موسى بن نُصير
وُلد موسى بن نُصير في قرية كفر مترى في الخليل سنة 19هـ، في زمن الخليفة عمر بن الخطّاب، وقد اهتمّ منذ صغره بالعلمح فحَفِظ القرآن الكريم، وتعلّم الكتابة ونَظَم الشِّعر، وكان والده قائداً في حرس معاوية بن أبي سفيان وكان أيضاً من أكبر معاونيه؛ فكان من أصحاب الرأي والسّلطة في الدّولة،[١] كما كان موسى بن نُصير أحد قادة الفتح الإسلاميّ الذين فتحوا الأندلس، وغزوا أفريقيا في خلافة عبد الملك بن مروان، فكان على يديه دخول الإسلام فيها، إلّا أنّ نهاية موسى بن نُصير لا تليق بنهاية قائد إسلاميّ، حيث غدر به حُكّام بنو أميّة، فعاش في آخر حياته فقيراً وبعيداً عن الأنظار شريداً مطروداً.[٢]
وفاة موسى بن نُصير
توالت الصّدمات على موسى بن نُصير في نهاية حياته، حيث تمّ استدعاؤه إلى مدينة دمشق وتمّ عزله، وأُثيرث الشّبهات حوله، وجاءه خبر مقتل ابنه عبد العزيز الذي كان والي الأندلس آنذاك، وبعد كلّ هذه الصدمات أراد أن يختم حياته بطريقة ترضي الله تعالى، فذهب إلى الحجّ، ولكنه توفيّ في طريق العودة من الحجّ وفي مكان يسمّى وادي القرى، وكان ذلك في عام 97 هـ.[٣]
ذكاء موسى بن نُصير العسكريّ
من ذكاء موسى بن نُصير أنّه سار على خطى من سبقوه من القادة وبنى عليها، فاتّخذ سياسة حكيمة في حروبه تقوم على قتال العدوّ القريب، ثمّ قتال العدوّ البعيد، تجنّباً لأخطاء من سبقه، فاستطاع بذلك أن يعيد البلاد التي خرجت عن طاعة المسلمين؛ مثل: زغوان، ثمّ المغرب الأوسط، ومهّد الطريق نحو المغرب العربيّ انتهاءً بالفتح الأندلسيّ العظيم الذي كان حُلماً يراود كلّ قادة الفتح الإسلاميّ، وهذا كلّه بفضل نشأته في بيت أبيه نُصير الذي كان أحد قادة الفتح الإسلاميّ على الجبهة الشّاميّة، فاستفاد من أبيه وصار فارساً شجاعاً ذكيّاً، يُعتمد عليه في المهمّات الكبرى.[٣]
إقرأ أيضا:موافقة عمر بن الخطاب لربهمناصب موسى بن نُصير
تولّى موسى بن نُصير عدّة مناصب، ومنها ما يأتي:[٤]
- منصب البصرة: إنّ موسى بن نُصير نشأ في بيت الحُكْم، فقد عُرف عنه بأنّه محبّ للسّلطة وللحُكْم، وخاصّة أنّ الفتوحات الإسلاميّة قد انتشرت انتشاراً كبيراً، فقد طمع بأن يكون حاكماً أو والياً على أحد تلك البلاد، فكان له ما أراد، فما كان من الخليفة عبد الملك بن مروان إلّا أن عيّنه وزيراً على البصرة، ومسؤولاً عن الخَرَاج فيها، وهو أوّل منصب له، وذلك في سنة 73هـ.
- منصب مِصْر: خرج موسى بن نُصير من البصرة إلى مِصْر مُكرَهاً، فأقام بجانب الملك عبد العزيز بن مروان، وقدّم له الولاء والإخلاص، فعيّنه مستشاراً له، وبعثه رئيساً للوفد المشارك في خِطبة ابنته أمّ البنين لابن عمّها الوليد بن عبد الملك.
- منصب أفريقيا: في عام 79هـ؛ أمر الملك عبد العزيز بن مروان بتعيين موسى بن نُصير والياً على أفريقيا، ليكون ذلك بداية مشواره مع الفتوحات التي بدأت من أفريقيا.
فتوحات موسى بن نُصير
فتح زغوان
تعدّ زغوان قرية قريبة من القيروان، وسكّانها من البربر، وكانوا من وقت لآخر يعتدون على المسلمين فيأخذوا أموالهم، ممّا أثار غضب المسلمين في القُرى المجاورة، فرفعوا الأمر إلى القائد موسى بن نُصير، فأرسل إليهم خمسمئة مقاتل بقيادة رجل يسمّى عبد الملك، فهزموهم هزيمة ساحقة، وسبى منهم عشرة آلاف مقاتل، ويعدّ هذا السّبي هو السّبي الأوّل للقيروان الذي قام به القائد عبد الملك في خلافة عبد الملك بن مروان
إقرأ أيضا:تعريف بأبي هريرة