الرواة وعلوم الحديث

مصطلح الحديث

علم مصطلح الحديث

مصطلح الحديث هو أحد أنواع علوم الشريعة الإسلامية، ويُعرف بأنه معرفة القواعد والأصول التي يتوصل بها إلى معرفة حال الرواة والمرويات، ويسمى بعلوم الحديث، وعلم الحديث، وعلم أصول الحديث، وعلم المصطلح، وعلم الحديث دراية.

موضوع علم المصطلح

يهتم علم المصطلح في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنداً ومتناً؛ لمعرفة الحديث المقبول من المردود، فيهتم بأحوال الرواة تجريحاً وتعديلاً، ومعرفة مدى ضبطهم لمروياتهم، وعدالتهم، والتأكد من ثبوت المتن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واتصال السند، وبيان الشروط المطلوبة في الراوي والمروي، وما يدخل الأخبار من علل واضطراب وشذوذ، وما ترَدُّ به الأخبار، وبيان كيفية سماع الحديث وتحمله وضبطه، ونحو ذلك.

أهمية علم المصطلح

إن علم المصطلح أصل جميع العلوم الشرعية؛ لأن القواعد والأصول التي وضعها المحدثون أو النقّاد استفاد منها جميع الطوائف في العلوم الشرعية؛ وعلمائها، وبقواعده يتميز صحيح الرواية من سقيمها، ويعرف بها المقبول من الأخبار والمردود، فهو يخدم العلم الشرعي العظيم، إذ هو آلة حفظ السنّة النبوية، وسبيل صيانتها والدفاع عنها، ووسيلة إلى معرفة ما يقبل وما يرد من السنن، ولهذا كان الإسناد له أهمية عظيمة في الدين الإسلامي؛ لأن ثبوت الأحكام الشرعية والأخبار المروية متوقف عليه.

وقواعد علم المصطلح مهمة في التوثق من صحة النقل، والتأكد من المرويات، والتثبُّت في أخذ الأخبار، وكيفية ضَبطها، والتدقيق في نقلها للآخرين، فهو بذلك يحفظ الدين من التحريف والتبديل، فلا يلتبس الحديث الصحيح بالضعيف والموضوع، ولا يختلط كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكلام الآخرين، ويحسُن الاقتداء به، فيكون اتباعه بما صحّ عنه، ويحفظ العقول والكتب من الإسرائيليات والخرافات التي تفسد العقيدة الصحيحة وعبادة المسلم.

إقرأ أيضا:ما صحة حديث رضاع الكبير؟

وبه يبتعد المسلم عن الوعيد العظيم الذي أُعِدّ لمن يتحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويُحدّث عنه كذباً، حيث جاء في الحديث الصحيح: (إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ).

أشهر المؤلفات في علم المصطلح

من أشهر المصنفات التي صُنّفت في هذه العلم ما يلي:

  • المحدّث الفاصل بين الراوي والواعي، للقاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرَّاَمهُرْمُزي.
  • معرفة علوم الحديث، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
  • المسْتخرَج على معرفة علوم الحديث، لأبي نُعَيْم أحمد بن عبد الله الأصبهاني.
  • الكفاية في معرفة أصول الرواية، لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي.
  • التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير، للإمام النووي.
  • تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.
  • فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، لمحمد بن عبد الرحمن السَّخَاوي.
  • الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، للقاضي عياض بن موسى اليحصبي.
السابق
عدد أحاديث النعمان بن بشير
التالي
كم عدد أحاديث حفصة؟