سورة الرحمن
سورة الرحمن هي من السور التي تُعنى بالحديث عن أصول العقيدة الإسلامية، ولها نسَقٌ خاص يختلف عن باقي سور القُرآن الكريم، وقد بدأت السورة بذكر نعم الله على عباده التي لا تُحصى وعلى رأسها تعليم القُرآن، ثُم تبعها آيات تُبرهن نعم الله تعالى في الكون ومخلوقاته، وما يُميّز هذه السورة هو ذكر آلاء الله من خلال تكرار الآية: (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان) ، والتي تكرّرت إحدى وثلاثين مرة.
سورة الرحمن مكيّة أم مدنيّة
سورة الرحمن من السُور التي اختُلف في تحديد كونها مكية أم مدنية، ولكن الرأي الأرجح يقول بأنّها مكيّة، ودليل ذلك أنّ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قام في مكّة بقرائتها جهراً على مسامع قُريش، وقد علا صوته فيها حتّى ضربوه وأحدثوا أثراً في وجهه، وهذا دليل على أنّها نزلت قبل الهجرة لأن هذه الواقعة يشهد لها الكثير من الصحابة فجعل أهل العلم يُرجحون كونها مكيّة لا مدنيّة رغم وجود نُسخ من المُصحف الشريف التي تُصنفها على أنّها سورة مدنيّة.
سبب نزولها
إن عدد آيات سورة الرحمن ثمانٍ وسبعين آية، نزلت بعد سورة الرعد، وهي تقع في الجُزء السابع والعشرين في القُرآن الكريم، وعن سبب نزولها فهناك أكثر من قول إلا أن الرأي الأقرب للصواب يقول بأن سبب نزولها هو قول الصحابي أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه: “وددت أني كُنت خضراء من هذا الخضر تأتي عليّ بهيمة فتأكلني، وأني لم أُخلق”، وقد قال جملته هذه بعد أن كان أبو بكر جالساً يُفكر بيوم القيامة والجنة والنار وكيفيّة جمع الناس ليوم الحساب ورداً على قول أبي بكر، نزلت الآية الكريمة: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرحمن: 46].
إقرأ أيضا:سبب تسمية سورة الإسراءمميزات سورة الرحمن
تميّزت سورة الرحمن عن غيرها من السور بعدد من الخصائص نذكر منها:
- ابتدأت باسم الله “الرحمن” وهي السورة الوحيدة التي ابتدأت بأحد أسماء الله الحُسنى.
- ذِكر نعم الله وآياته على سائر المخلوقات في هذا الكون.
- خاطبت الإنس والجن ولم يسبق أن حدث ذلك في سورة أُخرى.
- الحديث عن قدرة الله سبحانه وتعالى في تسيير الكون والسُفن الكبيرة، في زمن لم يكن قد وصل الإنسان فيه إلى التطوّر المشهود حالياً.
- الحديث عن الجنة والنار، والتنوع في الآيات من خلال الترغيب في الجنة وذكر بعض ما فيها من نعيم، والترهيب من النار وعذابها.
- تناسق كلماتها فمن يقرأها سيشعُر بجمال وإبداع لغتها وكلماتها.