بعد رحلة طويلة مع كتاب الله تعالى تدبراً ودراسة تبين لي أن الكون ليس كما ينظر إليه العلماء اليوم، بل هناك أشياء كثيرة تحتاج لرؤية جديدة… نرجو الاطلاع على هذا البحث الهام….
مقدمة
نقدم لإخوتنا القراء رؤية جديدة للزمن والكون والقوانين الفيزيائية التي وضعها الله لتنظم هذا الكون وتحفظ توازنه. وأود أن أخبركم في البداية بأن هذه النظرية مستوحاة بالكامل من القرآن الكريم وهي في معظمها تنقد الأفكار السائدة اليوم والتي يعتبرها العلماء ثوابت كونية.
فبعد رحلة طويلة مع كتاب الله تعالى تبين أنه لا وجود لشيء ثابت في الكون، ومن هنا بدأت فكرة البحث، فالزمن يتغير ويتطور باستمرار، والقوانين الفيزيائية تتغير وتتطور، والمادة أيضاً تتغير وتتطور. وهذا يتفق مع قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) [الروم: 8]. ثم يقول بعد ذلك: (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الروم: 11].
وبناءً على هذه الآية فإن الخلق يبدأ من الصفر ثم يتطور ويتغير ثم يعود كما بدأ، أي أن هناك “دورة” كل مخلوق في الكون، والزمن هو مخلوق، والقوانين التي تحكم المادة مخلوقة، وكذلك المادة مخلوقة، وجميعها بدأت من الصفر وستعود إلى الصفر، ويبقى الله تعالى!
إقرأ أيضا:معجزات الله في الكونلقد بدأت فكرة هذا البحث منذ 19 عاماً أي في عام 1990 عندما كنتُ أحفظ القرآن الكريم وبنفس الوقت أتابع جديد الاكتشافات العلمية في علم الفيزياء، وقد استوقفني حديث عظيم للنبي عليه الصلاة والسلام يؤكد أن المسافة التي تفصلنا عن السماء الدنيا هي مسيرة 500 سنة، وبين كل سماء والتي تليها مسير 500 سنة.
ولكن الأرقام التي كنتُ أقرأها حول المسافة التي تفصلنا عن المجرات كانت أكبر من ذلك بكثير، حيث يعتقد العلماء اليوم أن في الكون مجرات يستغرق ضوؤها حتى يصل إلينا أكثر من 20000000000 (عشرين ألف مليون) سنة! ومن هنا نشأت فكرة لدي تقول: إن سرعة الضوء غير ثابتة بعكس ما يعتقده العلماء بناء على النظرية النسبية، ومن ثم تطورت الفكرة فوجدتُ أن القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون (مثل قانون التجاذب الكوني وغيره) هي أيضاً غير ثابتة.
وبعد ذلك تطورت هذه الفكرة لأصل إلى نظرية ملخصها أن المسافات الكونية الكبيرة ليست كالمسافات الصغيرة، أي أن هناك تغيراً في المكان أو الفضاء، بحيث أننا لا يمكن أن نستمر في قياس المسافة إلى ما لا نهاية، بل هناك مسافة محددة يتوقف عندها الكون، وهناك زمن محدد لا يمكن تجاوزه، وهناك سرعة محددة في الكون لا يمكن تجاوزها.
النظرية الجديدة المستنبطة من القرآن والسنة
إقرأ أيضا:السماء والجاذبيةطبعاً يا أحبتي لدينا الكثير من الأفكار الإبداعية وكذلك الكثير من الشباب المسلمين، ولكن وبسبب “تخلفنا العلمي” لا نملك وسائل عرض هذه الأفكار إلا من خلال المجلات العلمية الغربية التي تقوم على الإلحاد أصلاً، وهذا لا يتفق مع مبادئ ديننا الحنيف، فأنا مثلاً أرفض أن أطرح أي بحث علمي إذا لم يرتبط بقدرة الله تعالى وبأن القرآن هو الأصل وأنه لا يمكن الفصل بين العلم والدين أبداً. وبسبب ذلك لا نجد من يتبنَّى مثل هذه النظريات المستمدة من القرآن والسنة!!
