف الإخفاء التي يبلغ عددها خمسة عشر حرفاً وهي( ص، ذ، ث، ك، ج، ش، ق، س، د، ط، ز، ف، ت، ض، ظ)، وتم تجميع هذه الحروف في بيت شعري حيث إن أول حرف من كل كلمة هو واحد من حروف الإخفاء وهو:
إقرأ أيضا:ايات حرق الجنصف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
- دم طيباً زد في تقى ضع ظالماً
مراتب الإخفاء
هناك عدة مراتب للإخفاء الحقيقي وهي:
- أقرب الحروف إلى النون من حيث المخرج هي حرف الطاء، والدال، والتاء.
- أبعد الحروف إلى النون من حيث المخرج حرف القاف، والكاف.
- أوسط الحروف إلى النون من حيث المخرج باقي حروف الإخفاء .
تسمية الإخفاء
سمي الإخفاء الحقيقي بهذه التسمية، لانعدام الحرف المخفي وهو النون الساكنة والتنوين، مع بقاء صفتهما التي يتصفان بها وهي الغنة.
الفرق بين الإدغام والإخفاء
هناك عدة اختلافات ما بين حكمي الإخفاء والإدغام وهي:
- لا يتم التشديد في الإخفاء، بينما يتم التشديد في الإدغام عندما يكون كاملاً.
- يطبق الإخفاء عند الحرف المخفي، بينما يطبق الإدغام عند الحرف المدغم به.
- يكون حكم الإخفاء في كلمة أو كلمتين، بينما يكون الإدغام في كلمتين فقط.
أمثلة على الإخفاء
سوف نقوم بطرح العديد من الأمثلة التطبيقية على حكم التجويد الإخفاء وهي:
- قوله تعالى :” مِّن صَدَقَةٍ” الإخفاء في حرف الصاد.
- قوله تعالى:” مَّن ذَا الَّذِي” الإخفاء في الذال.
- قوله تعالى:” كِتَابٌ كَرِيمٌ” الإخفاء في حرف الكاف.
- قوله تعالى:” شَهِيداً ثُمَّ ” حكم الإخفاء في حرف الثاء، حيث جاء بعد التنوين في كلمة شهيد، وغيرها الكثير من الآيات القرآنية.