من ينظر إلي الكون ويتأمل السموات والأرض والمجرات والكواكب والنجوم والمذنبات وما في الأرض من بحار ومحيطات وأنهار وجبال وغيرها من عجائب خلق الله يدرك ويستشعر عظمة وقدرة الله تبارك وتعالي في خلق هذا الكون وما يحويه من مظاهر ومعجزات تبين عظيم قدر الله وقدرته وبديع صنعه فهو الذي خلق كل شئ، قال تعالي{أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون 30 وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون * وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون 32 وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون” (الأنبياء:30- 33)
ومن مظاهر قدرته تبارك وتعالي في الكون خلق هذا الكم الهائل من المجرات التي تحوي المجموعات الكونية المتحركة من الكواكب الشمسية، كمجرة درب التبانة التي ينتمي إليها كوكب الأرض الذي نعيش فيه، ومن مظاهر القدرة في خلق الكون دوران كوكب المجموعة الشمسية حول نفسها بدقة وإحكام ودوران الأرض حول الشمس في مدار محدد ودورنها حول نفسها والذي ينتج عنها تعاقب الليل والنهار، يقول الله تعالى:” :”خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفور” (الزمر: 5).
كذلك من مظاهر قدرة الله في الكون أن الأرض تدور حول الشمس بسرعة تصل إلى ثلاثين كيلو متر في الثانية وفي مسار ثابت وسرعة محددة لأن زيادة هذه السرعة أو انخفاضها يؤدي إلى نهاية الحياة علي الأرض وصدق الله عز وجل القائل ” إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا “(فاطر:41).
إقرأ أيضا:الطرُق في السماءأقسم الله سبحانه وتعالي بالبروج في كتابه العزيز فقال “والسماء ذات البروج” (البروج:1)، والتي تعد أحد مظاهر قدرة الله عز وجل في هذا الكون فقد اكتشف علماء الفلك في العصر الحديث أن المجرات التي يصل عددها إلي ألاف الملايين موزعة في الكون في أبنية ضخمة بصورة دقيقة ومحكمة وليست عشوائية حيث يبلغ طولها مئات الملايين من السنوات الضوئية وهو ما يطلق عليه علماء الغرب الأبراج الكونية التي تتكون من ملايين المجرات والتي تضم كل منها مليارات النجوم، فتأمل قدرة الله الخالق سبحانه وتعالى الذي قال: ” تبارك الذي جعل في السماء بروجا ” (الفرقان: 61).
الله سبحانه وتعالي أبدع صنع هذا الكون وأحكم صنع كل شيء بحيث يجري وفق نظام مبرمج ودقيق للغاية ويمتلئ بمظاهر قدرته والآيات التي تنطق بعظمته، فكل هذا الكون مسخر بأمر الله وقدرته جل وعلا لخدمة الإنسان ليتفكر في عظمة هذا الخلق ليصل به في النهاية إلى الإيمان الكامل بأن خالق هذا الكون إله واحد عظيم ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء.
إقرأ أيضا:شبهات حول نشأة الكون _ الصدفة