القرأن الكريم

ما هي رحلة الشتاء والصيف

تجارة مكة

اشتهر تجار مكة قبل الإسلام ببراعتهم في التجارة، وقد افاد الوضع المضطرب في اليمن حينما استولى الحبشة عليها في ترسيخ مكانة قريش ونفوذها في الجزيرة العربية حيث أصبحت مكة وسيطاً مهما ينقل تجارة اليمن إلى الشام وفلسطين، وينقل تجارة الشام إلى نجد والحجاز واليمن، وأضحى تجار قريش أغنى العرب، وصارت مكة مركزاً خطيراً من مراكز الثورة والمال في الجزيرة العربية.[١]

رحلة الشتاء والصيف

ذكر الله عز وجل رحلة الشتاء والصيف في سورة قريش، قال تعالى: (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ*إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ*فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)،[٢] وقد قصد برحلتي الشتاء والصيف ما كانت تألفه قريش من الرحلة إلى اليمن في الشتاء، والرحلة إلى الشام في الصيف من أجل التجارة وغير ذلك، وقد امتن الله عليهم بهذه النعمة نظراً لأنّهم كانوا يخروجون في أسفارهم ويعودون إلى بلدهم آمنين مطمئنين نظراً لتعظيم العرب في الجزيرة لهم لأنّهم سكان البلد الحرام، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)،[٣] ثمّ أرشدهم الله قريشاً بعد أن ذكر لهم هذه النعمة إلى توحيده وحده وترك الإشراك به فهو صاحب هذه النعمة العظيمة عليهم، وهو الذي أطعمهم من بعد الجوع، وآمنهم من الخوف.[٤]

إقرأ أيضا:ما المقصود بخلق القران

أول من جمع الناس على رحلتي الشتاء والصيف

ذكر في كتب التفسير أنّ هاشم بن عبد مناف كان أول من جمع الناس على رحلتي الشتاء والصيف من بعد أن عانوا من الجوع والقحط، وذكر الكلبي أنّه أول من حمل السمراء أي السمن من الشام ورحل إليها الإبل وقد كانوا يتقاسمون أرباح تجارة اليمن والشام بينهم حتّى كان غنيهم كفقيرهم

إقرأ أيضا:آيات أنسى الوعاظ معناها (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
السابق
ابن كثير البداية والنهاية
التالي
أحكام القرآن للجصاص