قال تعالى في كتابه الكريم : ” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ” صدق الله العظيم (89)
وقال تعالى : ” خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ” وإن المقصود بها آدم عليه السلام، وقوله الحق: “وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ” والمقصود بهذا القول الكريم حواء، ونلاحظ في هذه الآية الكريمة أن الضمير عائد إلى مؤنث حواء، بقوله تعالى ” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا “
ثم جاء التذكير جليا في قوله تعالى : ” لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا “
إذن فصل الذكورة عن الأنوثة في قوله تعالى جاء في ” لِيَسْكُنَ “، و الكلام في النفس معنىٌّ به جنس بني آدم كاملا وهو الذي نسميه ” الإنسان ” ويقسم إلى الذكورة والأنوثة، ولذلك نجد سبحانه تعالى حينما يتكلم عن الذكورة كذكورة، والأنوثة كأنوثة، يأتي بعد ذلك بضمير المذكر، أو بضمير المؤنث، مثل قوله تعالى : ” لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ” .
لأن الله تعالى يريد أن يوضح أنه خلق المرأة لتكون سكناً للرجل، ولا يقال: إن المرأة له سكن إلا إذا كان هو الذكر متحركاً، لأن الحركة والكدح في الحياة للرجل، ثم يأتي ليستريح مع المرأة ويسكن إليها بالحنان، والمودة، والرقة. أما إن لم تكن المرأة سكناً لرجلها يخرج من البيت لأن ذلك أفضل له ولها. وقول الله تعالى و تبارك: ” وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ” .
إقرأ أيضا:كيف نتعامل مع القرآن الكريموإنما ذلك يذكرنا بما عرفناه من قبل بأن الله تعالى خلق آدم من الطين ، ومن الصلصال ،ثم نفخ الله تعالى فيه الروحَ، أما حواء فقد ذكرها في كتابه العزيز بهذه المسألة، وأوضح لنا بقوله: أنا جعلت منها زوجها، و ” منها ” هنا تعني أنها قطعة منه، وقيل أيضا : إنها خلقت من ضلع أعوج، ومن يعود إلى هذا الرأي يقول : لأن الله يريد أن يجعل السكن بين الرجل والمرأة ارتباطاً عضويا، فالمرأة هنا بعض من الرجل، ونعرف جيدا أن الانسان يحب ابنه لأنه بعض منه. وبناءً على ذلك جاء هذا القول لتقديم الألفة.
إقرأ أيضا:القرآن أولًا