وضوء وصلاه

متى فرض الصلاة

متى فرض الصلاة

الصّلاة

شرع الله -تعالى- جملةً من العبادات على عباده المسلمين؛ ليتقرّبوا بها إليه وليختبر طاعتهم والتزامهم بها؛ إذ إنّ العبادة غاية من غايات خلق الله -تعالى- لمخلوقاته من الإنس والجنّ، ومن جملة ما شرع الله -تعالى- من عبادات ما يعدّ من أركان الإسلام التي يُبنى ويقوم عليها الإسلام، وهي كما جاء في الحديث الشَّريف الذي راوه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث قال: (بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ، علَى أنْ يعبَدَ اللهُ ويُكْفَرَ بمَا دونَهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ)، ولعلّ من أجلّ العبادات وأكثرها تكراراً للمسلم في يومه وليلته الصّلاة، وهي رأس الأعمال الصّالحة وعمود الدّين كما قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ناصحاً معاذ بن جبل رضي الله عنه: (ألا أخبرك برأس الأمر كلّه وعموده وذروة سنامه، قُلْت: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد)، وهي كذلك أوّل ما يُسأل ويُحاسب عنه المسّلم يوم القيامة، كما جاء في رواية عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (أولُ ما يحاسبُ به العبدُ الصلاةَ، وأولُ ما يقضى بين الناسِ في الدماءِ).

وقت فرض الصّلاة

أجمع العلماء على أنّ الصّلوات الخمس فرضهنّ الله -تعالى- ليلة الإسراء والمعراج؛ أي قبل الهجرة النبويّ بسنة ونصف كما نقل ابن كثير، وفي الحديث الشّريف الذي تضمّن تفاصيل حادثة الإسراء والمعراج، جاء ذكر فرض الصّلاة فيها فروى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (أوحى اللهُ إليَّ ما أوحى، ففرَض علَيَّ خمسينَ صلاةً في كلِّ يومٍ وليلةٍ، فنزَلْتُ إلى موسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: ما فرَض ربُّكَ على أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خمسينَ صلاةً، قال: ارجِعْ إلى ربِّكَ، فاسأَلْه التَّخفيفَ؛ فإنَّ أمَّتَكَ لا يُطيقونَ ذلكَ؛ فإنِّي قد بلَوْتُ بني إسرائيلَ وخبَرْتُهم، قال: فرجَعْتُ إلى ربِّي فقُلْتُ: يا ربِّ، خفِّفْ على أُمَّتي، فحَطَّ عنِّي خمساً، فرجَعْتُ إلى موسى فقُلْتُ: حَطَّ عنِّي خَمْساً، قال: إنَّ أمَّتَكَ لا يُطيقونَ ذلكَ، فارجِعْ إلى ربِّكَ فاسأَلْه التَّخفيفَ، قال: فلَمْ أزَلْ أرجِعُ بين ربِّي تبارَك وتعالى وبين موسى عليه السَّلامُ حتَّى قال: يا مُحمَّدُ، إنَّهنَّ خمسُ صلواتٍ كلَّ يومٍ وليلةٍ، لكلِّ صلاةٍ عَشْرٌ، فذلكَ خمسونَ صلاةً).

إقرأ أيضا:طريقة صلاة الجماعة

تعريف الصّلاة وحكمها

تعريف الصّلاة

ترجع الصّلاة في اللغة إلى الجذر اللغويّ صَلَى، وهو جذر عائد إلى أصلين اثنين؛ الأوّل من النّار، فيُقال: صلى العود بالنّار واصطلى بالنّار، ومنه قول الله -تعالى- عن عذاب الكافرين يوم القيامة: (تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً)، وأمّا الأصل الثّاني يعود إلى الدّعاء.

