الصلاة
من نعم الله العظمى على العبد بكاؤه في الصّلاة؛ ففيه الخشوع الكبير، والقرب من الله عزّ وجل، ونزول السكينة، والشعور باللذة والراحة والسعادة الغامرة التي لا مثيل لها، ولم يصل لهذه المرتبة إلّا من قدّم لها الأسباب، وقد وصف الله عزّ وجل في كتابه العزيزعباده الخاشعين بالفلاح، وتعظم الصلاة وتكبر وتثقل على غير الخاشعين، فأنّى لهم الخشوع وهم لم يقدموا له الأسباب ولم يكتثروا بذلك.
فمعنى الخشوع: قيام القلب بين يدي الله عزّ وجل بالذل والخضوع، والانكسار، فإذا خشع القلب وامتلأ بحب الله عز وجل، وتعظيمه وتوحيده والأنس به، أكرمه بالخشوع، وخشعت معه الجوارح والأعضاء.
كيفية الخشوع في الصلاة
- أول وأهم أسباب الخشوع معرفة الله سبحانه وتعالى؛ فالتعرّف على صفاته جل في علاه وأسمائه الحسنى، تجعل القلب يذوب حبّاً فيه، فيستشعر عظمته وقدرته وكرمه، ورحمته بعباده وحبه لهم، فيراقب الله في كل أحواله وتصرفاته، فيكرمه أكرم الأكرمين بالخشوع، ممّا يجعل القلب يسكن ويخشع لعظمته، وتصدق الجوارح ذلك.
- تجنّب المعاصي والآثام، وكل ما يغضب الله سبحانه وتعالى.
- الإخلاص لله تعالى في الصلاة والعبادات، وفي كلّ الأعمال والأقوال، ولا يُبتغى بها سمعة ولا رياء.
- الإكثار من الاستغفار، والدعاء، واللجوء لله سبحانه وتعالى، والاستعانة به على تأدية الصلاة والفرائض كما يحبّ ويرضى.
- دعاء الله عزّ وجل أن يرزق الخشوع في الصلاة، وأن يجعلها صالحةً متقبلة.
- التقرب لله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة.
- اختيار المكان المناسب النظيف الهادئ؛ حيث يكون بعيداً عن الملهيات، كصوت التلفاز، وأصوات الأشخاص.
- التخلص من وسوسة الشيطان، وذلك بالتفل عن الشمال ثلاثاً، ففيه تحقير للشيطان وعدم الإكتراث به، فيرحل خائباً.
- تعظيم شعائر الله والفرائض: فالصلاة من فرائض الله عزّ وجل، فيجب الاهتمام بها، والاستعداد لها، من وضوء وطهارة، وترك المحرّمات قبلها وبعدها، وأدائها على وقتها، وانتظارالصلاة بعد الصلاة.
- تعلّم أحكام الصلاة، فلا فائدة من صلاة، ولا خشوع فيها، دون تعلّم كيفيّة أدائها، وكما أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- اتخاذ سترة، وذلك بوضع حاجزٍ في الأمام، يمنع مرور أحدهم، فيشوّش ويخل بالصلاة والخشوع.
- عند قول الله أكبر، أي تكبيرة الإحرام؛ فيجب نسيان الدنيا وما فيها ورميها، ، فالله أكبرمن أي شيء، واستشعارعظمة الله سبحانه والوقوف بين يديه.
- التدبر في القراءة أثناء الصلاة، واستشعار عظمة الآيات؛ فالصلاة كأنها مخاطبة الله عزوجل.
- الاطمئنان في الصلاة، وأداؤها على أكمل وجه، فالسرعة تُقلّل من الخشوع واللذة.
- الإطالة في السجود، وكثرة الدعاء فيه، فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
- الإكثار من أداء النوافل وقيام الليل، فكلّما زاد العبد تقرّباً من ربه، قرَّبه الله منه، وزاده خشوعاً