ولذلك فإنني أقدم هذه النظرية اليوم ليتأكد كل من ينتقد الإعجاز العلمي أننا لا نجلس وننتظر الغرب حتى يكشف الحقائق، بل نسعى ونحاول ونجاهد في اكتشاف هذه الحقائق حسب الإمكانيات المتوافرة لنا، والقاعدة التي نعتمد عليها هي آيات القرآن الثابتة، على عكس علماء الغرب الذين لا يملكون أي قاعدة للبحث سوى ما يرونه ويلمسونه.
النظرية الجديدة تتألف من ثلاثة أجزاء تتعلق بالمكان والزمن والقوانين كما يلي:
تطور الزمن
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الزمن قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض)، وفي هذا الحديث إشارة مباشرة وقوية إلى أن الزمن يتغير وليس ثابتاً، ولكن ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن “تيار الزمن” يجري بسرعة متغيرة مع مرور السنين، ويمكن أن طرح بناءً على الحديث الشريف، نظرية “دورة الزمن” أي للزمن دورة يتكرر فيها تشبه دورة الماء على الأرض (الدورة الهيدرولوجية).
إقرأ أيضا:أمواج صوتية تُسمع من بدايات الكونولكن الدورة الهيدرولوجية تتكرر كل عام، أما “دورة الزمن” فتتكرر عبر مليارات السنين. وهذا يعني بالنتيجة أن سرعة الضوء ليست ثابتة كما يعتقد العلماء (300 ألف كيلو متر في الثانية)، بل تتغير باستمرار مع مرور الزمن. لأننا مثلاً لا يمكن أن نسير بالسيارة بسرعة مئة كيلو متر فجأة، لابدّ أن نبدأ من الصفر ثم نسرع ثم نبطئ ونتوقف! وكذلك الضوء عندما خلقه الله تعالى بدأ بسرعة تساوي صفراً ثم تطورت حتى وصلت إلى السرعة التي نراها اليوم، ثم ستتباطأ حتى الصفر.
ولكي نفهم هذه النظرية ينبغي أن ننظر إلى الزمن على أنه “كائن حي” له بداية وله نهاية!! وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في آية عظيمة: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) [الأنعام: 2]. فالأجل هو الزمن، فكما أن الله تعالى حدَّد لكل مخلوق أجلاً كذلك حدَّد للزمن أجلاً ينتهي ويتوقف عنده، وذلك يوم القيامة، حيث إما خلود في النار أو خلود في الجنة.
ومن هنا يمكن أن نقول إن الزمن بدأ من الصفر عند بداية خلق الكون، ثم تسارع حتى وصل إلى السرعة القصوى، ثم بدأ بالتباطؤ حتى يصل إلى الصفر من جديد، وهذه هي الفكرة الجديدة التي أود أن أطرحها من خلال هذا البحث. وبالتالي فإن سرعة الضوء في بداية خلق الكون كانت صفراً، ثم تسارعت حتى الحدود الحرجة، وهي الآن تتباطأ حتى يأتي زمن يتوقف الضوء عن الحركة ويتلاشى مثله مثل بقية المخلوقات في الكون، وهذا ما نجد له إشارة في قوله تعالى: (هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88].
تطور القوانين
القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون مثل قانون التجاذب الكوني، غير ثابتة أيضاً، وفي بداية خلق الكون لم يكن هناك أصلاً أية قوانين، ولكن الله خلقها مع المادة الأولية التي خُلق منها الكون (يمكن أن نقول مجازاً لحظة الانفجار الكبير، وأود أن أسميه الفتق الكوني). وبعد ذلك تطورت هذه القوانين وهي تتغير باستمرار.
ولابد أن ننظر إلى القوانين الفيزيائية على أنها “كائن حي” يتطور وأن لها دورة كذلك مثل الزمن. فعلى سبيل المثال فإن قانون الجاذبية الذي يقضي بأن أي جسمين في الكون تنشأ بينهما قوة تجاذب تتناسب عكساً مع مربع المسافة بينهما، هذا القانون ليس ثابتاً، بل في بداية الخلق لم يكن موجوداً أصلاً، وقد خلَقه الله مع المادة والزمن، وسوف يأتي زمن تزول فيه هذه القوانين، وتتلاشى وهنا نجد آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [إبراهيم: 48]. فالأرض سوف تتغير والسموات تتغير يوم القيامة.
وفي هذه الآية إشارة إلى تغير طبيعة المادة، وبالتالي تغير طبيعة القوانين التي تحكم هذه المادة مصداقاً لقوله تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ).