أمّا الصّلاة في الاصطلاح الفقهيّ عند جمهور الفقهاء: مجموعة من الأفعال والأقوال المسبوقة بالنيّة وفق شروطٍ مخصوصةٍ، وتكون مبدوءة بالتّكبير ومختومة بالتسليم، أمّا عند فقهاء الحنفيّة فالصّلاة: اسم لأفعال معلومة من قيام وركوع وسجود.

حُكم الصّلاة

ثبتت فرضيّة الصّلاة في القرآن الكريم والسنّة النبويّة والإجماع؛ حيث قال الله تعالى: (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)، وأمّا من السنّة الشّريفة فوردت عدّة أحاديث مؤكّدة على أنّ الصّلاة فرضاً؛ منها: ما روته أمّ سلمة -رضي الله عنها- من وصيّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين في مرض موته: (كان من آخرِ وصيَّةِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- الصلاةَ الصلاةَ وما ملكَتْ أيمانُكم حتى جعل نبيُّ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يُلَجْلِجُها في صدرِه وما يفيضُ بها لسانُه)، وأمّا الإجماع فالأمّة مُجمعة على أنّ الصّلاة فرض وأنّ من أنكر فرضها وجحده فهو كافر.

إقرأ أيضا:متى فرضت الصلاة

فَضْل الصّلاة

إنّ أداء الصّلاة على حقّها فضلاً عظيماً وآثاراً طيّبةً يستشعرها من حافظ عليها ولم يفرِّط بها، فالصّلاة ماحية للذّنوب والخطايا، وهي سبيل للرّاحة النفسيّة والجسديّة كذلك؛ فهي رياضة للجسم وطمأنينة للنّفس، وبالمحافظة على الصّلاة محافظة على طهارة البدن كذلك، كما أنّ في التزام الصّلاة تعظيماً لتقوى الله -تعالى- وخشيته في قلب المسلم؛ وفي ذلك قال الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)، ولا يخفى ما لأداء الصّلاة جماعة من أثر طيِّب على المجتمع؛ إذ بها يستشعر المسلمون تكافلهم ووحدتهم، كما أنّها سبيل لوقوف المصلّين على أحوال بعضهم البعض، فيتآخون ويتآزرون ويتناصحون، وغير ذلك الكثير ممّا تتركه الصّلاة من منافع وفضائل لا تخصُّ الفرد المسلم وحده، بل تتسع وتعمّ ليشمل أثرها المجتمع بأسره.

الصّلوات المفروضة

فرض الله -تعالى- على عباده خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، وحدّد لكلّ صلاة وقتاً خاصّاً بها وبيّن عدد ركعاتها، وبيان ذلك فيما يأتي:

  • صلاة الفجر: ووقتها من طلوع الفجر الثّاني إلى شروق الشّمس، والأفضل تعجيل أدائها، ومقدارها ركعتان.
  • صلاة الظُّهر: ويبدأ وقت صلاة الظُّهر من زوال الشّمس إلى أن يصبح ظلُّ كلّ شيء مثله، والأولى أن يُعجّل أداؤها إلّا في حال الحرّ الشّديد؛ فإنّه يُؤخّر أداؤها إلى وقت الإبراد وخفّة الحرّ، وعدد ركعات الظُّهر أربع.
  • صلاة العصر: ويبدأ وقتها منذ انتهاء وقت صلاة الظُّهر إلى حين اصفرار الشّمس واقتراب غروبها، وهي أربع ركعات.
  • صلاة المغرب: ويبدأ وقتها من غروب الشّمس إلى حين غياب الشّفق الأحمر، والسنّة تعجيل أدائها، وعدد ركعات صلاة المغرب ثلاث ركعات.
  • صلاة العشاء: ويبدأ وقتها من مغيب الشّفق الأحمر إلى طلوع الفجر، ويسنّ تأخيرها إلى ثلث الليل إن تيسّر ذلك وأمكن، وصلاة العشاء أربع ركعات
السابق
كيف أقضي صلاة الظهر
التالي
تعريف الصلاة