مَنْ هو الإله؟
* الإله هو المحبوب المعبود المُطاع.
قال ابن القيم: واسم الله دال على كونه مألوها، معبودًا، تألهه الخلائق محبة وتعظيمًا وخضوعًا وفزعًا إليه في الحوائج والنوائب([1]).
وقال أيضًا: «فمن اتسع قلبه لمشهد الإلهية، وقام بحقه من التعبد الذي هو كمال الحب بكمال الذُّل والتعظيم والقيام بوظائف العبودية فقد تم له غناه بالإله الحق، وصار من أغنى العباد، ولسان حاله يقول:»
غنيت بلا مال عن الناس كلهم ***** وإن الغني الغالي عن الشيء لا به
فياله من غني ما أعظم خطره وأجلَّ قدره تضاءلت دونه الممالك([2]).
قال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره: «لا إله إلا الله» أي لا معبود بحق إلا الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:«الإله» هو المعبود المطاع فإن الإله هو المألوه هو الذي يستحق أن يُعبد([3]).
وقال أيضًا:فإن الإله هو المحبوب، المعبود الذي تألهه القلوب بحبها، وتخضع له، وتذل له، وتخافه وترجوه، وتنيب إليه في شدائدها، وتدعوه في مهماتها، وتتوكل عليه في مصالحها، وتلجأ إليه وتطمئن بذكره وتسكن إلى حبه، وليس ذلك إلا لله وحده. ولهذا كانت: لا إله إلا الله أصدق الكلام وكان أهلها أهل الله وحزبه، والمنكرون لها أعداؤه وأهل غضبه ونقمته، فإذا صحَّت صحَّ بها كل مسألة وحال وذوق، وإذا لم يصحِّها العبد فالفساد له في علومه وأعماله([4]).
إقرأ أيضا:فضل لا إله إلا اللهوقال ابن رجب «رحمه الله»: «الإله» هو الذي يطاع فلا يُعصى هيبة له وإجلالًا ومحبة وخوفًا ورجاءً وتوكلاً عليه وسؤالًا منه ودعاءً له ولا يصلح ذلك كلُّه إلا لله –عزَّ وجلَّ- . فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قوله: لا إله إلا الله وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك([5]).
قال ابن القيم –رحمه الله -:
وعبادة الرحمن: غاية حبه ****** مع ذُلِّ عابده هما قطبان
ومداره بالأمر-أمر رسوله- ***** لا بالهوى والنفس والشيطان
حق الإله عبادة بالأمر لا ***** بهوى النفوس فذاك للشيطان
من غير إشراكٍ به شيئًا هما ***** سبب النجاة فحبذا السببان
لم ينج من غضب الإله وناره ***** إلا الذي قامت به الأصلان
والناس بعد فمشرك بإلهه ***** أو ذو ابتداع أو له الوصفان([6])
———————————–
([1]) مدارج السالكين (1/32).
([2]) طريق الهجرتين (ص68).
إقرأ أيضا:التوحيد في القرآن الكريم([3]) مجموع الفتاوى لابن تيمية (10/249).
([4]) مجموع الفتاوى لابن تيمية (13/202).
([5]) ابن رجب: «كلمة الإخلاص» (23).
([6]) النونية لابن القيم.