تطور المكان
لكي تكتمل هذه النظرية لابد أن نتناول “المكان”! أو ما يسميه العلماء “الفضاء” فالمكان أصلاً لم يكن موجوداً في بداية الخلق، وبالتالي نشأ من نقطة صغيرة جداً وبدأ يكبر ويتطور ولازال يتوسع وهذا ما أخبر عنه القرآن في آية عظيمة: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]. وللمكان دورة خاصة به يمكن أن أسميها “دورة المكان”، أي أن المكان بدأ من الصفر وسيعود إلى الصفر وفق دورة كونية محكمة تشهد على عظمة خالقها عز وجل. وهنا تتجلى آية لطيفة يقول فيها تبارك وتعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104].
الفكرة الجديدة التي يقدمها هذا البحث هي أن كل شيء في هذا الكون متغير، وأن الله تعالى وكلامه لا يتغير. ويمكن تمثيل الكون المرئي بثلاثة محاور: الأول يمثل المكان، والثاني يمثل القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون، والثالث يمثل الزمن. وهناك معادلات تحكم تغير المكان والزمان والقوانين: القانون الأول: تغير القوانين/تغير الزمن (ق/ز)، والقانون الثاني هو: تغير المكان/تغير الزمن (م/ز). إن كل شيء في هذا الكون هو مخلوق مثله مثل الإنسان، يتطور ويتغير ثم يفنى، وهذا ينطبق على الزمن وعلى القوانين الرياضية وعلى المكان أيضاً.
المعادلات الرياضية المطلوب إثباتها
ينبغي أن نبحث عن نسبة تغير “انسياب الزمن” مع مرور مليارات السنين، ويمكن أن نضع المعادلات البسيطة التالية:
القانون الأول: نسبة تغير القوانين الفيزيائية إلى تغير الزمن.
القانون الأول: نسبة تغير المكان إلى تغير الزمن.
فإذا ما تمكَّنا من معرفة هذين القانونين فسيكون من السهل علينا إعادة حساب عمر الكون، وعمر الأرض وعمر الإنسان على الأرض وغير ذلك من الأرقام التي تم قياسها على أساس أن القوانين ثابتة لا تتغير.
يمثل هذا الشكل تغير سرعة الضوء مع مرور الزمن، حيث بدأت من الصفر ثم تطورت وتسارعت حتى تصل إلى الحدود القصوى ومن ثم تتباطأ حتى تتوقف. ونحن الآن ربما نقف بعد منتصف الطريق أي بعد السرعة القصوى في مرحلة تباطؤ الزمن حتى يتوقف يوم القيامة. إن هذا التغير لسرعة الضوء وللقوانين سوف يؤدي إلى إعادة تصحيح جميع القوانين الفيزيائية المعروفة اليوم، لمراعاة تغير الزمن وتغير هذه القوانين مع مرور الزمن.
نتائج البحث
فيما لو صحَّ هذا البحث ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني الكثير والكثير، وسوف نعدد ذلك في هذه النقاط:
1- بما أن سرعة الضوء غير ثابتة فهذا يعني أن جميع القياسات الكونية مثل حجم الكون ومواقع المجرات وسرعتها وبعدها عنا… كل ذلك سيتغير وسوف تبرز أرقام جديدة أكثر دقة من الأرقام التي بين أيدينا اليوم. أي أن عمر الكون لن يكون 13 مليار سنة كما يقدّره العلماء اليوم، بل سيكون أقل من ذلك بكثير.
2- كل الأرقام التي تحدد عمر الأرض وعمر الآثار وعمر الصخور وتاريخ وجود الإنسان وعمر الكائنات الحية… كل ذلك سيتغير وستكون هناك أرقام جديدة أقلّ من الأرقام الحالية. أي أنه سيتوجَّب على العلماء أن يدخلوا في حساباتهم الجديدة تغير القوانين الفيزيائية وتغير المكان وتغير انسياب أو تيار الزمن.
وأخيراً ربما يتساءل القارئ الكريم: هل يتفق علماء الفيزياء مع هذه النظرية، أم أن هناك ما ينقدها وأقول: بناءً على المعرفة الحالية لا يمكن نقد أو إثبات هذه النظرية، وتبقى محل اختبار ودراسة حتى نتوصل إلى الأدلة الرياضية على ذلك. ولكنني كمسلم أعتقد بها لأنها تتفق مع ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع